في الأول من يوليو كانت ديانا، أميرة ويلز والزوجة السابقة لولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، تحتفل بعيد مولدها، وهي الذكرى التي ما زال يحييها ابناها في قصر كنسينغتون، برفع الستار عن تمثال حديث للأميرة الراحلة.
ولدت ديانا بعيداً عن قصر كنسينغتون الملكي وحدائقه الواسعة، وبالتحديد في مقاطعة نورفك شرق بريطانيا، في كنف أسرة ميسورة من طبقة النبلاء، إلا أن طفولتها وشبابها لم تسر على نحو هادئ، تماماً كحياتها بعد الزواج من أشهر رجل في المملكة المُتحدة.
في هذا التقرير نعود لإلقاء نظرة على حياة ديانا المتقلبة، ومتاعبها قبل الانضمام للعائلة البريطانية المالكة، كزوجة لولي العهد وأم لملك مرتقب.
بيت النبلاء
ولدت ديانا في عام 1961 لكل من جون سبنسر وفرانسيس روش، وكانا يتمتعان آنذاك بألقاب فيكونت وفيكونتس الثورب، وكان لها ثلاث إخوة، سارة وجاين الأكبر، ثم تشارلز الأصغر، وفقاً لموقع Royal الرسمي.
أقامت ديانا مع أسرتها في منزل مستأجر من الملكة إليزابيث الثانية، يُطلق عليه Park House، ولذا يعود اللقاء الأول بين ديانا وزوجها المستقبلي إلى طفولتها، إذ كانت تلهو وتلعب مع إخوته الأصغر سناً، الأميرين أندرو وإدوارد، كما نقل موقع Biography.
كانت العلاقة بين نبلاء سبنسر وآل وندسور ممتدة لسنوات قبل الزيجة الشهيرة بين ديانا وتشارلز، إذ إن الملكة ماري جدة الملكة إليزابيث الثانية كانت الأم الروحية لوالد ديانا، كما كانت الملكة إليزابيث، الأم الروحية لأخ ديانا الأصغر تشارلز، وذلك وفقاً لما أورده موقع Oprah Daily.
وفي عام 1975، حصل جون والد ديانا على لقب "إيرل" سبنسر خلفاً لوالده، لتنتقل الأسرة بذلك إلى منزل أكثر فخامة يعود تاريخ بنائه للقرن الـ16 وتُصبح بذلك الأميرة المرتقبة "الليدي ديانا سبنسر".
تجارب قاسية
بالرغم من حياة الرفاهية ورغد العيش، إلا أن حياة ديانا لم تكن وردية دائماً، إذ واجهت في طفولتها تجربة قاسية لدى انفصال والديها، عندما كانت في السادسة من العمر بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، وظلت تذكر طويلاً وقع أقدام والدتها أثناء مغادرة منزل الأسرة لآخر مرة، ومنذ ذلك الحين أصبحت موضع نزاع بين والديها على أمر حضانتها وإخوتها.
ووفقاً لتصريحات تشارلز، إيرل سبنسر، شقيق ديانا الأصغر، فقد اضطلعت الطفلة باكراً بدور الأم لشقيقها في ظل غياب والدتيهما، كما أعانته خلال رحلات الانتقال بين منزل والدها ووالدتها بالقطار خلال عطلات الأسبوع، وذلك بالرغم من شعورها سابقاً بالهجر من جهة والدتها، التي وعدتها بأن تأتي لزيارتهم في منزل سبنسر، لكنها لم تفعل.
وبحسب تقرير لمجلة "Vanity Fair"، فقد تزوج جون سبنسر من امرأة أخرى في عام 1976، إلا أنه لم يدع أياً من أبنائه وضمنهم ديانا المراهقة آنذاك للزفاف.
شغف بالرقص
بعد مسيرة تعليمية قصيرة في المملكة المُتحدة رحلت ديانا عام 1977 إلى سويسرا، حيث التحقت بمعهد Institut Alpin Videmanette، والذي كان بمثابة محطة دراستها النهائية، إذ عادت بعد موسم الربيع من العام التالي وفقاً لموقع Royal.
ولطالما أبرزت ديانا جوانب فنية من شخصيتها، كبراعتها في عزف البيانو وحبها للرقص، إذ كانت ترغب في احتراف رقص الباليه وفقاً لـ Oprah Daily، لكنها لم تتمكن من الاحتراف كراقصة، وعزفت أيضاً عن الالتزام بالتدريبات اللازمة، لكنها ظلت ترقص حينما ينتابها التوتر وتُثقل المتاعب كاهلها.
مهام متواضعة
قبل التقدم للاضطلاع بمهامها الملكية كزوجة ولي العهد وأم الملك المُستقبلي، لم تحظ ديانا بحياة مهنية معقدة، حتى بعد إنهاء مرحلة الدراسة، بل كانت تعمل في بعض الوظائف البسيطة والمتواضعة، كتقديم المقبلات في الحفلات أو تنظيف المنازل، وفقًا لـ Oprah Daily وذلك إضافة إلى رعاية الصغار، إذ عُرف عنها شغفها بالأطفال.
قبل خطبتها مباشرة، كانت ديانا قد استقرت في عملين محددين، وهما معلمة لمرحلة روضة الأطفال بمدرسة Young England School، ومُربية لطفل صغير من أسرة أميركية وفقًا لموقع Royal، وفي مقابلة تلفزيونية مع ربة عملها السابقة، سيدة الأعمال الأميركية، تذكر أم الرضيع أنها وقعت في حب ديانا مباشرة خلال مقابلة الوظيفة، بعد أن طلبت مربية أطفال من خلال مكتب توظيف.
كانت "أميرة القلوب" حينها تُعين المرأة في أعمال التنظيف وغسل الملابس والصحون ورعاية الطفل "باتريك"، كما أنها لم تُدرك أصل ديانا النبيل سوى مصادفة بعد أن رأت شيكاً بنكياً سقط من حقيبتها وقد دوّن عليه اسمها.
ظلت السيدتان لاحقاً على اتصال وتبادلا المراسلات بعد زفاف ديانا، التي لطالما دعت ربة عملها إلى زيارتها.