أعلنت السفارة الأميركية في أوكرانيا، الأحد، وصول شحنة مساعدات عسكرية قادمة إلى مطار كييف تقدر بـ80 طناً من الذخائر والمعدّات الحربية للجيش الأوكراني.
وقالت السفارة على تويتر إن "مزيداً من المساعدات ستصل لاحقاً لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية حفاظاً على أمنها ووحدة أراضيها".
وفي سياق متصل، توقّع مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، الأحد، أن تغزو روسيا أوكرانيا في غضون أيام أو أسابيع، لكنه أشار إلى أنه لا يزال بإمكان موسكو اختيار مسار دبلوماسي.
وقال سوليفان في مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الأميركية، إن أي إجراء روسي محتمل يمكن أن يشمل ضم منطقة دونباس الأوكرانية، أو شن هجمات إلكترونية، أو غزو واسع النطاق لأوكرانيا، مشيراً إلى أن "روسيا قد تتحرك قريباً ربما غداً الاثنين، وأيضاً قد يكون ذلك خلال أسابيع".
وأضاف: "يمكن أن يأخذ ذلك أشكالاً مختلفة، وقد يحدث في وقت قريب ربما غداً، أو قد يستغرق بضعة أسابيع، لقد وضع نفسه، بنشر قواته، في موقف يمكنه من التحرك بقوة إزاء أوكرانيا في أي وقت الآن".
وتابع سوليفان: "نعتقد أن ثمّة احتمالاً واضحاً للغاية بأن يأمر (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين بشن هجوم على أوكرانيا".
"سبيل دبلوماسي"
تأتي تصريحات سوليفان بالتزامن مع وصول كتيبة من التعزيزات الأميركية المعلن عنها لطمأنة حلفائها في أوروبا الشرقية في مواجهة التوتر الحالي، الأحد، إلى مطار في جنوب شرق بولندا.
وقال سوليفان إن الهدف من إرسال القوات ليس "إشعال" حرب مع روسيا، موضحاً في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، أن الولايات المتحدة أرسلت "قوات إلى أوروبا للدفاع عن أراضي (دول منضوية في) حلف شمال الأطلسي".
وحذر سوليفان من أن "تصعيداً عسكرياً واجتياحاً لأوكرانيا قد يحدث في أي وقت"، قائلاً : "نعتقد أن الروس نشروا إمكانات لشن عملية عسكرية كبرى في أوكرانيا، وكنا نعمل جاهدين لتحضير رد".
وقال إن "الرئيس (الأميركي جو) بايدن جمع حلفاءنا، لقد عزز وطمأن شركاءنا على الضفة الشرقية وقدم معدات لدعم الأوكرانيين وعرض على الروس سبيلاً دبلوماسياً".
تأتي التحذيرات الأميركية الشديدة، فيما يسعى حلفاؤها في أوروبا لنزع فتيل الأزمة، إذ يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موسكو، الاثنين، وكييف في اليوم التالي لإجراء محادثات تهدف لتخفيف التوتر ودفع خطة السلام قدماً.
كما يزور المستشار الألماني أولاف شولتس، المنطقة لاجراء محادثات مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في محاولة لتحريك الجهود الدبلوماسية.
أوكرانيا تقلل من المخاوف
وشددت أوكرانيا، الأحد، على أن فرص وضع حد للتوتر المتصاعد مع روسيا عبر الدبلوماسية تبقى أكبر من فرص حدوث هجوم.
ولطالما حاولت كييف التخفيف من المخاوف بحصول هجوم وشيك في إطار سعيها لتجنب إلحاق أذى إضافي باقتصادها المتداعي.
وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني إن "فرص إيجاد حل دبلوماسي لخفض التصعيد أكبر بكثير من التهديد بتصعيد جديد".
وأوضح بودولياك أن "حشد الجيش الروسي على نحو كبير قرب حدودنا يتواصل منذ الربيع الماضي".
وأضاف: "لممارسة ضغط نفسي كبير، تنفذ روسيا مناوبات واسعة النطاق ومناورات وتحريك معدات عسكرية".
وتابع: "إلى متى سيستمر هذا التحرك الروسي وبأي هدف؟ وحده الكرملين يملك الجواب المحدد على هذا السؤال"، لافتاً إلى أن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يجب أن "يكونوا مستعدين دائماً لكل السيناريوهات ونحن نؤدي هذه المهمة بنسبة 100%".
روسيا تنفي التقييمات الأميركية
ورفضت روسيا، الأحد، التقييمات العسكرية والاستخباراتية الأميركية والأوروبية التي أشارت إلى احتمالية شنّ روسيا غزواً على أوكرانيا في غضون أيام، وسقوط ما يصل إلى 50 ألف مدني بين قتيل وجريح، مشيرة إلى أن هذا "جنون وترويع مستمر".
وقال النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي على تويتر: "الجنون والترويع مستمران، ماذا لو قلنا إن الولايات المتحدة يمكن أن تستولي على لندن في غضون أسبوع وتتسبب بسقوط 300 ألف مدني؟ كل هذا بناءً على مصادر استخباراتنا التي لن نكشف عنها، فهل سيكون ذلك مناسباً للأميركيين والبريطانيين؟".
وجاءت تصريحات الدبلوماسي الروسي، بعد أن ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، نقلاً عن تقديرات أميركية عسكرية واستخباراتية، أن غزواً روسياً واسع النطاق لأوكرانيا يمكن أن يتسبب في سقوط ما يصل إلى 50 ألف مدني، وإسقاط الحكومة في كييف في غضون يومين، ونزوح نحو 5 ملايين لاجئ.
كما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن "روسيا تكثف استعداداتها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا".
اقرأ أيضاً: