أعلنت السلطات الصحية في العراق، الثلاثاء.، ارتفاع حصيلة الضحايا في الحريق الذي اندلع، مساء الاثنين، في مركز لعزل المصابين بفيروس كورونا في مستشفى الحسين بمحافظة ذي قار، إلى 92 قتيلاً، فضلاً عن عشرات المصابين، وفقاً لما أعلنته وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع".
وأصدرت محكمة استئناف ذي قار، الثلاثاء، أوامر بالقبض على 13 مسؤولاً من دائرة الصحة المحافظة، من بينهم مدير الدائرة صدام الطويل، وحصلت وكالة الأنباء العراقية "واع"، على وثيقة صادرة من محكمة تحقيق ذي قار، يظهر فيها "صدور أوامر قبض وتحر بحق 13 مسؤولاً بدائرة صحة محافظة ذي قار بينهم مدير الدائرة صدام الطويل، وذلك على خلفية الحريق الذي اندلع في مستشفى الحسين التعليمي".
كان مصدر في دائرة الصحة بمحافظة ذي قار العراقية، قال لـ"الشرق"، الثلاثاء، إن أعداد ضحايا الحريق الذي اندلع مساء الاثنين، ارتفعت إلى 83 قتيلاً، بالإضافة 50 مصاباً آخرين.
وأكد مدير الدفاع المدني في ذي قار، إخماد حريق مستشفى الحسين بشكل كامل، في حين عقد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، اجتماعاً طارئاً مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنية للوقوف على أسباب وتداعيات حريق مستشفى الحسين.
وقال رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، إن حريق مستشفى الحسين الذي وصفه "بالفاجعة" يعد دليلاً واضحاً على "الفشل" في حماية أرواح العراقيين. فيما أكد مصدر حكومي في محافظة ذي قار لـ"الشرق"، أن الدكتور صدام الطويل، مدير عام الصحة في المحافظة، قدم استقالته من منصبه على خلفية الحادث.
وأضاف في تغريدة على تويتر، "آن الأوان لوضع حد لهذا الفشل الكارثي"، مضيفاً: "البرلمان سيحول جلسة الثلاثاء لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى".
وأفاد مصدر أمني عراقي في تصريحات لـ"الشرق"، بأن المئات من أهالي ذي قار تظاهروا أمام مستشفى الحسين، منددين بـ"الفساد".
وقال مصدر أمني عراقي لـ"الشرق"، إن الحريق "ناجم عن انفجار أسطوانة أكسجين"، وأكدت مديرية الصحة في ذي قار أن "الحريق وقع بسبب عدم التعامل الصحيح مع عبوات الأكسجين".
وقال الناطق الإعلامي لدائرة صحة ذي قار، حيدر الزاملي، إن "من بين الضحايا ممرضة قضت في الحريق، فيما هرع مئات المتطوعين لتقديم المساعدة وإنقاذ المرضى المحاصرين"، مشيراً إلى أنه تم إنقاذ 20 مريضاً، خلال عمليات الإجلاء التي جرت وشارك فيها عدد كبير من فرق الدفاع المدني.
وأعلنت السلطات المحلية بالمحافظة حالة الطوارئ، فيما استدعت دائرة صحة ذي قار الأطباء المجازين للالتحاق بعملهم.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ألسنة النيران وهي تلتهم المبنى الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان الأسود.
وذكرت مصادر لـ"الشرق"، أنه كانت هناك مناشدات طالبت بتوفير المياه للمساعدة في إطفاء الحريق "بعد نفاد خزانات سيارات إطفاء الدفاع المدني"، وقت العمل على إخماد الحريق، فيما قال مصدر أمني عراقي، إن "فرق الدفاع المدني بدأت في انتشال الضحايا من داخل مستشفى الحسين في ذي قار"، مشيراً إلى وجود "عشرات المرضى محاصرين بالمستشفى".
حريق بوزارة الصحة
وفي وقت سابق، الاثنين، اندلع حريق بمبنى وزارة الصحة وسط العاصمة بغداد، فيما أعلنت مديرية الدفاع المدني أن الخسائر المادية "محدودة جداً".
وقال مدير الدفاع المدني اللواء كاظم بوهان، في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية "واع"، إن "الحريق الذي اندلع في مبنى وزارة الصحة لم يسجل إصابات"، مشيراً إلى أن "الفرق بالتعاون مع فرق حماية الوزارة قامت بإجلاء أكثر من 5000 موظف وموظفة".
وأضاف بوهان، أنه "تمت المباشرة بالتدخل من الخدمات، إذ تبين أن هناك مجموعة من الكابلات المغذية لباقي أقسام الوزارة، حيث حصل تماس كهربائي أدى إلى تولد دخان كثيف انتشر في 8 طوابق من الأبنية وتمت معالجة الموضوع "، لافتاً إلى أنه "تم التعاطي مع الحادث بشكل سلس وسريع ومهني".
وأفاد مصدر طبي، بأنه تم إجلاء 16مريضاً من المركز الطبي وسط الحريق. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة النيران وهي تلتهم المبنى الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان الأسود.
حريق بسوق الأولى
وأعلنت مديرية الدفاع المدني، الاثنين إخماد حريق آخر اندلع في وقت سابق في سوق الأولى بمدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد.
وذكرت المديرية في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية، أن "فرق الدفاع المدني سيطرت على حادث حريق اندلع داخل عدد من المحال التجارية المتجاورة المشيدة من ألواح (السندويج بنل) سريع الاشتعال في سوق الأولى في مدينة الصدر شرقي بغداد".
وأضاف البيان، أن "الفرق طوقت وعزلت النيران وأبعدت خطرها عن المحال والأبنية التجارية، وأخمدت النيران دون تسجيل إصابات أو خسائر بشرية مع تحجيم أضرارها المادية".
وتابع: "وعلى إثر ذلك طلب الدفاع المدني فتح تحقيق في مركز الشرطة المسؤول عن الرقعة الجغرافية بالاعتماد على تقرير خبير الأدلة الجنائية، لتحديد أسباب اندلاع الحريق بادئ الأمر".