مسلسل "الملك".. فنانون يتضامنون ونقاد يؤيدون الوقف

time reading iconدقائق القراءة - 5
بوستر مسلسل "الملك" - facebook.com/AmrYoussef.Officiall
بوستر مسلسل "الملك" - facebook.com/AmrYoussef.Officiall
القاهرة -خيري الكمار

شهدت الساحة الفنية في مصر، استمرار حالة من الجدل التي أثارها قرار الشركة المنتجة لمسلسل "الملك"، وقف تصويره وتشكيل لجنة عاجلة لمراجعته تاريخياً، وإبداء الرأي حول مدى صحة الانتقادات التي أبداها عدد من الجمهور والمتخصصين، منذ طرح المقطع الدعائي للعمل.

مسلسل "الملك" مأخوذ عن رواية "كفاح طيبة" للأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، وتدور أحداثه حول قصة الملك أحمس وكفاحه في محاربة الهكسوس، ويقوم ببطولته عمرو يوسف، وصبا مبارك، وماجد المصري، وسيناريو وحوار خالد وشيرين دياب، وإخراج حسين المنباوي.

وأصدرت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المُنتجة للمسلسل، بياناً قبل يومين، أعلنت فيه: "سيتم تشكيل لجنة من مجموعة من المتخصصين في التاريخ والآثار وعلم الاجتماع لمشاهدة ما تم تصويره ومراجعة السيناريو كاملاً لإبداء الرأي بموضوعية ومهنية بشأن ما أثير حول وجود مغالطات تاريخية حتى لو ترتب على ذلك عدم عرضه في رمضان المُقبل".

جاء قرار الشركة، بعد الانتقادات الحادة التي طالت الإعلان الترويجي للمسلسل، واتهامه بوجود أخطاء تاريخية عديدة، بداية من الملابس، وصولاً إلى الديكور، حتى الشعر الأصفر الذي ظهرت به بعض الفنانات، خاصة الممثلة المصرية ريم مصطفى.

وانتشرت هذه الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة الأسبوع الماضي.

تضامن فني

عدد كبير من الفنانين، أعرب عن تضامنه مع صُنّاع المسلسل، واعتبروا أن وقف تصويره تسبب في إلحاق الضرر المادي لصناع العمل، وأطلقوا وسم "#نتفرج_بعدها_نحكم"، تعبيراً عن رفضهم التام لمنع أي عمل فني قبل عرضه.

واستخدم الفنانون المتضامنون، ومنهم أحمد السقا، وغادة عادل، وأحمد زاهر، وكندة علوش، وريهام عبد الغفور، وآيتن عامر، ومحمد عبد الرحمن، وهنا شيحا، وأحمد فهمي، وأحمد الشامي وأحمد داوود، ودينا الشربيني، وإنجي وجدان، والمخرج عمرو سلامة، ديباجة ثابتة مع الوسم، نشرها جميعهم على المنصات الاجتماعية.

"محكمة السوشيال ميديا"

تقول الديباجة: "إحنا بنعمل فن عشان نحكي حواديت عشان نسعد الناس ونسليهم ونخليهم يفكروا.. ما تحكمش على الجواب من عنوانه، من حقك تقرأ الجواب كله وساعتها تحكم.. ولو السوشيال ميديا تحولت لمحكمة فنية من حقها تمنع عرض أو توقف عمل، ما نعرفش بكرة هتحكم بإيه وممكن تظلم مين.. من حقنا نحلم من حقنا نتخيل من حقنا نغلط من حقك تشوفنا حتى لو هتنتقدنا، ومن حقك برضه ما تتفرجش، بس مطلب المنع خسارة وقطع عيش وظلم.. وأي فنان بينافس بشرف وأخلاق سيدعم زميله، وإحنا بندعم زمايلنا الشرفاء".

التزام بالتاريخ

في المقابل، شدد المُخرج محمد فاضل، على ضرورة التزام صُنّاع المسلسلات التاريخية، بتفاصيل الحقبة الزمنية بشكلٍ دقيق، مثل الملابس والديكور.

وقال فاضل، لـ"الشرق": "المُشاهد يتلقى معلوماته من الدراما، فالجمهور حتى الآن يعرف صلاح الدين الأيوبي من الفيلم الذي قٌدّم عنه، لذلك من الضروري تقديم الحقائق التاريخية كما هي".

وأضاف: "لا يجوز ظهور الشخصيات في عمل درامي تاريخي وهم يرتدون ملابس رسمية مثلاً، ولا يمكن خوضهم الحروب بالمدافع الحديثة، إلا في حالة تصنيف العمل كفانتازيا، كما أننا لم نرَ شعر أحد من القدماء المصريين لونه أصفر إطلاقاً".

قرار لصالح المسلسل

الناقد الفني خالد محمود، أعلن تأييده قرار وقف تصوير المسلسل لحين مراجعة العمل تاريخياً وتصحيح الأخطاء التي وردت به، مثل الملابس والديكور.

وقال محمود، لـ"الشرق": "قرار الوقف لصالح المسلسل وصُنّاعه، ولا أعتقد أن الأمر سيكون مُكلفاً مادياً بشكلٍ كبير". 

وأضاف: "المسلسل قوبل بانتقادات واسعة فور طرح الإعلان الدعائي له، إذ كانت هناك ملاحظات مهمة من قِبل بعض المُتخصصين وخبراء الآثار، ولذلك لا بد من توافر الحقائق والمعلومات السليمة بالمسلسل، وإذا كان العمل يتناول الشخصية من منظور درامي، فمن حق المُخرج أن يضع رؤيته الفنية كما يُريد".

"استغلال الأزمة"

في السياق نفسه، أثار الفنان محمد رمضان، جدلاً واسعاً، بإعلانه، تقديم فيلم سينمائي عن الملك أحمس، في عام 2023، ما جعل بعض الفنانين يتهمه بـ"استغلال الأزمة".

ونشر رمضان، تسجيلاً مصوراً على إنستغرام، وجه فيه الشكر إلى زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، والذي سبق أن صرح بأنه أكثر فنان مُناسب لتجسيد شخصية "أحمس".

وقال رمضان: "شهادة أعتز بها من عالم الآثار المصري ووزير الدولة لشؤون الآثار السابق زاهي حواس.. وبوعد حضرتك بإذن الله هنعمل فيلم سينمائي عالمي يليق بتاريخنا العظيم.. محمد رمضان.. أحمس ٢٠٢٣".