إسرائيل قبل الانتخابات.. تحركات حزبية وتباين بشأن عودة نتنياهو

time reading iconدقائق القراءة - 8
مشهد عام للكنيست الإسرائيلي (البرلمان) في القدس الغربية. 30 يونيو 2022 - AFP
مشهد عام للكنيست الإسرائيلي (البرلمان) في القدس الغربية. 30 يونيو 2022 - AFP
دبي -محمد البحيري

تشهد الساحة السياسية في إسرائيل حالة من التفاعلات والتنقلات في إطار إعادة ترتيب الصفوف، استعداداً للانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، في وقت تتزايد احتمالية عودة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو إلى الحكم.

وأعلنت عضو الكنيست ميخال شير (42 عاماً)، التي تعتبر من المقربين من جدعون ساعر رئيس حزب "أمل جديد" (تيكفا حاداشا)، استقالتها من الكنيست، ومغادرة الحزب إلى حزب "هناك مستقبل" (ييش عتيد)، الذي يرأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد.

وتأتي استقالة شير لتكون الثانية في حزب "أمل جديد" خلال 3 أيام، إذ سبقها إلى ذلك عضو الكنيست بيني بيجين (79 عاماً)، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجين، والذي أعلن كذلك اعتزاله العمل السياسي وعدم الترشح للانتخابات القادمة المقررة في نوفمبر المقبل.

وكتبت ميخال شير على تويتر: "اليوم أنهي فترة رائعة مع صديقي جدعون ساعر. وكان لي شرف أن أكون جزءاً من العملية السياسية الدرامية، التي أدت إلى نهاية حكم بنيامين نتنياهو".

وأضافت: "اليوم أنضم إلى رئيس الوزراء يائير لبيد وحزب يش عتيد (هناك مستقبل)، وهو القوة السياسية الرئيسية التي تقف كجدار حصين ضد أولئك الذين يحاولون تفريقنا من الداخل".

وبدأت ميخال شير مسيرتها السياسية مبكراً في حزب "الليكود" حتى عملت في مكتب رئيس الوزراء الإسرائلي الأسبق بنيامين نتنياهو.

وقد هنأها رئيس الوزراء ورئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد على تويتر، ووصفها بأنها "نائبة ممتازة مع خبرة كبيرة"، وقال لها: "أمامنا الكثير من العمل، سنواصل العمل معاً لصالح مواطني إسرائيل.. أهلاً وسهلاً".

وكانت شير هاجمت لبيد في الماضي بكلمات قاسية، فكتبت في مايو 2019 على تويتر مخاطبةً لبيد: "كقائد كنت ممتازاً، وكنت مذيعاً رائعاً أيضاً.. لكن من هناك إلى إدارة البلاد مسافة طويلة، لقد رأيت ذلك عندما قابلت الكنيست والحكومة، وتحطمت أحلامك واحدة تلو الأخرى بسبب نقص الخبرة والفهم الأساسي للسياسة.. توقف عن تضليل الجمهور.. هذه هي حياتنا وأنت تريد أن تلعب بها بلا مسؤولية كاملة".

وأرجع تقرير لموقع "والا" الإخباري سبب استقالة ميخال شير إلى الاتحاد بين حزبي "أمل جديد" و"أزرق أبيض"، ما ترتب عليه فقدان شير مكانها بالقائمة الموحدة المرشحة لخوض انتخابات الكنيست، بينما وعد حزبها الجديد "هناك مستقبل" بتدبير مكان واقعي لها ضمن قائمته لخوض الانتخابات.

ماذا يعني فقدان المكان في القائمة؟

تجري الانتخابات في إسرائيل بنظام القوائم، إذ يتم التعامل مع إسرائيل كلها كدائرة واحدة، تتنافس فيها كل الأحزاب بنظام القائمة فيختار الناخب قائمة واحدة.

وبعد ذلك يتم جمع الأصوات الصحيحة وقسمتها على عدد مقاعد الكنيست البالغ 120 مقعداً، لتنتج "نسبة الحسم"، والحزب الذي لا يحصل على أصوات تعادل تلك النسبة يتم استبعاده من النتائج ولا يشارك في تقسيم مقاعد الكنيست.

وعلى سبيل المثال، إذا صوت في إسرائيل 2.2 مليون ناخب، وكانت جميعها أصوات صحيحة، يتم تقسيمها على 120 (عدد المقاعد)، فيكون الناتج هو 18333 تقريباً ويشكل نسبة الحسم، ما يعني أن أي حزب حصل على أقل من هذا الرقم ولو بصوت واحد، يفقد حقه في الحصول على أي مقعد بالكنيست.

ويتم استبعاد الأصوات الصحيحة المتعلقة بالأحزاب التي لم تعبر نسبة الحسم، فيتبقى صافي الأصوات الصحيحة، التي يتم قسمتها على مقاعد الكنيست، ويكون الناتج هو ما يمكن تسميته بثمن المقعد الواحد.

فمثلاً إذا بلغ عدد الأصوات التي صوتت للأحزاب الخاسرة، التي لم تصل إلى نسبة الحسم، 600 ألف صوت، يتم خصمها من إجمالي التصويت (2.2 مليون في هذا المثال)، فيكون الناتج 1.6 مليون صوت، يتم تقسيمها مجدداً على 120 (عدد المقاعد)، فتكون النتيجة هي 13333 تقريباً، لتكون هي قيمة المقعد الواحد.

فإذا حصل الحزب مثلاً على 40 ألف صوت، يتم قسمته على 13333 فيحصل على 3 مقاعد، وهكذا.

وهذا يعني أن احتمال دخول الشخص إلى الكنيست يكون رهناً بعدد المصوتين أولاً ثم موقع اسمه في القائمة التي يخوض الانتخابات من خلالها، وكلما كان اسمه في موقع متقدم بالقائمة، تزداد فرص حصوله على مقعد.

القانون النرويجي

ويبحث "أمل جديد" عن مرشح بديل للنائبة ميخال شير، على ألا يكون من الوزراء المستقيلين من الكنيست بموجب "القانون النرويجي".

تجدر الإشارة إلى أن القانون النرويجي، الذي تعمل به إسرائيل، هو قانون معمول به في البرلمان النرويجي، يلزم الوزراء، ما عدا رئيس الحكومة، بالاستقالة من عضوية البرلمان خلال فترة عضويتهم في الحكومة، واستبدالهم بآخرين ضمن القائمة الانتخابية للحزب، مع الاحتفاظ بحقهم في العودة إلى البرلمان على حساب الأعضاء البديلين، في حال استقالتهم من الحكومة.

والاسم التالي في القائمة بعد ميخال شير هي الصحافية هيلا شاي فازان، ذات الأصول الليبية، والتي أعلنت، الأحد، أنها ستتخلى عن مقعدها في الكنيست.

وبذلك يكون الدور على الاسم التالي وهو الناشط السياسي ميشال بوسكيلا، الذي يوصف بأنه أحد شركاء جدعون ساعر، الذين غادروا معه الليكود.

"مشكلة نتنياهو"

قالت رئيسة حزب "الروح الصهيونية" إييليت شاكيد إن "من يتحدث عن حكومة وحدة من دون بنيامين نتنياهو يخدع الجمهور".

ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن شاكيد قولها إن "إسرائيل بحاجة الى استقرار بعد 5 معارك انتخابية". وأضافت أن "الحكومة المثالية ستكون مركبة من الليكود وأزرق أبيض وقوى أخرى من معسكر اليمين".

من جانبه، قال النائب تسفي هاوزير، الذي انضم إلى حزب "الروح الصهيونية"، إن "نتنياهو يعتبر مشكلة وليس حلاً، لكن يبدو أنه لا يمكن كسر الحلقة المفرغة بدونه".

وأضاف أن حزبه لا يريد حكومة ذات قاعدة برلمانية ضيقة، معتبراً أن "حكومة برئاسة نتنياهو تستند إلى دعم 61 نائباً ستنجر وراء المتطرفين من أمثال ايتمار بن غفير، وهذا الأمر يجب تجنبه".

شاكيد تعزز حكومة نتنياهو

وكشف استطلاع نشرته صحيفة "معاريف"، الجمعة، أن قائمة "الروح الصهيونية" تتجاوز نسبة الحسم بصعوبة بحصولها على 3.3% من الأصوات، علماً أن نسبة الحسم هي 3.25%.

وسيحصل معسكر نتنياهو على 59 مقعداً، بواقع 35 مقعداً لحزبه الليكود، والصهيونية الدينية 10 مقاعد، شاس 8 مقاعد و"يهودية التوراة" 6 مقاعد.

وأعلنت شاكيد أنها لا ترفض الانضمام إلى حكومة يشكلها نتنياهو، ما يعني أن تجاوز "الروح الصهيونية" نسبة الحسم من شأنه أن يغير صورة الوضع ليمنح نتنياهو أكثر من 61 مقعداً كافية لتشكيل حكومة برئاسته.

بحسب الاستطلاع، سيحصل المعسكر الآخر الذي يضم الأحزاب التي تتألف منها الحكومة الحالية على 51 مقعداً، بواقع 23 مقعداً لحزب "هناك مستقبل"، 11 مقعداً لتحالف "أمل جديد- أزرق أبيض"، 5 مقاعد لحزب "إسرائيل بيتنا"، والعمل 4 مقاعد، القائمة العربية الموحدة 4 مقاعد، وميرتس 4 مقاعد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات