الجزائر تطالب فرنسا باحترام الدول الإفريقية بلا شروط

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حملته الانتخابية للرئاسيات، مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في الجزائر - 13 فبراير 2017 - REUTERS
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حملته الانتخابية للرئاسيات، مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في الجزائر - 13 فبراير 2017 - REUTERS
دبي -الشرق

طالب وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الثلاثاء، فرنسا باحترام الدول الإفريقية احتراماً غير مشروط عبر احترام سيادتها واستقلال قرارها وقبول إقامة علاقات ندية ومتساوية، في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية بين البلدين "توتراً حاداً".

وقال لعمامرة خلال زيارته إلى مالي التي أعلنت في وقت سابق الثلاثاء استدعاء سفيرها بباريس للتشاور، إن المسؤولين بفرنسا في أعلى المستويات "مصابون بإفلاس في مسألة الذاكرة"، ما دفع علاقات فرنسا الرسمية مع عدد من البلدان الإفريقية نحو "التأزم".

وطالب وزير خارجية الجزائر "الشركاء الأجانب بالتحرر من التصرفات غير المنطقية تحت شعار المهمة الحضارية للغرب التي كانت ذريعة وغطاء أيديولوجياً لارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الجزائر ومالي".

"قبر الاحتلال"

وأشار لعمامرة إلى أن القارة السمراء "مهد الإنسانية وقبر الاحتلال والعنصرية والجزائر فخورة بأنها سرعت هذا التاريخ عبر ثورتها المجيدة وأسهمت في تحرر العديد من الدول الإفريقية".

وسبق أن قرّرت الجزائر، السبت الماضي، استدعاء سفيرها في باريس فوراً للتشاور، ردّاً على تصريحات لماكرون أوردتها صحيفة "لوموند"، اعتبر فيها أن الجزائر أنشئت بعد استقلالها عام 1962 على نظام يقوم على "ريع للذاكرة" كرّسه "النظام السياسي العسكري"، مشكّكاً في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

وتبادل لعمامرة مع الرئيس المالي عاصيمي جويتا، وجهات النظر بشأن بعض جوانب علاقات البلدين الدولية، واستعرضا مستجدات الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة إلى جانب مسار تطورات اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، بحسب ما أورده لعمامرة على حسابه في تويتر.

وقال لعمامرة: "تشرفت باستقبالي من قبل رئيس الدولة لجمهورية مالي الشقيقة، ونقلت إليه رسالة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والتي تجدد تضامن الجزائر اللا مشروط والتزامها الثابت بدعم مالي خاصة في ظل التحديات الراهنة، وفاءً لقيمها ومبادئها التحررية".

ونقل التلفزيون الجزائري عن لعمامرة تأكيده على تضامن بلاده والتزامها بـ"مواصلة جهودها على رأس لجنة متابعة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة لمرافقة الأطراف المالية نحو تحقيق التوافقات الضرورية للتسريع من وتيرة تجسيد بنوده على أرض الواقع".

توتر جديد بين مالي وفرنسا

من جانبه، أعرب الرئيس المالي "عن عميق تقديره نظير الدعم متعدد الأشكال الذي تقدمه الجزائر إلى بلاده على الصعيد الثنائي"، معرباً عن "تطلعه للقاء تبون خلال زيارته المرتقبة إلى الجزائر".

وأثنى الرئيس "على جهود الجزائر الخالصة الرامية لتمكين مالي من تجاوز التحديات التي تفرضها المرحلة الانتقالية الحالية، فضلاً عن تلك المتعلقة بالتهديد الإرهابي المتنامي في شمال ووسط البلاد".

وسبق أن استدعت وزارة الخارجية المالية، الثلاثاء، السفير الفرنسي في باماكو للاحتجاج على التصريحات "المؤسفة" التي أدلى بها ماكرون بشأن المجلس العسكري الحاكم، وإعرابه عن أمله بـ"عودة الدولة".

وكان ماكرون دعا، الثلاثاء، إلى "عودة الدولة" إلى مالي، في سياق توتر شديد مع الدولة الساحلية، حيث تعمل فرنسا على تقليص وجودها العسكري. 

وقال ماكرون: "يجب أن تعود الدولة بقضائها وتعليمها وشرطتها في كل مكان، ولا سيما في مالي"، حيث لا تزال مساحات شاسعة من الأراضي خارج سيطرة القوات الحكومية التي تواجه تمرّداً ومنازعات إثنية وعمليات تهريب.

وباشرت باريس، في يونيو الماضي، إعادة تنظيم وجودها العسكري بمنطقة الساحل، لا سيما من خلال مغادرة القواعد الواقعة في أقصى شمال مالي (كيدال وتمبكتو وتيساليت) والتخطيط لتقليص قواتها في المنطقة بحلول عام 2023 ليتراوح بين 2500 و3 آلاف عنصر، مقابل أكثر من 5 آلاف حالياً.

اقرأ أيضاً: