
وجّهت أرمينيا انتقادات لإسرائيل، التي تُعتبر أبرز مصدّر للسلاح لأذربيجان، نتيجة النزاع بين البلدين بشأن إقليم ناجورنو قره باغ.
وكانت أرمينيا افتتحت في تل أبيب في 17 سبتمبر الماضي، أول سفارة لها في إسرائيل، من دون ضجيج إعلامي. لكنها استدعت سفيرها بعد ذلك بأسبوعين، بسبب مبيعات الأسلحة لباكو.
وأعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أنه تحدث هاتفياً مع نظيره الأرميني آرمين سركيسيان، بناءً على طلب من الأخير.
وأشار المكتب إلى أن ريفلين "أسِف لاندلاع عنف بين أرمينيا وأذربيجان في ناجورنو قرة باغ وتسجيل خسائر في الأرواح بين الجانبين". وشدد على أن العلاقات المديدة مع أذربيجان "لم تكن ضد أيّ من الجانبين"، مبدياً استعداد إسرائيل لإرسال مساعدات إنسانية إلى أرمينيا، كما أعرب عن أمله بعودة السفير الأرميني "قريباً" إلى تل أبيب.
طائرة شحن أذربيجانية في إسرائيل
جاء ذلك بعد تقارير صحافية أفادت بإقلاع طائرة شحن أذربيجانية من جنوب إسرائيل، وفقاً لبيانات موقع تتبع الرحلات الجوية "فلايت تراكر 24". وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن الموقع ذكر أن الطائرة الأذربيجانية، التي تشغلها شركة "سيلك واي"، أقلعت من مطار رامون قرب قاعدة "عوفدا" العسكرية.
ويفيد "المعهد الدولي لأبحاث السلام" في ستوكهولم بأن إسرائيل شكّلت خلال السنوات الخمس الماضية، أول مزوّد أجنبي معروف للسلاح إلى أذربيجان، مع مبيعات تجاوزت قيمتها 740 مليون دولار، متقدّمة على روسيا.
وتمتنع وزارة الدفاع الإسرائيلية عن نشر تفاصيل حول مبيعاتها من الأسلحة وأسماء عملائها. لكن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أعلن في عام 2016 أن بلاده اشترت من الدولة العبرية معدات دفاعية قيمتها 4,85 مليار دولار.
وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق أن شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية باعت باكو طائرات مسيّرة، وهي أسلحة أسهمت في تغيير التوازن العسكري في قره باغ.
طائرات مسيّرة "انتحارية"
المستشار السياسي للرئيس الأذربيجاني، حكمت حاجييف، قال لموقع "والا" الإخباري الإسرائيلي الأسبوع الماضي إن بلاده تستخدم في ناجورنو قره باغ طائرات من دون طيار إسرائيلية الصنع، بما فيها طائرات مسيّرة "انتحارية"، يمكن أن تدمّر هدفاً عند ارتطامها، علماً أن إيران استدعت السفير الأذربيجاني في عام 2012، وأبلغته قلقها من شراء بلاده أسلحة إسرائيلية.
حاجييف أكد وجود تعاون عسكري مشترك بين بلاده وإسرائيل، مشدداً على أن هذا التعاون يشكل لبنة أساسية في العلاقة بين الدولتين.
ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل"، عن خبراء أن بيع الأسلحة الإسرائيلية لأذربيجان "لن يتوقف خلال الفترة القادمة، بسبب الأهمية الفائقة التي يشكلها بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي".
وقال رئيس "معهد القدس للاستراتيجية والأمن"، إفرايم إنبار، إن "أذربيجان بلد مهم بالنسبة إلينا". وأضاف: "نحاول دوماً أن نكون مورّداً جيداً، حتى في أوقات التوتر. زوّدنا الهند (بأسلحة) خلال حرب كارجيل" مع باكستان عام 1999. وتابع: "علينا أن تحترم العقود التي وقّعناها مع أذربيجان. ما يفعلونه ليس من مسؤوليتنا. يمكنهم القتال بالسكاكين، وبالحجارة، الناس يقاتلون بأشياء كثيرة".
ونصب السكان في حيّ الأرمن في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، أعلاماً أرمينية على نوافذ منازلهم. لكن العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان التي تقطنها غالبية شيعية، تعود إلى تفكك الاتحاد السوفياتي. وتقيم الدولتان علاقات دبلوماسية وتجارية.
"علاقات استراتيجية"
وشددت المحللة في "معهد تل أبيب للدراسات الاستراتيجية"، غاليا ليندنشتراوس، على أن "هذه العلاقات استراتيجية"، مشيرة إلى أن "إسرائيل تستورد من أذربيجان جزءاً كبيراً من نفطها، وتصدّر أسلحتها إليها". وأضافت: "أذربيجان هي واحدة من أبرز زبائن صناعة الدفاع الإسرائيلية".
واتهم مسؤولون أرمن أذربيجان بشنّ ضربات جوية، استخدمت فيها طائرات إسرائيلية مسيّرة. كذلك اتهمت يريفان أنقرة، حليفة باكو، بتزويدها بطائرات مسيّرة.
ولفتت ليندنشتراوس في هذا الصدد إلى "ازدياد (نفوذ) تركيا في ليبيا"، وزادت: "هذا ربما يعبّر عن سياسة عسكرية أكثر حزماً، تستهدف إظهار قدرات صناعة الدفاع فيها". ورأت أن أنقرة ربما تسعى نحو "نفوذ سياسي لجعل أذربيجان تراجع علاقتها مع إسرائيل".