أردوغان يدعو لتسوية القضايا العالقة مع واشنطن: علاقتنا غير صحية

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلقي كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة - 21 سبتمبر 2021 - REUTERS
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلقي كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة - 21 سبتمبر 2021 - REUTERS
دبي/ إسطنبول -الشرقرويترز

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، علاقات بلاده مع الولايات المتحدة بـ"غير الصحية"، داعياً إلى "تسوية" القضايا المتعلقة بشراء أنقرة أنظمة الدفاع الروسية "إس 400". 

وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي" أمام نقل واشنطن أسلحتها إلى "المنظمات الإرهابية" في سوريا، في إشارة إلى الفصائل الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة وتعتبرها أنقرة جماعات إرهابية. 

وأضاف أردوغان في تصريحات لتلفزيون "خبر ترك" على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "لم نتسلم طائرات (إف 35) والتي اشتريناها بقيمة 1.4 مليار دولار"، مشدداً على الحاجة لـ"حل المسألة". 

واعتبر الرئيس التركي أن بلاده "تتصرف بصدق مع الولايات المتحدة، لكن واشنطن للأسف لا تتصرف كذلك"، بحسب تعبيره. 

وشدد أردوغان على أن أنقرة "ستلبي احتياجاتها الدفاعية من أماكن أخرى إذا لم تساعدها واشنطن"، معرباً عن أمنياته بـ"أن تسود الصداقة علاقاتنا مع الولايات المتحدة عوضاً عن الخصومة كوننا حليفين في حلف الشمال الأطلسي (الناتو)".

وبشأن علاقات بلاده مع الإدارات الأميركية المتعاقبة، قال أردوغان إنه عمل بـ"شكل جيد مع الرؤساء الأميركيين السابقين بداية من جورج بوش الابن وباراك أوباما ودونالد ترمب، لكن لا أستطيع القول إن بداية عملنا مع الرئيس جو بايدن كانت جيدة".

وسبق أن وقعت روسيا وتركيا عقداً لتزويد أنقرة بنظام "إس 400". وكانت تركيا أول دولة في حلف شمال الأطلسي تحصل على هذه الأنظمة من روسيا. 

وبعد أن تسبب اقتناء تركيا المنظومة الروسية في تعكير صفو علاقتها مع الولايات المتحدة، استبعدت الأخيرة أنقرة، من برنامج لشراء مقاتلات "إف 35"، وفرضت عقوبات على مستشارية الصناعات الدفاعية لشراء الصواريخ الروسية بقيمة 2.5 مليار دولار في عام 2019. وهددت بمزيد من الإجراءات في حالة تفعيلها.

تركيا وأزمة الأكراد

من جهة أخرى، لفت أردوغان إلى أن نظيره الأميركي جو بايدن "بدأ في نقل الأسلحة والذخائر والمعدات إلى المنظمات الإرهابية في سوريا"، مؤكداً أن تركيا "لن تقف مكتوفة الأيدي في مشاهدة ذلك"، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها تركيا "منظمة إرهابية".

وتتهم تركيا وحدات حماية الشعب الكردية بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، بينها إعدامات تعسفية وتهجير قسري للسكان، وبأنها مرتبطة بـ"حزب العمال الكردستاني" الذي يشن منذ عام 1984 تمرداً دامياً ضد الدولة التركية، جنوب شرقي البلاد، أوقع أكثر من 40 ألف قتيل.

وتحظى وحدات حماية الشعب الكردية بدعم العديد من الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا، وكانت في الخطوط الأمامية في القتال ضد تنظيم داعش في سوريا.

حكومة طالبان

وبشأن الملف الأفغاني، قال الرئيس التركي: "عندما تنظرون إلى الأسلحة الموجودة حالياً في أيدي حركة ‎طالبان تجدون أنها أسلحة ‎الولايات المتحدة وبالتالي سيتعين عليها دفع ثمن ذلك".

وأضاف: "بالنظر إلى النهج الحالي ‎لطالبان، للأسف لم يتم تشكيل إدارة شاملة وحاضنة للجميع، لكن تركيا مستعدة للعمل معها في حال تم تشكيل حكومة أكثر شمولية".

وسبق أن قالت مجلة "ناشيونال إنتريست" الأميركية، إن حركة طالبان أخطأت في إعلانها عن تشكيل حكومة أحادية العرق تقريباً، وهي من جماعة البشتون، الذين تتراوح نسبتهم بين 40 و45% من سكان أفغانستان، ويشكلون أكثر من 90% من التعيينات الوزارية في حكومة طالبان.