إلهام شاهين لـ"الشرق": "بطلوع الروح" يسيء لـ"داعش" وليس للإسلام 

time reading iconدقائق القراءة - 5
الممثلة المصرية إلهام شاهين في مشهد من مسلسل "بطلوع الروح" - المكتب الإعلامي لمنصة شاهد
الممثلة المصرية إلهام شاهين في مشهد من مسلسل "بطلوع الروح" - المكتب الإعلامي لمنصة شاهد
بيروت-رنا نجار

تخوض الممثلة المصرية إلهام شاهين تجربة درامية جديدة، من خلال مسلسل "بطلوع الروح"، الذي انطلق عرضه مؤخرًا ضمن موسم دراما رمضان، إذ  تُجسد دور "أم جهاد" زعيمة الجناح النسائي لتنظيم داعش، وتتعرّف عليها "روح" (منة شلبي) في مجتمع منغلق وضيّق جداً لا رحمة فيه.

وترى شاهين أن "هذا المسلسل يعرّي داعش، ويعالج قضايا خاصة للمرّة الأولى في الدراما العربية"، وتضيف: "أعتقد أنها ستكون آخر مرّة، خصوصاً من زاوية نساء داعش وحياة الإرهابيات، إذ أنه عمل فريد وخاص ولا يتكرّر على مستوى التمثيل والكتابة والإخراج".

وتدور أحداث المسلسل عن امرأة تُدعى "روح"، تصحو لتجد نفسها في مكان غريب عنها، وتكتشف أن زوجها استدرجها إلى أحد مراكز عمليات داعش في مدينة الرقة في سوريا، فتجد نفسها مضطرة لمواجهة الحياة الجديدة.

ويُشارك في بطولة المسلسل، بجانب إلهام شاهين، كل من منة شلبي، وأحمد السعدني، ومحمد حاتم، وأيمن عزب، وديامون بو عبود، وعادل كرم وآخرين، وهو من تأليف محمد هشام عبية، وإخراج كاملة أبو ذكري.

تحضيرات مكثفة 

وقالت إلهام شاهين لـ"الشرق" إنّ "هذا الدور من أصعب الأدوار في حياتي الفنية، فهو دور قاسٍ وعنيف وتطلب جهوداً وتحضيرات مكثّفة".

وأوضحت أنها كانت تقضي ساعات من البحث والمذاكرة والتحضير برفقة المخرجة كاملة أبو ذكري قبل التصوير، للوقوف على تفاصيل الشخصية كافة، حيث يأتي ظهورها بداية من الحلقة الخامسة.

وأضافت أن "الدور جديد، ليس عليّ فقط بل على الشاشة كلها، فأم جهاد زعيمة إرهابية ولا تعرف للخير طريقاً، ولا رحمة في قلبها أبداً، لذلك استفزّتني، ولم أكره شخصية أدّيتها في حياتي كما كرهت شخصية أم جهاد". 

حمل السلاح

وتابعت الممثلة المصرية أنها "شاهدت مئات الفيديوهات الخاصة بعمليات داعش الإرهابية التي تحتوي على مشاهد قاسية ودموية لا يتحمّلها إنسان، وهو ما جعل نفسيتي تتعب لأن الشخصيات الحقيقية تركت في داخلي شعوراً مؤلماً، وعشت الحالة قبل فترة من بدء التصوير".

وأكدت أنها "خضعت لتدريبات عسكرية مكثفة على حمل السلاح والكلاشنكوف وإطلاق النار، وذلك على يد متخصّصين في المجال العسكري، وكان هذا ضرورياً لأن أم جهاد تُدرب النساء الداعشيات في الرقة على القتال".  

وترى إلهام شاهين أن "تجربة التصوير في منطقة بعلبك -شرق لبنان- وفي المناطق الحدودية مع سوريا، كانت ممتعة وصعبة وقاسية لكل فريق العمل، فالمشاهد بمعظمها داخل ديكورات معقّدة وأماكن التصوير ضخمة وصعبة في مساحات شاسعة، إضافة إلى أعداد الناس الهائلة التي تتواجد في المكان من كومبارس وممثلين وفنيين". 

إثارة الجدل 

وأشادت الممثلة المصرية بتجربتها مع المخرجة كاملة أبو ذكري، قائلة: "مخرجة رائعة تدرس كل التفاصيل، وأشعر بالطمأنينة وأنني في يد أمينة عندما أكون معها، ولدي ثقة كبيرة فيها وبقدراتها".

وأشارت إلى توقعاتها بأن "هذا المسلسل سيكون الأقوى هذا العام، وسيُثير جدلاً واسعاً، حيث إن دخول مجتمع النساء الداعشي ولمس القسوة والإرهاب والعنف والجهل وكل ما يحيط بها من ضحايا ودمار للنفوس والدول والإنسان، هي فكرة استثنائية لم يتطرّق لها أحد من قبل". 

وأوضحت أن "تميّز النص يكمن في كونه يتناول الجيش النسائي الداعشي وأشكال الإرهابيات وكيف يفكرّن وكيف نزعت الرحمة من قلوبهنّ، وهو ما لم نعتد على رؤيته في الأفلام والروايات التي تتناول داعش خصوصاً لناحية الزعامات التي صوّرتها الدراما بأنها محصورة بالرجال".

وتابعت أن الكاتب "بنى خطوطه الدرامية على أكثر من زاوية، منها الإنساني والعسكري والسياسي والاجتماعي، حيث يُظهر كيف حوّل التطرف والحركات الإرهابية مجتمعات ودولاً بأكملها إلى ضحايا". 

جدل الإساءة للإسلام

وعن الاتهامات التي وُجهت للمسلسل، بمجرد طرح البوسترات الدعائية، بأنه يُسيء للإسلام، أكدت إلهام شاهين، أنّ "هذا العمل لا يُسيء للإسلام بل يُسيء لداعش كمجتمع وتنظيم ومؤيدين، لأنه يفضح أفكارهم وتفسيراتهم للدين حسب أهواءهم بما يخدم مصلحتهم  وكرههم الواضح للمجتمع من حولهم". 

وقالت: "في النهاية عندما نصنع عملاً درامياً نبرز فيه الإرهاب والعنف فنحن ننادي بالسلام"، مشددة على ضرورة فهم الدين بشكل صحيح، وكذلك احترام الأديان السماوية الأخرى.

وأبدت تخوّفها من فقدان بعض الناس لإنسانيتهم والتفكير بتعصّب وتطرّف، لافتة إلى ضرورة تنوير العقول والنقاش بإنسانية.

وانتقدت من يتّخذون من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي منصة للتسلية والثرثرة من قبل أشخاص ينتقدون أي شيء من أجل لا شيء حتى لو كانوا لا يفهمون فيه، من أجل تحقيق أنفسهم فقط"، كما حذرت من "المليشيات الإلكترونية التي تحارب الأفكار التي ليست على هواها وتبثّ الضغينة بين الناس".  

اقرأ أيضاً:

تصنيفات