
أعلن رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو، الجمعة، أنه تم إدخال تعديلات على طائرات حربية من طراز "سو-24" كي تتمكن من حمل أسلحة نووية، وذلك بعد أشهر من إعلان موسكو أنها ستسلم مينسك صواريخ قادرة على حمل شحنات نووية.
وقال لوكاشينكو للصحافيين، إنه اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق على تحديث هذه الطائرات الحربية، في حين لا تملك بيلاروس أسلحة نووية، لكنها حليف لموسكو، وسمحت باستخدام أراضيها في الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف "يجب أن يعلموا (الأوكرانيين) أنه لن تنقذهم طائرات هليكوبتر أو أي طائرات، إذا قاموا بالتصعيد"، مشيراً إلى أن بلاده وروسيا "ستحول طائرات سو-24 البيلاروسية بحيث يمكنها حمل أسلحة نووية".
وأكد أن "كل شيء كان جاهزاً" في إشارة إلى عملية إدخال تعديلات على طائرات حربية من طراز "سو-24" كي تتمكن من حمل أسلحة نووية، مضيفاً أنه "ليس من الجيد تصعيد الأمور مع بيلاروس، لأن ذلك سيكون تصعيدًا مع دولة الاتحاد (روسيا وبيلاروس) التي تمتلك أسلحة نووية".
وشدد على أن بلاده "تراقب تصرفات الدول الغربية بالقرب من حدود دولة الاتحاد (روسيا وبيلاروس)، وإذا لزم الأمر، فهي مستعدة لرد الفوري على الاستفزازات المحتملة"، بحسب ما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
صواريخ نووية
وفي يونيو الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله لوكاشينكو أن روسيا ستسلم بيلاروس "في الأشهر المقبلة منظومات صواريخ تكتيكية طراز اسكندر-إم تستطيع استخدام صواريخ بالستية أو عابرة للقارات بنسختيها التقليدية والنووية".
أشار الرئيسان إلى أنهما يعتزمان تحديث أسطول سلاح الجو البيلاروسي لجعل طائراته قادرة على حمل أسلحة نووية، كما قال بوتين أيضاً إن "الجيش البيلاروسي يستخدم (طائرات) عدة طراز سو-25، يمكن تحسينها في شكل ملائم. وهذا التطوير يجب أن يتم في مصانع طائرات في روسيا والبدء بتدريب الطواقم بما ينسجم مع ذلك".
وأشار بوتين أن الأميركيين يحتفظون بـ200 ذخيرة نووية تكتيكية في 6 دول أوروبية تعد أعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مضيفاً: "نحن ملزمون بضمان أمن دولة الاتحاد (بين روسيا وبيلاروس) والدول الأخرى من منظمة الأمن الجماعي".
وكان لوكاشينكو طلب من نظيره الروسي خلال اجتماعهما الذي نقل التلفزيون وقائعه، "تكييف" المقاتلات البيلاروسية بحيث تكون قادرة على نقل أسلحة نووية، فيما أكد بوتين أن بلاده "ستتوصل إلى اتفاق حول كيفية تحقيق ذلك".
ويأتي اللقاء في خضم أزمة ما زالت مفتوحة بين روسيا وجارتها بيلاروس من جهة، والدول الغربية من جهة أخرى، وذلك منذ أن شنت موسكو، بدعم دبلوماسي من مينسك، هجوماً عسكرياً على أوكرانيا.
ومنذ بداية الهجوم، تطرّق بوتين مراراً، سواء مباشرة أو بشكل غير مباشر، إلى السلاح النووي الروسي، في خطوة رأت فيها الدول الغربية تهديدات ترمي إلى ردعها عن دعم كييف.
وبيلاروس محاذية لأوكرانيا ولدول أخرى عدة منضوية في حلف شمال الأطلسي، وسبق أن أعلنت في مايو شراء منظومات "إسكندر" الصاروخية الروسية القادرة على حمل شحنات نووية.
بيلاروس والسلاح النووي
وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي العام 1991 تخلت بيلاروس على غرار جمهوريات سوفيتية أخرى عن الأسلحة النووية المنشورة على أراضيها، ووافقت على إعادتها إلى روسيا.
ونص الدستور البيلاروسي في ذلك الحين على أن تبقى البلاد "منطقة خالية من الأسلحة النووية"، غير أن هذه المادة تم تبديلها عقب موافقة الناخبيين في استفتاء فبراير الماضي، على تعديلات دستورية تسمح باستضافة القوات الروسية والأسلحة النووية بشكل دائم، وتمديد حكم لوكاشينكو.