واشنطن ترغب في حسم مفاوضات فيينا قبل تنصيب الرئيس الإيراني

time reading iconدقائق القراءة - 5
كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي خلال توجهه إلى مقر انعقاد محادثات إحياء الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية فيينا، 27 أبريل 2021 - AFP
كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي خلال توجهه إلى مقر انعقاد محادثات إحياء الاتفاق النووي في العاصمة النمساوية فيينا، 27 أبريل 2021 - AFP
دبي -الشرق

كشف مسؤول أميركي أنَّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تريد إنجاز اتفاق مع إيران من أجل العودة إلى الاتفاق النووي، خلال الأسابيع الستة المتبقية قبل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، وذلك وفقاً لما نقله موقع "أكسيوس" الأميركي.

وقال المسؤول إنه سيكون أمراً "مقلقاً" إذا استمرت المحادثات حتى مطلع أغسطس المقبل، وهو تاريخ عملية نقل السلطة في إيران، مشيراً إلى أنه "إذا لم نحصل على اتفاق قبل تشكيل الحكومة الجديدة، فإني أعتقد أن ذلك سيثير أسئلة جدية حول مدى إمكانية إنجاز الاتفاق".

ووفقاً لموقع "أكسيوس"، يُعد المرشح إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية المحافظ والمقرَّب من المرشد الأعلى علي خامنئي، هو الأقرب للفوز بالانتخابات الرئاسية في إيران.

وأشار الموقع إلى أنه لم يتم السماح لأي عضو بارز من معسكر الإصلاحيين بخوض السباق الرئاسي، وهو ما يعني أن الرئيس الحالي الأكثر اعتدالاً حسن روحاني سيسلم السلطة بالتأكيد للمتشددين. 

وكان محللون ودبلوماسيون منخرطون في المفاوضات قالوا إن التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الحالية التي توشك ولايتها على الانتهاء، أسهل من التوصل إليه مع حكومة منصَّبة حديثاً، خصوصاً حكومة يقودها إبراهيم رئيسي.

لكن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، قال في تصريحات لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية هذا الأسبوع: "الجميع يعلم أنه في هذا المرحلة سيكون من الضروري انتظار الحكومة الإيرانية الجديدة".

جدول زمني مقلق

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن هذا الجدول الزمني سيكون "مقلقاً" "ليس فقط لأن حكومة محافظة ستتولى السلطة، بل لأنه كلما طالت المفاوضات دون تحقيق اختراق، كانت فرص النجاح أقل".

وأكد المسؤول ذاته، بحسب "أكسيوس"، أن الولايات المتحدة "ليس لديها وقت غير محدود لإنجاز الاتفاق"، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية "خلصت إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق في فترة زمنية معقولة"، دون أن يحدد جدولاً زمنياً معيناً.

وقال إن الولايات المتحدة "لا تنوي الاستمرار في المحادثات لأشهر، وأعتقد أن الإيرانيين سيقولون الأمر نفسه"، مشيراً إلى أن وجهة النظر هذه "مبنية على تأكيد الإيرانيين أن الانتخابات ليست عاملاً مؤثراً، وأن عملية صنع القرار ستستمر قبل الانتخابات وبعدها، وبالتالي لن تنقطع المفاوضات نتيجة للانتخابات". 

وأضاف أن الإدارة الأميركية "ستتفاوض بالطريقة نفسها التي تفاوضت بها حتى الآن، أما ما يحدث بعد تنصيب الرئيس الجديد، فهذا أمر مختلف، ولكن نأمل أن نحصل على صفقة قبل ذلك التاريخ، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسيتعين علينا التفكير" في الموضوع.

ورفض المسؤول الأميركي تحديد العقبات الكبرى التي تحول دون التوصل لاتفاق، لكنه قال إنه يتم إحراز تقدم في تحديد العقوبات التي يجب أن تخففها الولايات المتحدة من أجل العودة إلى الاتفاق، والخطوات النووية التي يجب أن تتخذها إيران من أجل العودة إلى الامتثال بالاتفاق النووي.

معضلة هدر الوقت

وعقدت 6 جولات من المحادثات حتى الآن في العاصمة النمساوية فيينا وسط مشاركة أميركية غير مباشرة عبر الوسطاء الأوروبيين.

وقال كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي هذا الأسبوع إنه في حين يعد التوصل إلى اتفاق غير ممكن في الجولة الحالية من المحادثات، فإنه لا مصلحة لإيران في "إهدار الوقت"، مشيراً إلى أن الانتخابات لن تكون عاملاً مؤثراً في المفاوضات.

وأكد المبعوث الروسي ميخائيل أوليانوف في وقت سابق هذا الأسبوع أن التوصل إلى اتفاق ربما يكون على بعد "أسبوعين". فيما شدَّد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على أن "اللعب لكسب الوقت ليس في مصلحة أحد".

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق جون بولتون، قال في تصريحات لـ"الشرق"، الجمعة، إنه يعتقد أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تريد أن تنضم مجدداً إلى الاتفاق النووي مع إيران.

وأضاف: "أعتقد أنه يجب ألا نعود إلى هذا الاتفاق، لكن من الواضح أن بايدن شخصياً يود أن يعود إليه، وأنا متفاجئ من أنهم لم يحققوا ذلك بعد".

واتهم بولتون الرئيس بايدن بأنه "مستعد لتقديم الكثير من التنازلات لإيران للعودة إلى الاتفاق"، مشيراً إلى أنه إذا فعل ذلك فإنه "سيتعرض لانتقادات كثيرة في الولايات المتحدة، خصوصاً بين الجمهوريين، حيث توجد معارضة كبيرة للاتفاق".

اقرأ أيضاً: