بعد إعلانها منظمة إرهابية.. كيف ظهرت حركة "حسم" المصرية؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
طلاب في أكاديمية الشرطة المصرية خلال عرض عسكري بالعاصمة القاهرة، 30 ديسمبر 2019 - AFP
طلاب في أكاديمية الشرطة المصرية خلال عرض عسكري بالعاصمة القاهرة، 30 ديسمبر 2019 - AFP
القاهرة- رحمة ضياء

أصدرت السلطات الأميركية قراراً بضم حركة "سواعد مصر" المعروفة بـ"حسم"، الخميس، إلى لائحة وزارة الخارجية الأميركية لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية"، ما يضعها تحت طائلة العقوبات الأميركية الهادفة إلى "حرمانها وقيادتها من الموارد اللازمة للتخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية"، بحسب بيان للخارجية الأميركية.

وحركة "حسم" هي إحدى المجموعات المسلحة التابعة لجماعة "الإخوان المسلمين"، تأسست أوائل عام 2016 وكان أول ظهور لها في يوليو من العام نفسه، حين أعلنت مسؤوليتها عن محاولة اغتيال مفتي الديار المصرية السابق الدكتور علي جمعة.

وتعود أولى إشارات تأسيس الحركة إلى الفترة التي أعقبت فض اعتصام جماعة الإخوان في ميدان رابعة (شرق القاهرة) في أغسطس 2013، حين بدأت الجماعة تتجه إلى العنف المسلح كوسيلة لمقاومة السلطة الجديدة، وخرج من تحت عباءتها عدد من الحركات المسلحة، آخرها حركتا "حسم" و"لواء الثورة". 

وكانت نيابة أمن الدولة العليا المصرية أفادت في وقت سابق بأن مسؤول غرفة العمليات المركزية لـ"حسم" هو "أحمد محمد عبد الحفيظ، أحد أعضاء جماعة الإخوان الهاربين إلى تركيا، ويعاونه في قيادة الحركة أعضاء بالجماعة، من بينهم علي بطيخ، ومجدي شلش، ومحمد أحمد عبد الهادي". 

وأفادت النيابة المختصة في قضايا الإرهاب في مصر، بأن التنظيم يأخذ شكل مجموعات، تتوزع على التدريب والربط والدعم وتنفيذ العمليات واستهداف المنشآت، مشيرة إلى أن الحركة تشكلت على هيئة خلايا عنقودية، وفرق تكمل الأخرى، وعناصرها تلقوا تدريبات والتحقوا بمعسكرات خارج البلاد، ثم عادوا لنقل خبراتهم إلى الباقين. 

17 عملية

ونسبت النيابة المصرية لحركة "حسم" ارتكاب 17 عملية إرهابية استهدفت ضباط جيش، وشرطة، ورجال دين، ورجال قضاء، ونيابة عامة. 

وكانت العملية الأولى في أغسطس 2016، وهي محاولة اغتيال مفتي الديار الدكتور علي جمعة أمام مسجد بمدينة 6 أكتوبر أثناء توجهه للصلاة.

وفي سبتمبر 2016، حاولت الحركة اغتيال النائب العام المساعد، المستشار زكريا عبد العزيز، بواسطة سيارة مفخخة استهدفت موكبه قرب منزله، وفق بيانات السلطات المصرية. واعتقلت أجهزة الأمن على إثر ذلك 304 متهمين نسبت إليهم الانتماء للحركة والتخطيط لمحاولة الاغتيال، وأحالتهم إلى المحاكمة الجنائية. 

وفي الشهر نفسه، استهدفت الحركة نادي الشرطة في محافظة دمياط (شمال شرق) بعبوة ناسفة، كما استهدفت أمين الشرطة صلاح حسن بعدما أطلق عليه مسلحون النار من سيارة وفرّوا. وتبنّت "حسم" الهجوم ونشرت على الإنترنت صوراً خاصة لعملية الاغتيال. 

محاولة اغتيال

وفي 4 نوفمبر 2016، تبنّت الحركة محاولة اغتيال القاضي أحمد أبو الفتوح بسيارة مفخخة، وهو أحد القضاة الـ3 الذين حكموا على الرئيس المصري الراحل محمد مرسي بالسجن عام 2015، وكان ينظر في قضايا أخرى كان مرسي متهماً فيها.

وفي 9 ديسمبر 2016، أعلنت الحركة مسؤوليتها عن هجوم استهدف نقطة تفتيش على الطريق الرئيس قرب مجمع أهرامات الجيزة على مشارف القاهرة، وأزهق أرواح 6 ضباط شرطة. 

وفي يونيو 2017، تبنّت الحركة انفجاراً بعبوة ناسفة أسفر عن وفاة ضابط شرطة وإصابة آخر و3 جنود أثناء مرور موكبهم في منطقة المعادي بمحافظة القاهرة.

وفي يوليو من العام نفسه، أعلنت الحركة مسؤوليتها عن هجوم على سيارة شرطة بمحافظة الفيوم جنوب غربي القاهرة، أودى بحياة مجند وأصاب 3. وأفادت وزارة الداخلية في بيان، بأن مجهولين أطلقوا النار "بكثافة وبشكل عشوائي" على السيارة الأخيرة من موكب 3 سيارات شرطة. 

هجوم الواحات

وفي أكتوبر 2017، تبنّت الحركة الهجوم على قوة أمنية كانت في مهمة لملاحقة مجموعة مسلحة في منطقة الواحات التابعة لمحافظة الجيزة، وزعمت أنها قتلت 60 من أفرادها وادعت هروب الباقين. فيما أعلنت وزارة الداخلية المصرية مصرع 16 وإصابة 14 من قوات الشرطة، ومصرع وإصابة 15 إرهابياً خلال المواجهات.

وفي الشهر نفسه، تبنت الحركة انفجاراً محدوداً استهدف سفارة ميانمار في القاهرة، "انتقاماً من حملة جيش ميانمار على مسلمي الروهينغا"، وفق قولها.

وفي مطلع أغسطس 2019، أعلنت وزارة الداخلية أن الحركة تقف وراء الحادث الإرهابي الذي أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا أمام مستشفى معهد الأورام وسط القاهرة، فيما نفت الحركة أي صلة لها بالواقعة. 

واستطاعت قوات الأمن على مدار السنوات الماضية، ضبط وقتل عدد كبير من أعضاء الحركة، ما أدى إلى تفكيك العديد من الشبكات والخلايا التابعة لها. 

وفي 11 فبراير 2016، أصدرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة حكماً يقضي بحظر الحركة ومصادرة أموالها ومقارها، على خلفية تبنيها أعمالاً توصف بالإرهابية، استناداً إلى قانون "الكيانات الإرهابية". 

القضية 420

وكان النائب العام أمر بإحالة 278 متهماً من عناصر جماعة "الإخوان" إلى القضاء العسكري، في القضية رقم 420 لسنة 2017، لاتهامهم بتولي القيادة والانضمام إلى المجموعتين المسلحتين التابعتين لحركتي "حسم" و"لواء الثورة".

وشملت التهم أيضاً ارتكاب 12 عملية إرهابية من خلال الخلايا العنقودية التابعة للمجموعتين، تتضمن استهداف وقتل ضباط وأفراد من الشرطة، فضلاً عن تصنيع سيارات مفخخة بهدف استخدامها في عمليات إرهابية، ورصد منشآت عامة واقتصادية وشخصيات عامة بهدف ارتكاب عمليات عدائية ضدهم. 

ونسبت النيابة إلى المتهمين بقضية "حسم 2" اغتيال ضابط الشرطة برتبة نقيب، إبراهيم عزازي شريف، والاشتراك في الهجوم على كمين أمني بمدينة نصر، ما أسفر عن وفاة 7 من أفراد الشرطة والهجوم على سيارة شرطة بطريق الفيوم. 

وقررت محكمة جنايات شرق القاهرة العسكرية في 23 ديسمبر 2020، مد أجل النطق بحكمها على المتهمين، إلى جلسة 30 ديسمبر الماضي، إلا أن الحكم في القضية لم يصدر حتى الآن. 

حظر أميركي

وفي بيان إعلان تصنيف الحركة "جماعة إرهابية"، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها سبق أن أدرجت الحركة كـ"تنظيم إرهابي عالمي"، استناداً إلى الأمر التنفيذي رقم 13224 في يناير 2018، لكونها تشكل خطراً كبيراً ولارتكابها أعمالاً إرهابية. 

وصنفت الوزارة القياديين بـ"حسم"، يحيى السيد إبراهيم موسى وعلاء علي علي محمد السماحي ضمن قوائم الإرهابيين العالميين. 

ووفق البيان، سيؤدي قرار التصنيف إلى حظر كافة ممتلكات "حسم" وقادتها داخل الولايات المتحدة أو تلك التي تقع في حيازة أو سيطرة أميركيين، كما سيؤدي إلى حظر المواطنين الأميركيين من التعامل مع الحركة وقادتها أو الانخراط معهم في أي معاملات.

اقرأ أيضاً: