
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، إن الولايات المتحدة تدين إعلاناً صدر الثلاثاء ونص على نقل أجزاء من بلدة فاروشا القبرصية إلى سيطرة القبارصة الأتراك.
وأضاف بلينكن في البيان: "تدين الولايات المتحدة إعلان الزعيم القبرصي التركي إرسين تتار والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، بشأن نقل أجزاء من فاروشا إلى سيطرة القبارصة الأتراك".
وأضاف: "من الواضح أن هذه الخطوة تتعارض مع قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 550 و 789، واللذان يطالبان صراحة بإدارة فاروشا من قبل الأمم المتحدة".
وتابع أنه منذ أكتوبر 2020، عندما أعلن القبارصة الأتراك، بدعم من تركيا، عن افتتاح شاطئ فاروشا وبدؤوا اتخاذ إجراءات لتنفيذ هذا القرار، تجاهل القبارصة الأتراك وتركيا دعوات من المجتمع الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتراجع عن خطوتهم الأحادية الجانب.
تصرفات استفزازية
وأوضحت الخارجية الأميركية في البيان أن الولايات المتحدة تنظر إلى تصرفات القبارصة الأتراك في فاروشا، بدعم من تركيا، على أنها استفزازية وغير مقبولة ولا تتوافق مع التزاماتهم السابقة بالمشاركة بشكل بناء في محادثات التسوية.
وحثت واشنطن القبارصة الأتراك وتركيا على التراجع عن قرارهم المعلن اليوم (الثلاثاء)، وجميع الخطوات المتخذة منذ أكتوبر 2020.
وأوضحت الخارجية في بيانها أن واشنطن "تعمل مع شركاء متشابهين في التفكير لإحالة هذا الوضع المقلق إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وستحث على استجابة قوية".
واختتم البيان بالقول "نؤكد أهمية تجنب الأعمال الاستفزازية أحادية الجانب التي تزيد التوترات في الجزيرة، وتعيق الجهود المبذولة لاستئناف محادثات تسوية قبرص وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي. وما زلنا نؤيد تسوية شاملة بقيادة القبارصة لإعادة توحيد الجزيرة كاتحاد ثنائي المنطقتين والطائفتين لإفادة جميع القبارصة والمنطقة الأوسع".
إدانة أوروبية
وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أعرب في وقت سابق عن "قلقه" من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشروعاً لإعادة فتح مدينة فاروشا القبرصية، معتبراً أنه "غير مقبول".
وقال بوريل في بيان، الثلاثاء "يشدد الاتحاد الأوروبي مجدداً على ضرورة تفادي الخطوات الأحادية المنافية للقانون الدولي، والاستفزازات الجديدة التي يمكن أن تزيد التوترات في الجزيرة، وتهدد استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى تسوية شاملة للمسألة القبرصية".
وأضاف بوريل أنه "يشعر بقلق عميق إزاء التصريحات التي أدلى بها أردوغان بشأن منطقة فاروشا". واستنكر "القرار الأحادي غير المقبول الذي يهدف إلى تعديل وضع فاروشا".
ودعا في بيانه إلى "الإنهاء الفوري للقيود المفروضة على حرية حركة قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص بمنطقة فاروشا حتى تتمكن البعثة من القيام بدوريات، وتنفيذ الأنشطة الموكلة إليها على أكمل وجه".
خطوة أردوغان
من جهته أكد الرئيس التركي مجدداً، في وقت سابق الثلاثاء، خلال زيارة لشمال قبرص، التزامه بحل الدولتين واتهم حكومة القبارصة اليونانيين بأنها "غير نزيهة" في مسألة حل قضية تقسيم الجزيرة المتوسطية. وفي السياق ذاته، أعلن زعيم القبارصة الأتراك أرسين تتار بدء "المرحلة الثانية من خطة توسيع فاروشا".
وتعد إعادة فتح هذا المنتجع الساحلي الذي هجره سكانه في عام ،1974 ونشر الجيش التركي حوله الأسلاك الشائكة، خطاً أحمر للحكومة القبرصية اليونانية. وقال أردوغان "الحياة ستستأنف" في فاروشا.
وجزيرة قبرص مقسمة منذ أن غزت تركيا ثلثها الشمالي عام 1974، رداً على انقلاب قام به قوميون قبارصة بهدف ضمها إلى اليونان. وتوقفت المفاوضات بشأن إعادة توحيد الجزيرة منذ عام 2017. ويرفض الاتحاد الأوروبي حلّ الدولتين لتسوية هذا الملف.