
نفت "منظمة الصحة العالمية" وجود أي لقاح أثبتت الأبحاث العلمية حالياً أنه "آمن وفعال"، على الرغم من مرور 14 يوماً على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنتاج أول لقاح لـ"كورونا" في العالم.
وقالت المنظمة في تصريح لـ"الشرق": "حالياً لا يوجد أي لقاح أثبتت الأبحاث العلمية أنه آمن وفعال"، مضيفة أن "أكثر من 30 لقاحاً يمرّ حالياً بمراحل مختلفة من التجارب السريرية".
وأشارت إلى أنها "نشرت ملفاً حول معايير أي لقاح، إذ يجب أن يوفر فاعلية لا تقل عن 50% في منع العدوى، وحماية للسكان بنسبة لا تقل عن30% كحد أدنى، وأن يكون آمناً"، مشددة على أن تسريع البحوث الخاصة باللقاح "يجب أن يمرّ عبر اتباع العمليات المخصصة لذلك واتباع خطوات التطوير أيضاً ، حتى يتم ضمان أمن وفعالية أي لقاح يدخل حيز الإنتاج".
وواصلت: "أي لقاح آمن وفعال للجائحة سيعود بالمنفعة العامة على العالم"، مؤكدة أنها "تحث في هذا السياق على الوصول السريع والعادل والمنصف لهذا اللقاح".
وأضافت المنظمة أنها ترحب بالتقدم الحاصل في الأبحاث العلمية لتطوير لقاح فيروس "كوفيد-19"، وشددت على أنها "شاركت منذ يناير الماضي في توجيه وتسريع جهود البحث والتطوير على المستوى العالمي".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الصناعة دنيس مانتوروف قوله، الأحد، إن بلاده تتوقع إنتاج ما يراوح من مليون ونصف جرعة إلى مليونين شهرياً من لقاحها المحتمل لمرض كوفيد-19 بحلول نهاية العام، على أن تزيد الإنتاج تدريجياً إلى 6 ملايين شهرياً.
ومن المقرر أن تبدأ السلطات الروسية تجربة اللقاح الذي طوّره معهد جماليا في موسكو، على نطاق واسع الأسبوع المقبل.
تحذير من التعجل
وحذر كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة من أن توزيع لقاح كوفيد-19، بموجب إرشادات الاستخدام الطارئ الخاص قبل ثبوت أنه آمن وفعال في تجارب كبرى، يعد "فكرة سيئة" قد يكون لها تأثير شديد على اختبار اللقاحات الأخرى.
وعبّر علماء وخبراء في مجال الصحة عن قلقهم من أن الرئيس دونالد ترامب سيضغط على إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لطرح لقاح قبل نوفمبر لتعزيز فرص إعادة انتخابه.
وامتنع أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، عن التعليق على الرئيس، ولكنه قال إن ثمة مخاطر للتعجيل بطرح لقاح رغم الحاجة الملحة.
وقال فاوتشي لرويترز في مقابلة عبر الهاتف "الشيء الوحيد الذي لا ترغب في رؤيته هو حصول لقاح على ترخيص الاستخدام الطارئ قبل أن يكون لديك إشارة على الكفاءة".
وتابع قائلاً "من المخاطر المحتملة إذا طرحت اللقاح قبل الأوان أنه سيجعل من الصعب، إن لم يكن مستحيلاً، أن يسجل الناس في تجارب اللقاحات الأخرى".
تسييس اللقاحات
وأثار ترامب المخاوف من تسييس عملية الموافقة التنظيمية بإعلانه يوم الأحد السماح بالاستخدام الطارئ لبلازما المتعافين من مرض كوفيد-19 لعلاج المرضى الحاليين قبل تقييم فوائدها في تجارب إكلينيكية.
وقال ترامب على تويتر يوم السبت إن عناصر "الدولة العميقة" في إدارة الغذاء والدواء تؤخر التقدم في الأدوية واللقاحات إلى ما بعد انتخابات الثالث من نوفمبر من أجل الإضرار بمحاولة إعادة انتخابه.
ويخشى خبراء اللقاحات أن يمارس البيت الأبيض ضغوطاً على إدارة الغذاء والدواء لطرح لقاح عبر ترخيص الاستخدام الطارئ قبل أن يجري اختباره بالكامل، وهو مسار لم يتم استخدامه مطلقاً للموافقة على لقاح مخصص للاستخدام على نطاق واسع.
سباق عالمي
من جهته، قال مدير مجموعة اللقاحات في "جامعة أوكسفورد" آندرو بولارد، الثلاثاء، إن "لقاحاً تجريبياً مضاداً لكورونا، تطوره الجامعة بالتعاون مع شركة أسترازينيكا، قد يُقدم للجهات التنظيمية خلال هذا العام، إذا تمكن العلماء من جمع ما يكفي من البيانات".
وأضاف آندرو بولارد لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي.بي.سي): "من الممكن أن نقدم هذه البيانات للجهات التنظيمية هذا العام، إذا زادت الحالات سريعاً في التجارب السريرية، ستكون هناك عملية يمرّ بها من أجل إجراء تقييم كامل للبيانات".
وأثار لقاح "أوكسفورد" آمالاً مبكرة في أولى تجاربه على البشر، واستجابتهم المناعية، مما يسلط الضوء على مكانته كأحد اللقاحات الرائدة في السباق على إنتاج لقاح مضاد للفيروس الذي أصاب الاقتصاد العالمي بالشلل.
وبعيداً عن روسيا التي أعلنت نهاية التجارب على لقاحها، تتسابق حالياً ثلاثة بلدان لإنتاج اللقاح المضاد لـ"كوفيد-19"، وهي الصين والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، ووصلت اختباراتها إلى المرحلة السريرية الثالثة.