تقرير: عودة طالبان للحكم تٌلقي بالشرق الأوسط إلى مصير مجهول  

time reading iconدقائق القراءة - 4
مسلحون من حركة طالبان في العاصمة الأفغانية كابول، 1 سبتمبر 2021 - REUTERS
مسلحون من حركة طالبان في العاصمة الأفغانية كابول، 1 سبتمبر 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية ، الأربعاء، أن عودة حركة طالبان لحكم أفغانستان وما رافق ذلك من تراجع للدور الأميركي في المنطقة بشكل عام، قد ألقت بمنطقة الشرق الأوسط إلى مصير مجهول.

وقالت الشبكة إنه قد لا تكون أفغانستان جزءاً من الشرق الأوسط ، لكن مصيرها الجيوسياسي ظل مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً لعقود بمصير المنطقة المجاورة.

وأشارت إلى أنه في عام 2001 كان سقوط نظام طالبان أول معلم رئيسي في ما يسمى "الحرب على الإرهاب" التي شنتها الولايات المتحدة، والتي غيرت البلاد والشرق الأوسط في نهاية المطاف. 

وتضيف أنه بعد عشرين عاماً، دفعت عودة طالبان إلى السلطة في كابول، المنطقة التي لا تزال تئن تحت طائلة الدمار الذي لا يوصف لتلك الحرب، إلى مصير مجهول.

وقالت إنه إذا دفع الغزو الأميركي لأفغانستان إلى تدخل أميركي مكثف في الشرق الأوسط، فإن خروجها من البلاد يشير أيضاً إلى انسحاب متسارع من منطقة لطالما كانت بمثابة مركز جذب للتوتر السياسي. 

أجراس إنذار

وأوضحت أن المشاهد الدرامية التي خرجت من أفغانستان مؤخراً، دقت أجراس الإنذار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ما أعاد شبح تراجع سريع للنظام الاقتصادي والسياسي في البلاد.

وأشارت "سي إن إن" إلى أن موجة من النشاط الدبلوماسي والعسكري كانت قد سبقت الانسحاب الأميركي من أفغانستان. وأوضحت أنه قبل عام من ذلك، دفعت موجة من اتفاقيات التطبيع بين دول عربية وإسرائيل الرئيس آنذاك دونالد ترمب إلى القول: "ليس علينا أن نكون هناك بعد الآن.. لم يعد علينا أن نكون في مناطق كانت في وقت ما مهمة للغاية".

ولفتت إلى أن الرئيس جو بايدن واصل السير على هذا الطريق. ودافع الرئيس الأميركي بقوة، الثلاثاء، عن مشهد الانسحاب والفوضى الأخيرة في كابول، مؤكداً على أن "عصر غزو الدول بنية تثبيت القيم الأمريكية لم يعد قابلاً للتطبيق". 

وقال إن الولايات المتحدة "لم يعد لديها هدف واضح في مهمة مفتوحة في أفغانستان" وأن انسحاب الولايات المتحدة يشير إلى "إنهاء حقبة من العمليات العسكرية الكبرى لإعادة تشكيل دول أخرى".

ومع تركيز الولايات المتحدة بشكل مكثف على الصين، أوضحت إدارة بايدن لحلفاء واشنطن الإقليميين أنه لا ينبغي لهم بعد الآن الاعتماد على الولايات المتحدة لتلبية احتياجاتهم الأمنية. وأنه على الدول أن تدافع عن نفسها بنفسها. واعتبرت "سي إن إن" أن من شأن هذا الاتجاه الأميركي الجديد أن يغير كل شيء بالنسبة للشرق الأوسط.

خيارات دول المنطقة

وتقول الشبكة إن "الشرق الأوسط الحديث الذي تم رسم حدود دوله من قبل القوى الاستعمارية الغربية، والذي كانت المصالح الأميركية في المنطقة الغنية بالنفط لفترة طويلة محوراً للجغرافيا السياسية الإقليمية فيه، بالكاد لديه فكرة عن الحد الأدنى من الوجود الغربي".

ولفتت "سي إن إن" إلى أن إرهاصات عدم اليقين في الشرق الأوسط قد تجلت بالفعل في بعض أجزاء العالم العربي، وأشارت إلى الوضع في تونس وفي لبنان.

وأشارت إلى أنه بسبب عدم رغبة الشعوب في الانجرار إلى عدم الاستقرار، باتت بعض "التحركات الاستبدادية" لبعض الحكام تلقى تأييداً شعبياً، واستشهدت بأن إجراءات الرئيس التونسي على سبيل المثال لم تلق أي احتجاجات شعبية، وكذلك دعوة الكثيرين في شوارع لبنان علناً إلى "دكتاتورية عسكرية".

لكنها قالت إن مثل تلك التحركات ستُظهر نتائج سيئة في المستقبل ما لم تكن مرتبطة بتحقيق الازدهار للشعوب.

اقرأ أيضاً: