مع بدء التطعيم في الجزائر.. عرض روسي لإنتاج "سبوتنيك في" محلياً

time reading iconدقائق القراءة - 5
امرأة مسنة تتلقى جرعة من لقاح "سبوتنيك في" في عيادة بمدينة البليدة، جنوب العاصمة الجزائر، 30 يناير 2021 - AFP
امرأة مسنة تتلقى جرعة من لقاح "سبوتنيك في" في عيادة بمدينة البليدة، جنوب العاصمة الجزائر، 30 يناير 2021 - AFP
الجزائر -الشرق

أعلن السفير الروسي في الجزائر، أيغور بيلياف، تقديم بلاده عرضاً إلى الجزائر لإنتاج لقاح "سبوتنيك في" المضاد لكورونا محلياً، بينما أطلقت الجزائر، السبت، عملية التطعيم باستخدام اللقاح الروسي، من ولاية البليدة، جنوب العاصمة الجزائر، والتي شهدت ظهور الحالات الأولى لفيروس كورونا في مارس 2020، ما اضطر السلطات إلى عزلها تماماً، ومنع مغادرتها أو الدخول إليها.

وقال سفير روسيا أيغور بيلياف إن بلاده "ستُسلم الجزائر نحو نصف مليون جرعة من لقاح سبوتنيك في، على دفعات حتى شهر مايو المقبل"، مضيفاً أن موسكو "اقترحت مساعدة الجزائر على إنتاج اللقاح الروسي محلياً، وهي مستعدة لتقديم جميع التكنولوجيا اللازمة، إذا أبدت السلطات الجزائرية رغبتها في ذلك".

وتابع في تصريحات لوسائل إعلام محلية: "الشراكة بين البلدين استراتيجية وتفوق 20 عاماً، إلا أن التعاون في مجال إنتاج اللقاحات يعد موضوع الساعة"، معتبراً أن "لقاح سبوتنيك في، هو الأكثر ملاءمة، لأنه يتطلب حفظاً في درجة حرارة - 18، مقارنة بلقاحات أخرى تتطلب - 70 درجة".

بدء التطعيم

وتلقت الأطقم الطبية أول جرعة من لقاح "سبوتنيك في" الروسي، في انتظار تطعيم فئة المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، لتتواصل عمليات التلقيح لتشمل العاصمة الجزائر، وبقية الولايات الأخرى، بدءاً من الأحد. 

واستقبلت الجزائر، الجمعة، أول شحنة من لقاح "سبوتنيك في"، وستستلم الأحد شحنة أخرى من لقاح "أسترازينيكا-أوكسفورد"، لمباشرة المرحلة الثانية من التطعيم. في حين جرت تعبئة نحو 8 آلاف مركز صحي في أرجاء البلاد، كمراكز لتقديم اللقاحات.

وقال جمال فورار، الناطق باسم لجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا، في تصريح لـ"الشرق": "بدأنا التلقيح في ولاية البليدة، واختيرت البليدة لأنها عانت من الجائحة منذ شهر مارس 2020".

وقالت سليمة جلاطو، وهي طبيبة مختصة في علم الأوبئة إن "هناك استجابة كبيرة لحملة التطعيم، ورسالتنا اليوم هي أن التخوف من اللقاح غير مبرر"، بينما أكد أحمد جمعي، مدير الصحة لولاية البليدة، أن "هذا اللقاح يحمي الجميع، وخصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة، وعمال الصحة، الذين هم في اتصال مباشر مع المصابين".

وفي حديثها لـ"الشرق"، قالت الطبيبة سلاطنية إيمان، وهي أول جزائرية تتلقى اللقاح إن "رسالتي هي تشجيع جميع المواطنين لتلقي اللقاح، الذي لن يشكل أي خطر عليهم، للحفاظ على حياتنا وحياة عائلاتنا".

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إنّ الحملة تستهدف في مرحلة أولى "قطاع الصحة والأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة"، على أن يتم توسيع نطاقها الأحد، لتشمل "عناصر الأمن والدفاع المدني، وقطاع التعليم والأئمة والسياسيين والصحافيين".

ومن المقرر أن تتسلم الجزائر شحنات أخرى من اللقاح الصيني ولقاح  "أسترازينيكا" على دفعات، في إطار اتفاقيات فردية، بالإضافة إلى 16 مليون جرعة من لقاح كورونا، من مبادرة "كوفاكس" التي تشرف عليها منظمة الصحة العالمية، والتي تضم 190 دولة.

تمديد الحجر الجزئي

وبعد إطلاق عملية التطعيم، قررت الحكومة الجزائرية، السبت، تمديد إجراءات الحجر الجزئي المنزلي، الممتد من الثامنة مساء حتى الخامسة صباحاً، في 19 ولاية من أصل 48. وكانت 29 ولاية خاضعة لهذا الإجراء قبل القرار الجديد.

وتخطط السلطات الصحية الجزائرية لاقتناء 40 مليون جرعة من اللقاح لتطعيم 70 في المئة من السكان (لا تشمل الأطفال والنساء الحوامل) مجاناً، على مدى عام كامل، وخصصت لذلك ميزانية مفتوحة لاقتناء اللقاح، تبلغ مبدئياً 150 مليون دولار أميركي.

وسجلت الجزائر حتى الجمعة 106 آلاف و887 إصابة بفيروس كورونا، من بينها 277 إصابة جديدة، بينما بلغت أعداد الوفيات 2884.