السيسي: مصر تتمسك باتفاق ملزم حول سد النهضة.. وأدعو تركيا لاحترام القانون الدولي

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون  - AFP
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون - AFP
دبي - الشرق

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تشبث بلاده بالتوصل إلى حل قانوني وعادل بشأن سد النهضة الإثيوبي، في وقت يستمر تعثر المفاوضات الثلاثية مع السودان وأديس أبابا. 

وعبّر السيسي في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، نشرتها الأربعاء على هامش زيارته لفرنسا، عن مواقف بلاده من عدة قضايا من بينها سد النهضة وحرية التعبير في فرنسا والرسوم الكارتونية للنبي محمد، فضلاً عن تحركات تركيا في شرق المتوسط. 

الحوار مع إثيوبيا وتركيا

وبخصوص سد النهضة، قال السيسي إن "مياه النيل أمر حيوي بالنسبة لمصر والخلاف مع إثيوبيا بشأن سد النهضة يمتد لزمن طويل".

وتابع الرئيس المصري أن "السد يمثل لإثيوبيا مصدراً للتنمية المشروعة، إلا أن الملء بشكل أحادي يخالف مبادئ وقواعد القانون الدولي، ويهدد إمدادات المياه إلى 100 مليون مصري". 

وأكد الرئيس المصري تمسك بلاده بالحل القانوني العادل وبـ"التوصل إلى اتفاق ملزم لجميع الأطراف يحدد طرف ملء واستغلال السد، ويحمي مصالح مصر وإثيوبيا والسودان، ويحفظ حقوقنا في المياه".

وتأتي التصريحات في وقت يستمر تعثر المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة خلال الشهور الماضية، بسبب ما تصفه مصر بـ"تعنت" الجانب الإثيوبي في ما يتعلق بقواعد ملء وتشغيل السد.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان هناك تحرش تركي ضد مصر في ليبيا وشرق المتوسط، قال السيسي إن "سياسة مصر هي إقامة علاقات ممتازة مع جيرانها مع تغليب الحوار دائماً".

ودعا الرئيس المصري تركيا وباقي دول المنطقة إلى "احترام قواعد القانون الدولي وقانون البحار"، وإلى "عدم القيام بأي عمل من طرف واحد دون تشاور أو على حساب أمن وسلم المنطقة".

الرسوم الكارتونية

وتحدث الرئيس المصري إلى "لو فيغارو" أيضاً عن جدل حرية التعبير والإساءة للرموز الدينية في فرنسا، على خلفية الرسومات التي نشرتها مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، حين أعادت مؤخراً نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد.

وشدد السيسي في المقابلة على أن "لكل فرد حرية الإيمان أو عدم الإيمان"، مضيفاً أن "لا إكراه في الدين". وتابع: "لكن هل يمكن أن نسخر من كل شيء دون أن ندرك أن ذلك يمكن أن يراه آخرون دليل ازدراء؟".

وأوضح الرئيس المصري أن ذمّ المقدسات "يعود إلى الاستهانة بتمسك مليارات البشر بقيم ومبادئ الرموز الدينية. والكثير من الرجال والنساء يمكن أن يتألموا بسبب تعبير يمثل اعتداء على معتقداتهم العميقة. يتعين اتخاذ ذلك في الحسبان من منطلق الإحساس بالمسؤولية واحترام الآخر".

ولفت السيسي إلى أننا لو كنّا "في عالم بلا إنترنت ولا شبكات اجتماعية مثل القرن الماضي، لكان عدد قليل جداً من الناس سيعلم بالرسوم، أما في ظل العولمة فالوضع مختلف"، معتبراً أن "البعض استخدم هذه الرسوم للتلاعب بالشعور المشروع في تمسك المتدينين بقيمهم الدينية. وجرى تنظيم حملات تشويه تهدف إلى إذكاء الكراهية والتحريض على الفرقة بين الشعوب، على المنصات الرقمية ضد فرنسا"، بحسب تعبيره. 

حرب مشتركة على الإرهاب

وقال الرئيس المصري في حواره مع الصحيفة الفرنسية إن مصر وفرنسا تواجهان الإرهاب وتحاربانه معاً على عدة جبهات. 

وتابع السيسي مشيراً إلى مشروعات القوانين التي يبحثها البرلمان الفرنسي، بما يضمن احترام المبادئ الجمهورية في فرنسا، والتي ترى مجموعات إسلامية في البلاد أنها تستهدفها "يبدو لي أن فرنسا أصبحت تقيس بصورة أوضح الآن مدى الخطر الذي يمثله الإخوان المسلمون على المجتمع والمواطنين الأوروبيين".

واعتبر السيسي أن وضع جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب "لم يأتِ من فراغ وإنما سببه تدخلهم في الدوائر السياسية المؤسساتية، ما يمثل تهديداً وجودياً للدول، فهم يستغلون الدين لتبرير رؤيتهم".

واعتبر الرئيس المصري أن "مصر مثل فرنسا دفعت ثمناً باهظاً للإرهاب، إذ كان المواطنون المسلمون والأقباط والجيش والشرطة ورجال القضاء في مصر ضحية لأعمال الإرهاب الوحشي".

ودعا السيسي إلى معاقبة الدول التي "تموّل وتسلّح هذه المنظمات الإرهابية، انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة".

تعاون عسكري

والتقى عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، رئيس مجلس إدارة شركة "نافال غروب" الفرنسية المتخصصة في مجال الدفاع البحري وبناء السفن والقطع البحرية العسكرية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية في بيان إن الرئيس التنفيذي لشركة "نافال" أكد "حرص الشركة على تطوير تعاونها مع مصر، باعتبارها أحد أهم شركائها على مستوى العالم، مع الاستمرار في التباحث بين الجانبين حول آفاق التعاون المستقبلي".