ماري شيلي.. قصة مراهقة متمردة أطلقت وحش "فرانكنشتاين"

time reading iconدقائق القراءة - 4
الكاتبة البريطانية ماري شيلي - Getty Images
الكاتبة البريطانية ماري شيلي - Getty Images
القاهرة-آلاء عثمان

قبل عام 1818، لم تكن هناك نصوص أدبية شهيرة معنية بما نُطلق عليه اليوم "الخيال العلمي"، إلا أن اللون الأدبي الجديد برز بغير مقدمات على يد الأديبة البريطانية ماري شيلي عندما نشرت أولى وأشهر رواياتها "فرانكنشتاين".

خطّت شيلي الرواية حينما كانت شابة لم تكد تنهي مراهقتها، إلا أن خيال الكاتبة البريطانية فتح الآفاق على عالم جديد تتحقق فيه الأحلام والكوابيس على حد سواء. ونستعرض في هذا المقال أبرز محطات حياة الأديبة الشهيرة في ذكرى مولدها.

مراهقة متمردة 

ولدت ماري شيلي لأسرة مثقفة وأبوين مميزين في 30 أغسطس 1797، فوالدها كاتب بريطاني شهير، ضالع في السياسة والفلسفة، يُدعى وليام جودوين، أما والدتها فلم تكن كاتبة فحسب، بل إحدى الناشطات في مجال حقوق المرأة، وتُدعى ماري ولستونكرافت، إلا أن ماري الصغيرة لم تتلق تعليماً خاصاً أو توجيهاً من والدتها، إذ إنها توفيت بعد ميلاد صغيرتها بفترة وجيزة. 

أمضت ماري الابنة أغلب سنوات طفولتها ومراهقتها المبكرة في منزل والدها رفقة زوجته الجديدة، إلا أن الأمور لم تسِر دائماً على ما يرام، إذ لم تكن ماري على وفاق مع سيدة المنزل الجديدة، حتى إن الأخيرة تسببت في عدم حصول الصغيرة على تعليم نظامي وفقاً لموقع Biography

في عام 1813، أعلنت ماري التمرد على الوضع بشكل عام والخروج عن المألوف والإطار الاجتماعي، عندما قررت الهرب إلى إيطاليا مع حبيبها الشاعر بيرسي بيش شيلي.

 لم تحظَ علاقتهما بمباركة والد الشابة على الإطلاق، فهي شارفت على 16 عاماً، وشيلي كان متزوجاً بأخرى، بعد ثلاث سنوات انتحرت زوجة شيلي الأولى وتمكن هو وماري من الزواج.

ثمرة المنافسة

خلال العام الذي عقد فيه زواجها رسمياً، نبتت فكرة فرانكنشتاين لأول مرة في ذهن الكاتبة، إلا أن إنتاج الخط الرئيسي للقصة جاء عن طريق المصادفة، أثناء إحدى الحفلات التي حضرتها ماري رفقة زوجها، إذ رجح صديق يُدعى اللورد بايرون أن يبدأ كل الحضور بكتابة قصة مرعبة أثناء إقامتهم معاً وأن يتنافسوا على إعدادها فيما بينهم، بفضل تلك الواقعة أبصرت قصة فرانكنشتاين الحياة كما يذكر موقع مؤسسة الشعر

وتدور وقائع قصة شيلي حول العالم فيكتور فرانكنشتاين الذي قرر بناء إنسان من أشلاء الموتى، وبالفعل تمكن من تحقيق غايته إلا أن صنيعة يديه بدا كوحش قبيح، وهو ما أصاب العالم بالندم، كما أن الوحش نتاج التجربة شعر بأن صاحبه الذي منحه الحياة قد تخلى عنه.   

في عام 1818، صدرت رواية ماري شيلي أخيراً، وحظيت باهتمام واسع، حتى إنها عُرّفت لاحقاً بأنها أول أعمال الخيال العلمي في التاريخ. 

أعمال أخرى 

على مدار عقود طويلة ظل اسم الكاتبة البريطانية مرتبطاً بكلاسيكيتها الشهيرة، إلا أن مشوار ماري لم يتوقف عند إنتاج فرانكنشتاين، حيث إنها أنتجت أعمالاً أدبية أخرى منها رواية بعنوان الرجل الأخير- The last man، ورواية قصيرة بعنوان "ماتيلدا-Mathilda" نُشرت بعد وفاتها.

أنتجت ماري كذلك أعمالاً أخرى حول السفر والتراجم، إضافة إلى جمع وترويج أعمال زوجها الشعرية بعد وفاته بشكل مفاجئ في عام 1822.