كشف تقرير جديد عن ضم شركة أبل لمسؤول في منصب قيادي لبناء منصة إعلانية على خدمتها لبث المحتوى "Apple TV+"، وذلك في ظل سعي الشركة الأميركية نحو توسيع نطاق امبراطوريتها الإعلانية.
بحسب ما نشره "ذا إنفورميشن"، فإن لورين فراي، وهي مديرة تنفيذية بقطاع إعلانات التلفزيون بعدد من الشركات العاملة في قطاع الدعاية والتسويق، ستكون مسؤوليتها الرئيسية داخل أبل "بناء نموذج إعلاني متكامل جديد داخل خدمة أبل لبث المحتوى المصور".
وشغلت "فراي" العديد من المناصب الإدارية في عدد من الشركات الكبرى مثل AT&T، لكن آخرها كان شركة Simulmedia، وهي شركة متخصصة في إدارة وحجز الإعلانات التلفزيونية، وفي 2022 عملت "فراي" داخلها على إطلاق منصة TV+ وهي منصة متخصصة في عملية الحجز والتخطيط الأوتوماتيكي للمساحات الإعلانية عبر مختلف المنصات سواء التلفزيون التقليدي أو خدمات البث الرقمي، مع إمكانية قياس تأثير الحملات الإعلانية.
تضارب الأهداف
بدأت أبل منذ العام الماضي في إظهار الإعلانات داخل مجموعة من خدماتها، والبداية كانت لمتجرها للتطبيقات "آب ستور"، وكذلك تطبيقات الأخبار Apple News والبورصة Stocks والموسيقى Apple Music والألعاب Games.
وتأتي خطوات أبل نحو توسيع وجودها في السوق الإعلاني بشكل قوي لتكون متناقضة كلياً مع مبادئ مؤسسها الراحل ستيف جوبز، الذي كان قد أكد خلال إدارته للشركة أنها تسعى نحو تصميم خدمات وتطبيقات يستمتع المستخدمون بالتفاعل معها والاعتماد عليها بشكل يومي، دون عرض أية إعلانات بداخلها.
وتتناقض سياسة أبل الإعلانية الجديدة مع إطلاقها لسياستها App Tracking Transparency (ATT) والتي بدأ تطبيقها منذ 2021، واستهدفت من خلالها حماية بيانات مستخدمي هواتف آيفون، بحيث يكون في مقدورهم التحكم في أي من التطبيقات ومواقع الويب عبر تمكينهم من الحصول على الهوية الإعلانية لأجهزتهم IDFA.
ومن خلال السياسة الجديدة، أصبح بإمكان المستخدمين الذين ينقرون على "Ask App Not to Track"، أو "اطلب عدم التعقب"، حرمان المطورين من رؤية رسائل معرّف المعلِنين IDFA، وهي سلسلة من الأرقام المرتبطة بكل هاتف آيفون، وتنشئ ملفات تعريف المستخدمين أثناء انتقالهم من تطبيق إلى تطبيق.
وتكبد عمالقة التقنية خسائر بمليارات الدولارات جراء التزام تطبيقاتهم بسياسة أبل ATT، فقد وصلت خسائر ميتا منفردة إلى 10 مليارات دولار خلال 2021.
وبحسب تقرير خرج للنور في أكتوبر الماضي، تمكنت إعلانات البحث على خدمات أبل Apple Search Ads من مضاعفة أرقام عوائدها في الفترة بين النصف الأول لعام 2020 والنصف الأول من عام 2022 الجاري، حيث إن أبل قادرة على جمع معلومات مفصلة وواسعة حول استخدام مستخدمي آيفون لهواتفهم، بعيداً عن المرور بسياساتها المتعلقة بالخصوصية ATT.
وشهد قطاع الإعلانات داخل أبل زيادة في العوائد السنوية، إذ حقق معدل نمو نسبته 238% خلال 2021 مقارنة بعام 2020، بإجمالي عوائد 3.7 مليار دولار، بحسب تقرير لشركة "أوميدا" البحثية، التي تتوقع وصول عوائد القطاع إلى 5.5 مليار دولار خلال العام الجاري.
اقرأ أيضاً:
