"الناتو" يتطلع لإعادة صياغة علاقاته مع الولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ يتحدث أثناء يترؤسه اجتماعاً لوزراء دفاع الناتو عبر الهاتف في مقر الحلف ببروكسل - 17 يونيو 2020. - REUTERS
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ يتحدث أثناء يترؤسه اجتماعاً لوزراء دفاع الناتو عبر الهاتف في مقر الحلف ببروكسل - 17 يونيو 2020. - REUTERS
بروكسل-أ ف ب

يتطلع حلف شمال الأطلسي لإعادة صياغة علاقاته مع الولايات المتحدة، بدءاً من الانسحاب الأميركي من أفغانستان وصولاً إلى مسألة التمويل والتوتر مع الحليف التركي، خلال انعقاد أول تواصل بين الحلفاء وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عبر الإنترنت الأربعاء.

وهو ما دفع دبلوماسيين أوروبيين للمطالبة بضرورة حل الخلافات الداخلية لحلف شمال الأطلسي من أجل تمكينه من إعادة بناء نفسه.

ومن المنتظر أن يتوجه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى نظرائه الـ29 من واشنطن، ومن المتوقع ألا تكون هناك قرارات مرتقبة خلال اليومين الأولين من المحادثات، لأن الأميركيين يريدون أولاً التشاور مع حلفائهم.

وكتب أوستن في تغريدة على تويتر: "رسالتي لنظرائي ستكون واضحة: علينا التشاور واتخاذ القرارات معاً والتحرك معاً. أنا مقتنع بأن الولايات المتحدة ستكون أقوى عندما تعمل ضمن فريق".

ومن المقرر عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في 23 و24 مارس، وقد تُعقد القمة قبل نهاية الربع الأول من العام، وفق المصدر نفسه، كما يُرتقب صدور قرارات بسرعة بشأن بعثة "الدعم الحازم" لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

وينص الاتفاق الذي وقعته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مع حركة طالبان في فبراير 2020 على سحب قواتها في الأول من مايو المقبل.

بناء الثقة

وأوضح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الاثنين، أن "هذا الاجتماع الأول مع إدارة بايدن يجب أن يتيح تحضير القمة التي ستُعقد في وقت لاحق من العام".

وتابع ستولتنبرغ: "ينبغي لنا إعادة بناء الثقة المفقودة"، مضيفاً: "هناك الكثير من أعمال الإصلاح التي يتعيّن القيام بها".

وأشار ستولتنبرغ إلى أن الحلفاء لا يريدون البقاء في أفغانستان لفترة أطول من اللازم، لكن ظروف الانسحاب لم تتوفر.

وأفادت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب-كارنباور، قبيل بدء الاجتماع: "لسنا في وضع يسمح لنا بمناقشة انسحاب القوات الدولية من أفغانستان المقرر في 30 أبريل".

وأضافت: "ذلك يعني تهديداً متزايداً على القوات الدولية وأيضاً على قواتنا. علينا الاستعداد لذلك، وسنناقش الأمر الخميس بالتأكيد".

وذكر دبلوماسي أوروبي أن إعادة إطلاق الحلف تبدأ مع خيار صعب، بل مستحيل بالنسبة للحلفاء. وتابع: "لم يعد ممكناً الفوز بهذه الحرب، لكن حلف الأطلسي لا يمكن أن يسمح بخسارتها بشكل سيئ".

بداية الانسحاب

وبدأ الانسحاب الأميركي من أفغانستان في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، وكان آنذاك بايدن نائبه. ويرى محللون أنه من غير المرجح أن يعود بايدن بعد أن أصبح رئيساً عن التعهد بتخفيض عدد الجنود الأميركيين في هذا البلد.

ولا يزال 2500 جندي أميركي في أفغانستان ضمن بعثة "الدعم الحازم"، التي باتت تضم 9600 جندي من 36 دولة عضواً في حلف الأطلسي أو شريكة للحلف، وهو ما دفع الأمين العام لحلف الناتو ستولتنبرغ للقول: "دخلنا معاً وسنعدّل وجودنا معاً وسنغادر معاً، عندما يحين الوقت لذلك".

التوتر مع تركيا   

يشكل التوتر المتزايد مع الحليف التركي موضوعاً خلافياً آخر، يرتقب الأوروبيون أن يُتخذ قرار بشأنه مع بايدن. ويتوقع الدبلوماسي الأوروبي أن "الأمر سيكون صعباً جداً".

وتصاعدت اللهجة، الاثنين، عندما اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بـ"دعم الإرهابيين الأتراك" في حزب العمال الكردستاني، بعد أن اتهمت أنقرة الحزب بإعدام 13 تركياً كان يحتجزهم في شمال العراق منذ سنوات عدة.

وفي محاولة لاحتواء غضب أنقرة، حمّل وزير الخارجية الأميركي مسؤولية قتل الأتراك لـ "إرهابيي حزب العمال الكردستاني"، خلال اتصال هاتفي بنظيره التركي مولود تشاوش أوغلو.

وسيلقي الغضب التركي بثقله على أول اجتماع لحلف الأطلسي، إلا أن الحلفاء يرفضون محاسبة الرئيس التركي، كما لفت العديد من الدبلوماسيين قبل الاجتماع إلى أن "تركيا حليف مهم وينبغي إبقاؤها في حلف الأطلسي".

تبعات التمويل

وتتمحور العقدة الثالثة في "مسألة التمويل"، فعلى مدى 4 أعوام تحمّل الأوروبيون والكنديون الاحتجاجات الأميركية على الصعوبات التي يواجهونها لزيادة نفقاتهم الدفاعية لصالح الحلف، بعد أن خفضت واشنطن خلال فترة ترمب مساهمتها في الموازنة المباشرة لـ"الناتو" من 22% إلى نحو 16%، وعلى بقية الأعضاء رفع نسب تمويلهم لسد العجز.

وأقر ستولتنبرغ بأن المواجهات مع ترمب كانت "غير منصفة، ومن غير الطبيعي أن تقوم دولة تخصص جنوداً وعتاداً لمهمة جوية لحلف شمال الأطلسي أو لمجموعة قتالية بدفع الفاتورة"، إلا أن مصدراً دبلوماسياً حذر من أن فكرة ستولتنبرغ بتمويل نشر الجنود والعتاد من ميزانية الحلف تُعتبر "مرتجلة بالكامل" و"لم تحظَ بأي تأييد".