روسيا: لسنا ملزمين بالتعاون مع "الجنائية الدولية"

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود أوكرانيون خلال جنازة زميل لهم لقي حتفه خلال قصف روسي بالقرب من كرفي ريه في أوكرانيا- 29 أبريل 2022 - REUTERS
جنود أوكرانيون خلال جنازة زميل لهم لقي حتفه خلال قصف روسي بالقرب من كرفي ريه في أوكرانيا- 29 أبريل 2022 - REUTERS
دبي-الشرقأ ف ب

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الجمعة، إن روسيا "ليست ملزمة" بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في ما يتعلق بالتحقيق الخاص في أوكرانيا، فيما أعلنت بريطانيا أنها سترسل قريباً فريقاً للتحقيق بجرائم حرب في أوكرانيا.

وأضافت زاخاروفا في بيان أوردته وكالة "ريا نوفوستي": "إذا كان لدى أي شخص آخر شك في أن المحكمة الجنائية الدولية هي هيئة تنفذ الأوامر السياسية وليس لها علاقة بالعدالة المستقلة، فإن الشكل الجديد الإبداعي للعمل يوضح كل شيء بشكل كبير".

وتابعت: "أما بالنسبة لمكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، فإن هذه الخطوة تظهر أنه لا يحاول حتى الحفاظ على مظهر من الحياد والموضوعية على الأقل، وينضم بحماس إلى العملية التي يتم فيها تعيين الجناة مسبقاً بوضوح".

واعتبرت أن تشكيل فريق التحقيق يشير إلى أنه "لا يمكن توقع شيء سوى تشويه صورة روسيا".

وأضافت: "نذكركم بأن روسيا لا تشارك في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وليست ملزمة بالتعاون معها. ومع ذلك، سنواصل مراقبة كيفية عمل هذه الهيئة عن كثب".

"أداة سياسية"

وأكدت زاخاروفا أن منظمات تعنى بحقوق الإنسان في جمهورتي لوغانسك ودونيتسك أرسلت أكثر من 3 آلاف مادة عن الجرائم المرتكبة ضد سكان دونباس إلى المحكمة الجنائية الدولية، ولكن حتى الآن لم يكن هناك أي رد فعل واضح من عدالة لاهاي على الحقائق المعروضة.

وكان الكرملين قال مراراً إن روسيا "ترفض رفضاً قاطعاً اتهامات كييف بارتكاب جرائم حرب على أراضي أوكرانيا"، إذ تعتبر روسيا المحكمة الجنائية الدولية "أداة سياسية".

وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الروسية، في تعليقها على فكرة إجراء تحقيق دولي في جرائم الحرب في أوكرانيا، إن روسيا "لا تثق في المحققين الدوليين".

بريطانيا تحقق بجرائم حرب

وجاء الموقف الروسي فيما أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، الجمعة، أن بلادها سترسل قريباً فريقاً من الخبراء لمساعدة المحققين الأوكرانيين والدوليين في تحقيقاتهم وجمع الأدلة بشأن الفظائع، التي ارتُكبت في أوكرانيا منذ بداية الحرب فيها، لتقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية. 

ووصلت وزيرة الخارجية البريطانية إلى هولندا، مساء الخميس، حيث التقت نظيرها الهولندي وبكي هوكسترا، قبل قيامها بزيارة، الجمعة، لمقرّ المحكمة الجنائية الدولية التي تمّ تأسيسها في عام 2002 للنظر في أسوأ الجرائم المرتكبة في العالم. 

وسيزور المحققون أوكرانيا في مايو المقبل، لجمع "الأدلّة وإفادات شهود وأدلّة طبّ شرعي وأدلّة مصورة"، وفق ما قالت لوسائل إعلام بريطانية. 

وقالت تراس خلال اجتماع مع مسؤولين كبار بالمحكمة الجنائية الدولية: "نستعين أيضاً بالاستخبارات البريطانية للمساعدة في إظهار الصلة بين ما يحدث على الجبهة والسلطات الروسية، لأنه من المهمّ أن يُحاسب كلّ فرد في التسلسل القيادي". 

وأعلنت هولندا، في بيان، الجمعة، أنها سترسل فريق خبراء طبّ شرعي، منهم محققون في الشرطة العسكرية، سيحققون لأسبوعين في محيط كييف، برعاية المحكمة الجنائية الدولية. 

جهود دولية

وفتح مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان في 3 مارس الماضي، تحقيقاً بشأن الوضع في أوكرانيا، بعدما تلقّى الضوء الأخضر من نحو 40 دولة عضواً في المحكمة الجنائية الدولية. 

وزار خان في وقت سابق من أبريل بلدة بوتشا حيث قالت السلطات الأوكرانية إنّها عثرت على جثث لمئات المدنيين بعد انسحاب القوات الروسية من البلدة المجاورة لكييف. 

ويومها قال المدّعي العام إنّ أوكرانيا "مسرح جريمة".

وأقامت أوكرانيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية، أعلى محاكم الأمم المتحدة، الشهر الماضي، تتهم فيها روسيا "بالتخطيط لأعمال إبادة" في البلاد.

كما ناشدت الشرطة البريطانية شهوداً لتقديم إفاداتهم بشأن جرائم حرب محتملة ارتكبت في أوكرانيا للمساعدة في التحقيق الذي فتحته المحكمة الجنائية الدولية.

كما دعا العشرات من المتخصصين في القانون الدولي والشخصيات السياسية والأدبية مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق جوردون براون أو الكاتب الأميركي بول أوستر، إلى إنشاء محكمة جنائية خاصة لمحاكمة "جريمة عدوان" محتملة (هجوم من قبل دولة على أخرى خطط لها زعيم سياسي أو عسكري)، والتي في هذه الحالة لا تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات