أرجأ الكونجرس الأميركي، الجمعة، التصويت على الخطة الاجتماعية والمناخية للرئيس جو بايدن، بحسب ما أعلنت رئيسة مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي.
وقالت بيلوسي للصحافيين: "بعد أسابيع من المفاوضات، لا يزال الديموقراطيون في الكونجرس يتفاوضون بشأن تفاصيل الخطة"، مضيفةً أنها تأمل في "التصويت عليها قبل عطلة عيد الشكر، التي توافق 25 نوفمبر".
وكانت بيلوسي تتطلع إلى أن يصوت مجلس النواب، على الخطة الاستثمارية الأخرى المرصود لها 1200 مليار دولار، لتطوير البنى التحتية في البلاد، لكن الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، نبه مراراً إلى أنه لن يؤيد هذه الخطة، من دون أن يسبقها إقرار الخطة الاجتماعية والمناخية.
خطة معلقة
بايدن الذي يراهن على "تحقيق الازدهار" من خلال الخطتين الاستثماريتين الضخمتين، يصطدم بصعوبات لتمريرهما في الكونجرس.
وذكر بايدن قبيل جلسة التصويت، أنه سوف يجري العديد من الاتصالات، لكي يضمن تصويت الكونجرس على خططه الاستثمارية، التي تبلغ قيمتها 3 تريليونات دولار، الأولى لـ"استثمار في البنى التحتية" من طرق وجسور وشبكات كهرباء، والثانية لبرنامج "إنفاق اجتماعي" يتعلق بالصحة والتعليم، والبيئة.
واعتبر بايدن أن إقرار هذه الخطط، يعني "أن نقول للأميركيين نحن نسمع أصواتكم، وسنستثمر في آمالكم، ونساعدكم على تأمين مستقبل أفضل لكم، ولعائلاتكم، ونضمن أن تفوز أميركا، في المنافسة الدولية أمام الأنظمة الاستبدادية".
دعوة للإشادة
ودعا بايدن الجمعة الصحافيين للإشادة بأرقام التوظيف الجيدة التي سجّلت في أكتوبر، كما رحّب بالنتائج الأولية الإيجابية للحبوب المضادة لكوفيد19، التي طوّرتها مجموعة "فايزر"، مشيداً في الوقت ذاته بانطلاق حملة تلقيح الأطفال، الذين تزيد أعمارهم على 5 سنوات.
ويتطلع بايدن إلى التخفيف من حدة الانقسامات، من خلال إحياء الحلم الأميركي الكبير، وهو تحقيق الازدهار للجميع، بفضل تدخل الدولة الفيدرالية على نطاق واسع.
وذكر بايدن أن أولويته تتمثل في "التخفيف من القلق الاقتصادي والاجتماعي، للعائلات الأميركية في مواجهة العولمة"، من خلال منح أفرادها "وظائف بأجر جيد"، وخفض فاتورة الأدوية أو الحضانات، والسماح لهم بشراء سيارات كهربائية "مصنوعة في الولايات المتحدة الأميركية".
أزمة ثقة
وتواجه خطط جو بايدن أزمة ثقة، منذ انسحاب الولايات المتحدة الفوضوي من أفغانستان الصيف الماضي، كما أن الطموحات الكبيرة للبيت الأبيض، ليست محط إجماع في المعسكر الديمقراطي، المنخرط منذ أسابيع في مفاوضات برلمانية شاقة.
وكتبت أبيغيل سبانبيرغر، نائبة ديمقراطية عن ولاية فرجينيا، في صحيفة "نيويورك تايمز":"لم ينتخبه أحد ليكون إف دي آر" في إشارة إلى فرانكلين روزفلت، الرئيس الذي أطلق خطط التحفيز الكبيرة، ضمن "خطة الصفقة الجديدة"، لإخراج الولايات المتحدة من ركود ثلاثينات القرن الماضي.
وبحسب بعض المؤرخين، لا يطمح بايدن لتقليد فرانكلين روزفلت، بمقدار ما يسعى لحذو نهج الرئيس الأميركي ليندون جونسون، الذي وصل إلى البيت الأبيض بعد اغتيال جون كينيدي، مع إصلاحات اجتماعية طموحة أعطت الحكومة الفيدرالية أهمية غير مسبوقة في الحياة اليومية للأميركيين، إذ استطاع ليندون الحفاظ على وعد إعلان الاستقلال، النص التأسيسي الذي يدرج "البحث عن السعادة"، ضمن عدد من الحقوق الأساسية.
انتصار منتظر
ويتحدث جو بايدن، بتواضع أكثر، عن "إعطاء متنفس محدود" للعائلات الأميركية، وإذا حصل على موافقة الكونجرس على خططه الاستثمارية، فسيكون ذلك انتصاراً لا يمكن إنكاره، قبل عام واحد من الانتخابات النصفية، التي عادة ما تكون صعبة لحزب الرئيس الحاكم.
ويعد رهان جو بايدن محفوفاً بالمخاطر، بالنظر إلى الانتخابات الأخيرة في فرجينيا، إذ حاول المرشح الديمقراطي الخاسر، التعبئة ضد دونالد ترمب، وروّج لعناوين وطنية، فيما اختار الجمهوري جلين يونجكين قضايا محلية أبرزها التعليم.
ومثّل فوز حاكم فرجينيا فزاعة، لا تخيف خصوم المحافظين فحسب، بل تهز أركان الدولة الفيدرالية المتهمة بالمبالغة في التدخل، وزج نفسها في المناهج المدرسية، والحياة العائلية وعمل الشركات، وهو ما يسمى في الولايات المتحدة "الحكومة الكبيرة" بالمعنى السلبي.