اعتبرت إيران، الثلاثاء، على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، أن إجراء مناورات عسكرية قرب حدودها مع أذربيجان هو قرار "سيادي"، وذلك رداً على انتقادات وجهها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في هذا الصدد.
واعتبر علييف أن هذه المناورات هي "حدث مفاجئ جداً"، مضيفاً "هذا حقهم السيادي. ولكن لماذا الآن، ولماذا عند حدودنا؟".
وتعليقاً على تصريحات رئيس أذربيجان، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إنه "في حين أن هناك علاقات طيبة ومحترمة بين البلدين، وقنوات الاتصال المعتادة على أعلى مستوى، فإن التعبير عن ذلك بهذه الطريقة مثير للاندهاش".
وأضاف في تعليقه على المناورات العسكرية التي أجريت في مناطق حدودية شمال غربي إيران، أن "هذا أمر سيادي ومن أجل السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها"، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وفي إشارة إلى العلاقات التي تربط أذربيجان بإسرائيل، أكدت الخارجية أن طهران "لن تتسامح مع أي شكل من تواجد" إسرائيل بـ"القرب من حدودها"، مضيفة أنه "في هذا الصدد، ستتخذ ما تجده مناسباً لأمنها القومي"، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
ولم يذكر خطيب زاده ووسائل الإعلام الإيرانية، أو حتى رئيس أذربيجان، أي تفاصيل متعلقة بهذه المناورات، لكن موقع "إيران إنترنشيونال"، أشار إلى أن الحرس الثوري هو من أجرى هذه المناورات التي انتقدها علييف.
"حدث مفاجئ"
علييف اعتبر في مقابلة مع وكالة "الأناضول" التركية، أن هذه المناورات "حدث مفاجئ جداً"، وقال إن "أذربيجان تتصرف بمسؤولية كبيرة هنا أيضاً، وآمل أن تكون ردود الفعل العاطفية على إجراءاتنا القانونية مؤقتة".
وبينما شدّد علييف على أن وصول الشاحنات الإيرانية إلى منطقة ناجورنو قره باغ، كان قد حدث في وقت سابق أيضاً، قائلاً: "في يوليو، أمرت موظفي مكتب الرئاسة بالتحدث مع السفير الإيراني في أذربيجان، لأننا أردنا حل هذه القضية ودياً ووقف العملية المذكورة".
وأشار إلى أن أذربيجان أرسلت مذكرة رسمية إلى طهران في بداية أغسطس الماضي، على خلفية دخول الشاحنات إلى ناجورنو قره باغ، كما استدعت السفير الإيراني في باكو إلى مقر وزارة الخارجية، وطالبته بوقف هذا الأمر.
وتتشارك إيران وجارتها الشمالية الغربية أذربيجان، حدوداً تمتد على مسافة 700 كيلومتر تقريباً، كما تربط إيران علاقات جيدة بأرمينيا. ورحبت طهران في نوفمبر 2020 باتفاق البلدين على وقف المعارك التي امتدت لأسابيع في إقليم ناجورنو قره باغ المتنازع عليه.
وينحدر الكثير من الإيرانيين من القومية الأذرية، وخصوصاً في المحافظات الشمالية الغربية المحاذية لأذربيجان وأرمينيا، والتي يفصلها عن أذربيجان نهر آراس.