جونسون: مهمتي انتهت وحان وقت الانعزال.. وبوتين "واهم"

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء البريطاني المنتهية ولايته بوريس جونسون يلقي خطابه الوادعي أمام مقر الحكومة في 10 داونينج ستريت، لندن، 6 سبتمبر 2022. - REUTERS
رئيس الوزراء البريطاني المنتهية ولايته بوريس جونسون يلقي خطابه الوادعي أمام مقر الحكومة في 10 داونينج ستريت، لندن، 6 سبتمبر 2022. - REUTERS
دبي-الشرق

ألقى رئيس الوزراء البريطاني المنتهية ولايته بوريس جونسون الثلاثاء، خطابه الوداعي قبل مغادرة منصبه رسمياً، مؤكداً قوة الاقتصاد البريطاني وقدرة المملكة المتحدة على تخطّي أزمة تكلفة المعيشة.

وألقى جونسون بثقله وراء حكومة ليز ترَس المقبلة، مشدداً على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "واهم" إذا كان يظن أن سينجح عبر "الابتزاز والتنمر" على البريطانيين.

وألمح جونسون في خطابه الأخير الذي ألقاه أمام مقر الحكومة في "10 دوانينج ستريت" وسط حشد من موظفيه وزوجته وعائلته، إلى أنه لن يعود للسياسة مرة أخرى، قائلاً إنه أتم مهمته وأنه حان وقت الانعزال.

جونسون الذي استقال في يوليو بعد سلسلة فضائح طالت حكومته، قال إن بريطانيا ستعبر أزمة تكلفة المعيشة وأن المملكة المتحدة "تملك ولا تزال اقتصاداً قوياً سيمكننا من مساعدة الناس على تجاوز أزمة أسعار الطاقة".

وشدد على أن خليفته ليز ترَس، ستبذل كل ما في وسعها لمساعدة الأسر البريطانية على تجاوز تلك الأزمة، مؤكداً "أننا سنتجاوزها".

والاثنين، أُعلن فوز وزيرة الخارجية ليز ترَس، بزعامة حزب المحافظين، ورئاسة الوزراء لتخلف جونسون بعد نحو 3 أعوام في السلطة.

ومن المقرر أن يتوجه جونسون للقاء الملكة إليزابيث الثانية في قلعة بالمورال لاحقاً، قبل أن تلتقي الملكة مع رئيسة الوزراء الجديدة ليز ترَس.

 "سنخرج من الأزمة أقوى"

وأعرب جونسون عن دعمه الكامل للحكومة البريطانية الجديدة، في "وقت صعب للاقتصاد"، قائلاً "أعرف أن ليز ترَس وحكومة المحافظين الجديدة ستقوم بكل شيء في وسعها لمساعدة الناس لتجاوز هذه الأزمة وهذا البلد سيصمد عبرها وسيخرج منها أقوى".

وأضاف: "إذا كان بوتين يظن أنه سينجح عبر ابتزاز البريطانيين والتنمر عليهم فهو "واهم"، في إشارة إلى الضغوط التي يقول الغرب إن بوتين يمارسها في مجال الطاقة، ووقف إمدادات الغاز عن أوروبا وارتفاع الأسعار الذي ترافق مع ذلك.

وأشار جونسون إلى إنجازاته وإنجازات حكومات المحافظين قائلاً: "نحن نفهم عمل الحكومة والسوق الحر والرأسمالي، ونجعل الشوارع أكثر أماناً ونخفض معدل الجريمة"، وذكر في هذا السياق، أن معدلات الجريمة انخفضت العام الماضي بنسبة 38%.

ولفت إلى زيادات كبيرة مقبلة في أعداد الممرضين والشرطة، وتوفير تمويل للمدارس، وإنشاء 3 خطوط سكك حديدية سريعة.

وكذلك التوسع في مشروع "جيجابت" للإنترنت عريض النطاق الذي أطلقه الأسبوع الماضي وكان أحد وعوده الانتخابية في حملته عام 2019. 

وقال: "هذا وقت صعب للاقتصاد، هذا وقت صعب على الأسر ولكننا سنخرج من هذه الأزمة أقوى".

ويأتي خطاب جونسون، على خلفية وصول معدّل التضخم إلى أعلى مستوى له منذ 40 عاماً ليسجّل 10,1% في ظل توقعات بأن القادم أسوأ بينما يخيّم شبح الركود مع دخول فصل الشتاء.

ويعاني السكان من زيادة نسبتها 80% في فواتير الغاز والكهرباء اعتباراً من أكتوبر في وقت تحذّر الأعمال التجارية من أنها قد تنهار في حال ارتفاع التكاليف بشكل أكبر، حسب ما ذكرت "فرانس برس".

دعم حكومة ليز ترَس

وتابع جونسون: "حان الوقت لانتهاء السياسة والوقوف وراء حكومة ليز ترَس وفريقها وبرنامجها، والوفاء باحتياجات الناس هذا ما يحتاجه الناس وما يستحقونه".

وقال: "أنا فخور بالوفاء بوعودي لحزبي حين اختاروني. فزت بأكبر أغلبية في البرلمان منذ 1987 وأكبر نصيب من الأصوات منذ 1979، أتممت الخروج من الاتحاد الأوروبي وأنجزنا في مجال الرعاية الصحية وعززنا مكاننا في العالم، وتحدثنا بوضوح عن أوكرانيا".

وأضاف: "نحن مملكة متحدة، اتحادنا قوي وهؤلاء الذين يريدون تفكيكه لن ينجحون في ذلك أبداً".

وفي شأن الطاقة، أشار جونسون إلى أنه بحلول عام 2030، فإن المملكة المتحدة ستزيد إنتاجها من الكهرباء المولدة عبر طاقة الرياح إلى

50 جيجاوات بحلول 2030، وهو ما يشكل نصف احتياجات الكهرباء لبريطانيا من طاقة الرياح فقط.

"سأعود إلى محراثي"

وبشأن احتمالات عودته إلى السياسة مستقبلاً قال جونسون: "في شأن الموضوع الذي يتردد كثيراً بشأن مسيرتي المهنية مستقبلاً، دعوني أقول أنني الآن كأحد تلك الصواريخ الدعمة التي أتمت مهمتها، والآن سأقوم بالدخول مجدداً بلطف عبر الغلاف الجوي، وأهبط في المحيط بشكل غير مرئي في ركن بعيد ومنعزل في المحيط الهادئ".

وقارن جونسون نفسه بالسياسي الروماني القديم لوشيوس سنسيناتوس والذي عرف بالإيثار والإخلاص للجمهورية في أوقات الأزمات قبل أن يستقيل ويعود إلى مزرعته حسب ما نقلت شبكة "سكاي" البريطانية عن الموسوعة البريطانية "بريتانيكا".

وقال جونسون: "كسينسيناتوس، سأعود إلى محراثي، ولن أقدم لهذه الحكومة سوى دعمي الكامل".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات