بايدن يقايض طموح سول النووي بتعزيز وضعها في منظومة الردع الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته جيل بايدن برفقة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول خلال زيارة إلى النصب التذكاري لقدامى المقاتلين في الحرب الكورية، واشنطن. 25 أبريل 2023 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته جيل بايدن برفقة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول خلال زيارة إلى النصب التذكاري لقدامى المقاتلين في الحرب الكورية، واشنطن. 25 أبريل 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

وافقت الولايات المتحدة الأربعاء، على منح "صوت أكبر" لكوريا الجنوبية في أي مشاورات بشأن رد نووي أميركي محتمل على أي هجوم لكوريا الشمالية، في مقابل التخلي عن طموحاتها لامتلاك سلاح نووي خاص بها، وفقاً لما ذكره مسؤول أميركي لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وسيمنح الاتفاق المذكور قادة كوريا الجنوبية مكاناً لطالما سعت إليه سول على طاولة استخدام الأسلحة النووية الأميركية للدفاع عن نفسها، رغم أن واشنطن ستظل متحكمة في الأهداف وفي تنفيذ أي عملية نووية.

وفي مقابل ذلك، ستؤكد سول التزامها بعدم تطوير أسلحة نووية خاصة بها، وفقاً للمسؤول الأميركي الذي تحدث للصحيفة.

وسيتم إعلان نص الاتفاق الذي اتفق الطرفان على تسميته "إعلان واشنطن"، الأربعاء، حين يلتقي الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الذي بدأ الاثنين، زيارة تمتد لستة أيام، مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، وفق "وول ستريت جورنال".

غواصة نووية

ولإظهار عزم الولايات المتحدة على استخدام سلاح الردع النووي لحماية كوريا الجنوبية، سينص الإعلان على زيارة غواصة صواريخ نووية باليستية أميركية، إلى هذا البلد.

وتأتي الاتفاقية الجديدة، على خلفية التوتر المتصاعد في كوريا الجنوبية حيال الالتزام الأميركية، بعامل الردع الموسع، أي عزم واشنطن استخدام أسلحتها النووية إذا اقتضت الحاجة، للدفاع عن كوريا الجنوبية رغم مخاطر قيام كوريا الشمالية بعمل انتقامي ضد الولايات المتحدة.

مخاوف سول

وتزايدت مخاوف كوريا الجنوبية بعد العدد القياسي من عمليات الإطلاق الصاروخية التي قامت بها كوريا الشمالية مؤخراً، والتقدم الذي أحرزته في ترسانتها النووية، مع وصول المساعي الدبلوماسية لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية إلى نهايته.

وقالت "وول ستريت جورنال" إن عاملاً آخراً في المخاوف الكورية هو تقلبات السياسية الأميركية، والتي أثارت مخاوف في سول بأن رئيساً مستقبلياً للولايات المتحدة لن يكون عازماً على الدفاع عن كوريا الجنوبية ضد الجيش الكوري الشمالي، الذي رفع مخزوناته من الصواريخ الباليستية.

وأثار الرئيس الكوري الجنوبي الجدل في يناير، حين قال إن بلاده ستسعى لتطوير أسلحتها النووية الخاصة بها، أو تطلب من الولايات المتحدة إعادة نشر أسلحتها النووية على شبه الجزيرة الكورية إذا تزايدت التهديدات الكورية الشمالية.

وكانت هذه أول مرة يثير فيها زعيم للبلد احتمالات كهذه.

ونشرت الولايات المتحدة أسلحة نووية تكتيكية في 1958، ولكنها أزالتها عقب انتهاء الحرب الباردة مع موسكو في 1991.

ولا تخطط الإدارة الأميركية لإعادة نشر تلك الأسلحة على شبه الجزيرة الكورية مرة أخرى، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".

زيارة يون

واستقبل بايدن، الثلاثاء، يون سوك يول في اليوم الأول من زيارة دولة يقوم بها إلى واشنطن، تستهدف تعزيز التحالف بين البلدين، وفق "فرانس برس".

وأبرز ما تتضمنه زيارة الدولة هذه، لقاء يعقد الأربعاء، في البيت الأبيض يليه مؤتمر صحافي وحفل عشاء. وهذه ثاني زيارة دولة لزعيم أجنبي في عهد بايدن، بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ديسمبر الماضي.

وتزينت العاصمة الأميركية بأعلام كوريا الجنوبية. وبعيداً من المراسم، يناقش الرئيسان تعزيز تعاونهما، بما في ذلك العسكري، في مواجهة التهديدات النووية لكوريا الشمالية.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان للصحافة الاثنين، إن الزعيمين تمكنا من تطوير "علاقة"، لافتاً إلى أن "التحالف يمتد إلى ما هو أبعد من شبه الجزيرة الكورية ويهدف إلى أن يكون قوة من أجل الخير في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وفي كل أنحاء العالم". وأشار إلى أن يون كان أول زعيم كوري جنوبي يحضر قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

مظلة أمنية أميركية

وستكون المظلة الأمنية الأميركية في صلب محادثات يون وبايدن، في وقت تواجه المنطقة رقماً قياسياً جديداً لعمليات إطلاق الصواريخ البالستية الكورية الشمالية هذا العام.

ويحاول الزعيم الكوري الجنوبي طمأنة مواطنيه الذين يشعرون بتوتر متزايد بشأن مدى التزام الولايات المتحدة بتعزيز الردع لمنع هجوم محتمل ضد حلفائها. وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الكوريين الجنوبيين تريد الآن أن تمتلك سول سلاحاً نووياً خاصاً بها.

في المقابل، سيحاول بايدن طمأنة ضيفه بشأن هذا "الردع الموسع"، حسبما قال سوليفان الذي وعد بأن يتم اتخاذ قرارات ملموسة بشأن هذا الموضوع وملفات أخرى بينها "التعاون في مجال الفضاء الإلكتروني والمناخ والاستثمار وتعزيز العلاقات بين شعبينا".

وخلال الزيارة، ستدعو الإدارة الأميركية، كوريا الجنوبية، التي تعد تاسع أكبر مصدّر للأسلحة في العالم، إلى مساعدتها على زيادة دعم أوكرانيا من خلال توفير ذخيرة وأسلحة لكييف.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات