ما يجب أن تعرفه عن أزمة كورونا الكارثية في الهند

time reading iconدقائق القراءة - 5
مصابون بكورونا يتلقون العلاج داخل جناح الطوارئ في مستشفى العائلة المقدسة في نيودلهي - 29 أبريل 2021 - REUTERS
مصابون بكورونا يتلقون العلاج داخل جناح الطوارئ في مستشفى العائلة المقدسة في نيودلهي - 29 أبريل 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

تتعرض الهند لموجة ثانية قاتلة من فيروس كورونا، خلفت حتى الآن ملايين الإصابات، وأثقلت كاهل نظام الرعاية الصحية المثقل بالأساس بأعباء جسيمة.

على المستوى الرسمي، أعلنت وزارة الصحة الهندية، تسجيل أكثر من 400 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا، خلال الساعات الـ24 الماضية، في رقم يشكل سابقة في العالم.

وقالت الوزارة، إنه تم إحصاء 401 ألف و993 إصابة جديدة، ما يرفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 19.1 مليون إصابة.

وبلغ عدد الوفيات 3523 حالة خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للضحايا إلى 211 ألفاً و853 شخصاً.

لكن في المقابل، قال خبراء لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن الأرقام الحقيقية تفوق، على الأرجح، الإحصائيات الرسمية، وأضافوا: "في هذه الفترة تعد الهند مسؤولة عن أكثر من نصف أعداد الإصابات اليومية بكورونا في العالم"، مسجلة بذلك وتيرة قياسية تفوق 300 ألف حالة يومياً.  

المتحور الجديد

منذ أشهر، بدا أن الهند تتغلب على أزمة الوباء، إذ لم تشهد البلاد بعد الإغلاق الأولي الصارم انفجاراً في أعداد حالات الإصابة والوفيات، مقارنة بما شهدته بلدان أخرى، لكن بعد رفع القيود المبكرة، توقف كثير من الهنود عن اتباع الإجراءات الاحترازية، وسرعان ما استؤنفت التجمعات الكبرى، بما في ذلك التجمعات السياسية والاحتفالات الدينية، جاذبة إليها أعداداً غفيرة، بحسب الصحيفة.

ومع بدء فصل الربيع، سجلت البلاد قفزة هائلة في عدد الإصابات والوفيات، وبحلول أبريل الماضي، تم اكتشاف إصابة بعض الأفراد ممن تم تطعيمهم، من بينهم 37 طبيباً في أحد مستشفيات العاصمة نيودلهي، ما ترك علامات استفهام كثيرة بشأن وجود فيروس متحور أشد عدوى وراء الموجة الثانية.

ويفترض كثيرون في الهند بالفعل، أن الفيروس المتحور "بي. 1. 617" مسؤول عن الموجة الثانية الحادة، ويطلق على هذا المتحور أحياناً "المتحور المزدوج"، على الرغم من أن التسمية خاطئة لأن عدد التحورات في الفيروس تزيد على نسختين، إلا أن التسمية جاءت من أن إحدى نسخ هذا الفيروس تحتوي على تحورين جينيين موجودين في فيروسات متحورة أخرى يصعب السيطرة عليها.

وقال باحثون خارج الهند، لـ"نيويورك تايمز"، إن "البيانات المحدودة تشير حتى الآن إلى أن المتحور (بي. 1. 1. 7) الذي أصاب بريطانيا والولايات المتحدة، هو المسؤول، على الأرجح، عما حدث في الهند".

وحتى الآن، تبدو الأدلة غير حاسمة، ويحذر الباحثون من أن عوامل أخرى يمكن أن تفسر فداحة هذه الموجة، مثل نقص الأكسجين والأسّرة في المستشفيات.

عجز صحي

ومع تدفق الحالات بمعدلات غير مسبوقة، تجد المستشفيات الهندية نفسها عاجزة عن الوفاء، ما يجعل المرضى في كثير من المدن يُتركون نهباً للموت، حيث أفادت العيادات في جميع أنحاء البلاد، بوجود نقص حاد في الأسّرة والأدوية ومعدات الوقاية والأكسجين.

وعلى الرغم مما نقلته "نيويورك تايمز" عن الحكومة الهندية من أن لديها "ما يكفي من الأكسجين السائل لتلبية الاحتياجات الطبية"، وأنها "تقوم سريعاً بتوسيع نطاق إمدادتها"، إلا أن "منشآت الإنتاج تتركز في شرقي الهند، بعيداً عن أسوأ موجات التفشي في دلهي وولاية ماهاراشترا، وقد يستغرق الأمر عدة أيام حتى تصل الإمدادات عن طريق البر"، وفقاً للصحيفة الأميركية.

وتضج وسائل التواصل الاجتماعي بمناشدات من أسر المرضى للحصول على الأكسجين، في ظل نقص الإمدادات في المستشفيات، أو حتى في ظل تقديم الرعاية الطبية في المنازل.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن بعض المواطنين في دلهي، قولهم إنهم دفعوا ما لا يقل عن 10 أضعاف السعر المعتاد للأكسجين، ونشرت وسائل إعلام تقارير عن حوادث نهب لأسطوانات الأكسجين من المستشفيات.

وتعد الهند أحد أبرز مصنعي اللقاحات في العالم، لكنها كافحت لتطعيم مواطنيها، إذ حصل أقل من 10% من الهنود على جرعة واحدة فقط، والآن ربما يشعر العالم بأسره بمعاناة الهند، خاصة الدول الأكثر فقراً، بحسب الصحيفة.

كانت الهند تخطط لشحن ملايين الجرعات، لكن بالنظر إلى النقص الحاد في اللقاحات، فقد تم إغلاق عمليات التصدير، ما ترك دولاً أخرى تعاني من نقص حاد في اللقاحات يفوق ما كان متوقعاً.

ووفقاً للصحيفة، تحاول المؤسسات الخيرية والمتطوعون والشركات في الهند وغيرها، تقديم المساعدة للضحايا والعاملين في الخطوط الأمامية في الهند.

اقرا أيضاً: