نقص الأكسجين يهدد مرضى كورونا في إفريقيا وأميركا اللاتينية

time reading iconدقائق القراءة - 4
أشخاص ينتظرون إعادة ملء اسطوانات الأكسجين خارج مصنع بمدينة ليما في بيرو- 19 فبراير 2021 - AFP
أشخاص ينتظرون إعادة ملء اسطوانات الأكسجين خارج مصنع بمدينة ليما في بيرو- 19 فبراير 2021 - AFP
داكار-أ ب

قالت وكالة "أسوشيتد برس"، إن أزمة نقص إمدادات الأكسجين الطبي لمرضى فيروس كورونا، ضربت دولاً في إفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث لم تلتفت الحكومات إلى التحذيرات في بداية الوباء، ويقول الأطباء إن النقص أدى إلى "وفيات غير ضرورية". 

وأشارت الوكالة الأميركية، في تقرير الخميس، إلى أن إقامة منشأة لتوليد الأكسجين في مستشفى تستغرق نحو 12 أسبوعاً، ووقتاً أقل لتحويل أنظمة توليد الأكسجين للأغراض الصناعية إلى شبكة طبية. 

لكن في البرازيل ونيجيريا، وفي الدول ذات الكثافة السكانية المنخفضة، لم يبدأ اتخاذ قرارات لمعالجة نقص الإمدادات بشكل كامل إلا الشهر الماضي، بعد اكتظاظ المستشفيات وبدء وفاة المرضى بسبب هذا العجز.

"فجوة" توافر الأكسجين

وفي تصريح للوكالة، قال مدير كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، بيتر بايوت، إن الفجوة في توافر الأكسجين الطبي، "هي إحدى القضايا التي تحدد المساواة الصحية، على ما أعتقد، في عصرنا"، لافتاً إلى أنه نجا من عدوى شديدة بفيروس كورونا بفضل الأكسجين الذي تلقاه.

وفي نيجيريا، يراقب الأطباء بقلق حركة المرور، حيث تنتقل شحنات الأكسجين عبر شوارع مدينة لاغوس المزدحمة. 

وعلى نحو مماثل، في دول أخرى، تلجأ أسر المرضى اليائسة أحياناً إلى السوق السوداء، ولا تتخذ الحكومات إجراءات، إلا بعد اكتظاظ المستشفيات وموت عشرات المصابين.

في ولاية أمازوناس البرازيلية، أوقفت السلطات محتالين يعيدون بيع مطافئ حريق مدهونة بطلاء، لتبدو وكأنها أسطوانات أكسجين طبي.

وفي بيرو، خرج الناس في طوابير، وانتظروا فترات طويلة في ما يشبه المعسكر، للحصول على أسطوانات لأقاربهم المرضى.

وبعد أنباء عن تسبب نقص الأكسجين في وفاة 4 أشخاص في مستشفى مصري في يناير الماضي، و6 آخرين بمستشفى في باكستان خلال ديسمبر الماضي، عالجت حكومات القاهرة وكابول المشكلات.

"حاجة ملحة"

أكد جون نكينغاسونغ، مدير المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن الأكسجين الطبي "حاجة ملحة للغاية" عبر القارة التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار شخص، وهو سبب رئيسي يجعل مرضى كورونا أكثر عرضة للوفاة أثناء زيادة الحالات.

وقال الدكتور جون أدابي أبياه، من منظمة الصحة العالمية، إنه حتى قبل الوباء، فإن أجهزة تركيز الأكسجين البالغ عددها 2600 في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، و69 منشأة أكسجين عاملة، تلبي أقل من نصف الحاجة، ما أدى إلى وفيات كان يمكن الوقاية منها، خاصة بسبب الالتهاب الرئوي.

ووفقاً للوكالة، نما عدد أجهزة تركيز الأكسجين إلى نحو 6 آلاف معظمها من التبرعات الدولية، لكن الأكسجين المنتج ليس نقياً بما يكفي للمصابين بأمراض خطيرة، وعدد المنشآت التي يمكن أن تولد أكسجين بتركيزات أعلى هو الآن 119 منشآة.

في سياق متصل، قال تشيكوي إيكويازو، رئيس "المركز النيجيري لمكافحة الأمراض"، إن نيجيريا كانت "تكافح من أجل العثور على الأكسجين لإدارة الحالات" في يناير الماضي.

وشهد مستشفى رئيسي في مدينة لاغوس، التي يبلغ عدد سكانها 14.3 مليون نسمة، زيادة حالات الإصابة بالفيروس في يناير الماضي، بمقدار 5 أضعاف، مع إصابة 75 عاملاً طبياً في الأسابيع الستة الأولى من عام 2021. 

وآنذاك، أصدر الرئيس النيجيري، محمد بخاري قراراً بتخصيص 17 مليون دولار، لإقامة 38 منشأة إضافية لتوليد الأكسجين، و670 ألف دولار أخرى، لإصلاح منشآت توليد الأكسجين في 5 مستشفيات.