عباس يبحث مع ملك الأردن موقفاً عربياً مشتركاً من القضية الفلسطينية

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستقبل ملك الأردن عبد الله الثاني في رام الله - 28 مارس 2022 - via REUTERS
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستقبل ملك الأردن عبد الله الثاني في رام الله - 28 مارس 2022 - via REUTERS
رام الله-محمد دراغمة

أنهى الملك الأردني عبد الله الثاني زيارة لفلسطين اجتمع خلالها مع الرئيس محمود عباس وعدد من مساعديه، توافقا خلالها على ضرورة وضع الملف الفلسطيني على جدول الأعمال الدولي، كما بحثا العمل من أجل موقف عربي مشترك بشأن اعتبار القضية الفلسطينية مفتاح الاستقرار في المنطقة.

وقال مسؤولون فلسطينيون لـ"الشرق"، إن الرئيس عباس، والملك عبد الله بحثا التطورات الدولية الأخيرة المتمثلة في الغزو الروسي لأوكرانيا والاتفاق النووي المرتقب بين الغرب وإيران، وأثر هذه الملفات على المنطقة، ومن بينها الملف الفلسطيني.

وتزامن الاجتماع مع لقاء عقده وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والمغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين في النقب بإسرائيل لبحث هذه الملفات وتداعياتها على المنطقة.

وشهدت قمة النقب، تأكيداً أميركياً بأن اتفاقات السلام الموقعة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية "ليست بديلاً عن حل الأزمة الفلسطينية". 

ووصل ملك الأردن إلى رام الله على متن مروحية عسكرية يرافقه ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء بشر الخصاونة وعدد من كبار المسؤولين.

والتقى عباس مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن الأحد في رام الله، والذي أكد له أن واشنطن "ملتزمة بإعادة بناء علاقاتها مع السلطة الفلسطينية"، و بـ"مبدأ حل الدولتين".

فيما طالب عباس بـ"إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس"، وإلغاء القوانين الأميركية التي تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية "إرهابية".

"معايير دولية مزدوجة"

وقال مسؤول فلسطيني رفيع، إن الرئيس عباس والملك الأردني توافقا على ضرورة بذل جهود دبلوماسية واسعة لوضع الملف الفلسطيني على جدول الأعمال الدولي والإقليمي، وأنه بدون إيجاد حل للقضية الفلسطينية، فإن فرص الاستقرار الإقليمي تظل ضعيفة وقابلة للانهيار في أي وقت.

وذكر أن الرئيس عباس أبلغ العاهل الأردني بأن الفلسطينيين "يشعرون بالغبن الشديد من الغرب نظراً للاهتمام الواسع الذي يبديه تجاه الشعب الأوكراني على مختلف المستويات السياسية والإنسانية والاقتصادية والقانونية، مقابل التجاهل الواسع لمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال".

ووصف الرئيس عباس ذلك، في تصريحات سابقة، بـ"المعايير المزدوجة".

وأشار المسؤول الفلسطيني إلى عدم رضا عباس عن السياسة الأميركية، تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مشيراً إلى أن الجانب الأميركي تراجع عن الكثير من وعوده السياسية للفلسطينيين، وحصر اهتمامه في الشؤون الاقتصادية والحياتية التي قال إنها "رغم أهميتها الكبيرة، إلا أنها لا تغني عن الحل السياسي".

وحسب مسؤول آخر فإن الرئيس عباس والملك الأردني اتفقا على العمل معاً من أجل موقف عربي مشترك بشأن اعتبار القضية الفلسطينية مفتاح الاستقرار في المنطقة.

 منع التوترات في القدس

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، ذكرت أن ملك الأردني سيبحث مع الرئيس الفلسطيني الوضع الخاص في مدينة القدس خاصة خلال شهر رمضان والعمل على تجنب حدوث توترات في المدينة "قد تؤدي إلى تفجر مواجهة فلسطينية إسرائيلية واسعة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الخط الأخضر".

وقال مسؤول فلسطيني إن عباس والملك عبد الله الثاني بحثا الوضع في القدس لكنهما اتفقا على أن مفتاح الأمن والاستقرار في المدينة في يد إسرائيل بصفتها سلطة الاحتلال في القدس وأنها الجهة الوحيدة القادرة على نزع فتيل الانفجار من خلال وقف اقتحامات واستفزازات المستوطنين اليهود للمصلين في المسجد الأقصى.

واستهل الرئيس محمود عباس اللقاء مع ملك الأردن، بالتأكيد على أنه "لا ننسى أبداً أن الموقف الأردني من القضية الفلسطينية هو موقف فلسطيني".

حل شامل ودولة على حدود 1967

من جانبه، أكد العاهل الأردني أن "الأردن سيبقى دائماً مع الأشقاء الفلسطينيين وحقوقهم، ونقف معكم باستمرار، رغم كل التحديات".

وقال: "لا يمكن للمنطقة أن تنعم بالأمن والاستقرار دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل دولتين، يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية".

وشدد على "ضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية، خاصة في القدس والحرم الشريف، والتي تعيق فرص تحقيق السلام الشامل الدائم في المنطقة، والذي هو هدفنا جميعاً لتعيش الدولة الفلسطينية المستقلة بسلام وأمان إلى جانب إسرائيل".

وأكد أن الأردن مستمر بجهوده للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، بموجب الوصاية الهاشمية عليها.

وقال: "نحن موجودون اليوم لنسمع منكم ونحن في نفس الخندق، نسمع منكم ما هو مطلوب من الأردن لتخفيف التحديات والمعيقات أمامكم".

اقرأ أيضاً: