
أثارت واقعة مقتل فتاة تُدعى مريم محمد التي تبلغ من العمر 24 عاماً، وتعمل بأحد البنوك، في حي المعادي جنوبي العاصمة المصرية القاهرة، بعد محاولة سرقتها، ردود فعل غاضبة، على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب مستخدمو فيس بوك وتويتر، السلطات في مصر، بتطبيق أقصى عقوبة على المتهمين المتسببين في الحادث، وكشف ملابسات الواقعة كاملة بعد أن صُنّفت في بدايتها باعتبارها "جريمة تحرش".
وتصدر وسم #فتاة_المعادي، قائمة الوسومات الأكثر تداولاً في مصر على تويتر، خلال الساعات الأخيرة من مساء الأربعاء، والأولى من صباح الخميس، وظهرت موجة واسعة من التعاطف، بعد معرفة تفاصيل الحادث وفقًا لبيان النيابة العامة في مصر، والذي أرجعه إلى محاولة انتزاع مُرافِق لسائقِ سيارة ميكروباص، حقيبةَ المجني عليها منها، ممَّا أدى إلى اصطدامها بسيارة متوقفة ومن ثَمَّ وفاتها.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على المتهمين في الواقعة التي أصبحت معروفة إعلامياً باسم دهس "فتاة المعادي"، خلال سرقة حقيبتها بالقوة، بعد تحديد أماكنهم، وقالت مصادر أمنية لصحف محلية، إن المتهمين "مسجلين خطر ومن أصحاب السوابق"، وأشارت إلى وجود صلة قرابة بينهما، واتفقا فيما بينهما على تكوين عصابة لسرقة الحقائب بأسلوب الخطف، باستخدام سيارة مطموسة اللوحة المعدنية.
بيان النيابة العامة
وقالت النيابة العامة في بيان صدر في الساعات الأولى من صباح الخميس، "إنها تلقت في غضون الساعة السابعة مساءً بلاغًا من غرفة عمليات النجدة بقسم شرطة المعادي، بوفاة المجني عليها (مريم) البالغة من العمر 24 عامًا بحي المعادي، وأنَّ شاهدًا قد أبلغ الشرطة برؤيته سيارة (ميكروباص بيضاء اللون) يستقلُّها اثنان، انتزع مُرافِق سائقِها حقيبةَ المجني عليها منها، ممَا أدى إلى اصطدامها بسيارة متوقفة ومن ثَم وفاتها".
وتابع "البيان"، المنشور على الصفحة الرسمية للنيابة العامة على فيسبوك، "انتقلت النيابة العامة، لمناظرة جثمان المجني عليها وتبينت إصابتها بأنحاء متفرقة من جسدها، كما انتقلت لمعاينة مسرح الحدث بصحبة ضباط الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، فتبينت آثار دماء ملطخة بالرمال على مقربة من إحدى السيارات، فأخذت عينات منها، وكلفت ضباطَ الإدارة بمضاهاتها بعينة دماء المجني عليها، كما تمكنت النيابة العامة من الحصول على 5 مقاطع مرئية من آلات المراقبة المطلة على موقع الحادث، والتي تبين منها مرور السيارة التي استقلها المتهمان بسرعة فائقة".
وجاء في البيان أن "النيابة العامة، سألت شاهدًا رأى المجني عليها في صحبة أخرى تتحدثان بالقرب من السيارة محل الحادث، وخلال توقفهما اقتربت سيارة ميكروباص بيضاء اللون مطموسة اللوحات الخلفية، يستقلها اثنان أدلى بمواصفاتهما، حيث انتزع مرافق سائقها حقيبة المجني عليها التي كانت ترتديها على ظهرها، وتشبث بها خلال تحرك السيارة ممَّا أخلَّ بتوازن المجني عليها، فارتطم رأسُها بمقدمة السيارة التي كانت تتوقف بجوارها، وفرَّ الجانيان بالحقيبة".
وتابع: "بينما ابتعدت الفتاة التي كانت بصحبة المجني عليها خوفًا أثناء وقوع الحادث، وأضاف بأن المجني عليها قد مكثت قرابة نصف ساعة بمكان الحادث حتى قدوم سيارة الإسعاف، ثم فارقت الحياة".
وقررت النيابة العامة، استكمالًا للتحقيقات استدعاء مَن كانت بصحبة المجني عليها لسماع شهادتها، وتكليف الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، ببيان الأفعال المادية الظاهرة بالمقاطع المأخوذة من آلات المراقبة للواقعة، وطلبت تحريات الشرطة حول الحادث وضبط مرتكبيه.
المتهمون في قبضة الأمن
وأعلنت السلطات الأمنية، وفقاً لما نقلته صحف محلية، إلقاء القبض على المتهمين، وتبين أنهما أقرباء، وأن الأول سائق، ويدعى "وليد.ع" يبلغ من العمر 34 عاماً، وسبق ضبطه واتهامه فى عدد من القضايا. وأوضحت أن المتهم الثاني يدعى "محمد.ا"، (33 عاماً)، يعمل في الحراسات الخاصىة، وسبق اتهامه في قضايا حيازة سلاح ومخدرات.
وقالت الأجهزة الأمنية، إن المتهمين اعترفا بتكوين تشكيل عصابي لسرقة حقائب السيدات، وأرشدا عن مكان متعلقات المجني عليها.
تعاطف واسع
وكتب عدد من المشاهير، تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم "فتاة المعادي" الذي تصدر قائمة تغريدات تويتر في مصر، طالبوا خلالها بتوفير بيئة آمنة للفتيات، ومحاكمة المتهم وتوقيع أقصى عقوبة عليهم.
الفنان محمد هنيدي، كتب في حسابه على تويتر: "البنت الجميلة دي اسمها مريم محمد، كانت ماشية في أمان الله، جه 3 كائنات ماينفعش نقول عليهم حتى حيوانات مفترسة، لأننا هنكون ظلمنا الحيوانات، وتحرشوا بيها ولما حاولت تبعد عنهم تسببوا في وفاتها. ربنا يرحمك ويصبر أهلك وياريت الكائنات دي يتم توقيع أقصى عقوبة عليها عشان يكونوا عبرة".
وانضمت الفنانة المصرية رانيا يوسف لحملة التضامن مع قضية "فتاة المعادي"، وكتبت في صفحتها على فيسبوك، "مليون مره نقول التحرش عقوبته لازم تبقا الاعدام!! مريم بنت مصريه لسه في عز شبابها وملابسها اعتقد لا تخدش حياء نظريات اللبس هوه السبب".