قيادة عسكرية موحدة في ليبيا وسط ترحيب أممي وأميركي

time reading iconدقائق القراءة - 4
جانب من اجتماعات قادة عسكريين من الشرق والغرب في ليبيا بمدينة طرابلس - 18 يوليو 2022 - facebook/The.presidency.of.the.General.Staff.To.Libyan.Army
جانب من اجتماعات قادة عسكريين من الشرق والغرب في ليبيا بمدينة طرابلس - 18 يوليو 2022 - facebook/The.presidency.of.the.General.Staff.To.Libyan.Army
بنغازي/ طرابلس -الشرقأ ف ب

ناقش قادة عسكريون من غرب ليبيا وشرقها خلال اجتماع نادر في طرابلس، الاثنين والثلاثاء، تسمية رئيس أركان واحد لتوحيد المؤسسة العسكرية في البلاد، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ الانقسامات التي تعانيها البلاد منذ 11 عاماً.

وقالت القيادات العسكرية، في بيان مشترك، إنها ناقشت "ضرورة تسمية رئيس أركان واحد للمؤسسة العسكرية، والشروع تحديداً في الخطوات لتوحيد المؤسسة العسكرية".

وجرت المحادثات بين وفد يرأسه الفريق أول عبد الرزاق الناظوري، رئيس أركان قوات المشير خليفة حفتر (شرق)، وآخر برئاسة الفريق أول محمد الحداد، رئيس أركان القوات العسكرية في غرب البلاد.

تجدر الإشارة إلى أن الزيارة النادرة التي قام بها الناظوري إلى طرابلس جاءت تلبية لدعوة وجّهها إليه الحداد.

إشادة أميركية وأممية

وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إشادتها بـ"الاجتماع والحوار المهم"، معربة عن مواصلتها دعم المحادثات في المسار الأمني لا سيما تلك التي تتم من خلال اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) بما فيها التنفيذ التام لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر 2020.

من جانبها، أشادت الولايات المتحدة بـ"التقدم المحرز في المسار الأمني الليبي نحو مؤسسة عسكرية موحدة"، مشيرة في هذا الصدد إلى "جهود اللواء الحداد واللواء الناظوري، وكذلك اللجنة العسكرية المشتركة 5+5".

وجددت الولايات المتحدة في تغريدة على تويتر نشرتها البعثة الأميركية في ليبيا، دعمها للتنفيذ الكامل لاتفاقية أكتوبر 2020 لوقف إطلاق النار بما في ذلك انسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة. 

ويتفاقم الانقسام في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس انبثقت من اتفاق سياسي قبل عام ونصف العام يرأسها عبد الحميد الدبيبة الرافض لتسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عيّنها البرلمان في فبراير الماضي ومنحها ثقته في مارس وتتخذ من سرت (وسط) مقرّاً مؤقتاً لها، بعدما مُنعت من دخول طرابلس رغم محاولتها ذلك.

 "خروج المرتزقة"

وأشاد البيان المشترك بجهود اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" (تضم خمسة ضباط من كل جانب)، والتأكيد على ضرورة خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من البلاد.

وبحسب البيان، فقد تم أيضاً إقرار تفعيل القوة المشتركة التي جرى الاتفاق بشأنها في اتفاق وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين.

كما اتفق الطرفان على وضع خطة لبدء تسيير دوريات حدودية لحماية الحدود الليبية ومنع الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة ومكافحة الإرهاب، وفقاً للبيان.

وأنهى هذا الاتفاق هجوماً عسكرياً واسع النطاق شنّته قوات المشير حفتر للسيطرة على العاصمة طرابلس واستمر لأكثر من عام (من أبريل 2019 حتى يونيو 2020).

بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا رحبت بالاجتماع ووصفته بـ"الحوار المهم"، مؤكدة مواصلة دعمها لمحادثات المسار الأمني عبر اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).

اللجنة المشتركة هي الجهة الموكلة بالإشراف على وقف إطلاق النار الدائم الذي توصّل إليه الطرفان في أكتوبر 2020.

"لقاء مثمر وجيد"

قال الحداد إن اللقاء مع الناظوري شهد تأكيد الطرفين على "حرمة الدم الليبي، وعدم جرّ المؤسسة العسكرية للاقتتال الداخلي"، لافتاً إلى أنه عقد "بعد أخذ الإذن من القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية (خليفة حفتر)".

وكشف أنه "سيتم تشكيل لجنة للمحتجزين والمفقودين وإيجاد حلول لهم"، مشيراً إلى أنه "سيتم النظر في وضع المقاتلين المدانين". وقال إن "اجتماع اللجنة العسكرية بطرابلس يأتي بعيداً عن كل الأطراف الخارجية".

وأكد "العمل على استكمال الخطوات لخروج القوات الأجنبية كافة، والاستمرار في عملية وقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أن "التعليمات أعطيت لتوحيد المؤسسة العسكرية بين القيادات العسكرية في شرق البلاد وغربها".

من جانبه، قال الناظوري إن اللقاء الذي جمعه بأعضاء اللجنة العسكرية ورئيس الأركان العامة، التابع للحكومة المقالة من البرلمان في طرابلس، كان "مثمراً وجيداً". وشدد على "ضرورة ترك المؤسسة العسكرية تعمل وتقوم بصرف ميزانيتها". وأكد أيضاً أن "المؤسسة العسكرية بعيدة كل البعد عن التجاذبات السياسية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات