دراسة: أعداد الديناصورات تناقصت قبل اصطدام الكويكب بالأرض

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة افتراضية لديناصورات من العصر الجوراسي Scelidosaurus - REUTERS
صورة افتراضية لديناصورات من العصر الجوراسي Scelidosaurus - REUTERS
القاهرة- محمد منصور

وجدت دراسة جديدة نُشرت الثلاثاء على مجلة "نيتشر كومينكيشن" أن أنواع الديناصورات غير الطيرية كانت تتناقص بشكل مطرد، وفي حالة تدهور لنحو 10 ملايين سنة، قبل الانقراض الجماعي الناجم عن اصطدام كويكب. 

ويُطلق مصطلح الديناصورات على مجموعة كبيرة من الحيوانات التي عاشت في مناطق شاسعة من الأرض على مدى فترة طويلة، بدأت منذ أكثر من 230 مليون سنة. وبدأت هيمنة الديناصورات على الكوكب بعد وقوع حدث انقراض العصر الترياسي والجوراسي. 

وتشير الأدلة العلمية إلى وجود نوعين من الديناصورات: الديناصورات الطيرية وغير الطيرية. وهناك العديد من الاختلافات بين الديناصورات الطائرة وغير الطائرة، تشمل شكل هيكل العظام وعمليات التمثيل الغذائي.

معطيات جديدة

ويلقي البحث مزيداً من الضوء على انقراض الديناصورات. ومن المتفق عليه على نطاق واسع بين العلماء والجيولوجيين، أن تأثير كويكب تشيكشولوب الضخم، الذي ضرب البلدة التي تحمل نفس الاسم بالمكسيك، مسؤول عن الانقراض الجماعي للديناصورات غير الطيرية قبل 66 مليون سنة. 

إلا أن حالة الديناصورات، من حيث العدد والتنوع قبل اصطدام الكويكب بالأرض، ظلت محط تساؤلات عدة.

وتحدث العديد من الدراسات السابقة عن احتمالات تناقص أعداد الديناصورات بشكل عام قبل الحدث المُدمر، إلا أن النتائج كانت متضاربة مع صعوبة تقييم الأعداد باستخدام سجلات الحفريات المتاحة وقتها.

لكن الباحثين في تلك الدراسة تمكنوا من استخدام عدد كبير من الحفريات لصناعة سجل كامل يُمكن أن يوضح حالة أعداد الديناصورات على مدار الزمن.

الانقراض بدأ قبل الاصطدام

يقول الباحث في المركز الفرنسي للبحث العلمي فابيان كوندامين، المؤلف الرئيسي لتلك الدراسة، إن تحليل أكثر من 1500 حفرية من أحافير الديناصورات، لتقييم معدلات التكاثر والانقراض لستة أنواع من الديناصورات غير الطيرية، أثبت أن تنوعها بدأ في الانخفاض منذ نحو 76 مليون سنة. 

ويضيف كوندامين في تصريحات لـ"الشرق"، أن "الانخفاض حدث قبل 10 ملايين سنة من اصطدام الكويكب بالأرض"، مؤكداً أن ذلك الانخفاض في الأعداد حدث بصورة كبيرة وحادة.

وأشار إلى أن هذا "مثير للاهتمام بشكل خاص، لأنه حدث على مستوى عالمي، وأثّر على كل من آكلات اللحوم؛ كالتيرانوصورات، والمجموعات العاشبة مثل ترايسيراتوبس".

وتقول الدراسة إن هذا الانخفاض كان مرتبطاً في الأساس بزيادة معدلات الانقراض في الأنواع القديمة، إذ إن نمط الانخفاض يُشبه النمط الذي أدى لانقراض كائنات أخرى قديماً دون حدوث كارثة واسعة النطاق.

وعن سبب التناقص في الأعداد، يقول كوندامين، إن الديناصورات ربما لم تستطع التكيف مع الظروف المتغيرة، خصوصاً تغير المناخ خلال العصر الطباشيري المتأخر.

سيناريو عدم الاصطدام

لكن، هل كانت الديناصورات ستنقرض على أيّ حال بغض النظر عن اصطدام الكويكب بالأرض؟

يقول كوندامين لـ"الشرق"، إنه "من الصعب قول ذلك على وجه اليقين، إذ يعتقد العديد من علماء الأحافير أن الديناصورات كانت ستستمر في الحياة إذا لم يصطدم الكويكب بالأرض". 

ويضيف: "دراستنا تقدم معلومات جديدة للإجابة عن ذلك التساؤل، والمؤكد حتى الآن أن الديناصورات لم تكن في حالة جيدة قبل الاصطدام". 

ويتابع: "مما نعرفه في السجل الأحفوري، هو إمكانية تعافي الكائنات من مرحلة التدهور، لذلك لا يمكننا استبعاد أن الديناصورات كان من الممكن أن تنتعش بعد تراجع أعدادها إذا لم يضرب الكويكب الأرض".

لكن بحسب كوندامين، فإن إحدى الحقائق المهمة تقول إن "مثل هذا الانتعاش المفترض أن يكون، غير متجانس إلى حد كبير ويعتمد على حالة المجموعة، إذ ينجو بعض أنواع الديناصورات فيما ينقرض البعض الآخر".

وبدأ العمل على تلك الدراسة عام 2015. وعلى الرغم من أن كويكب تشيكشولوب هو سبب الانقراض النهائي للديناصورات، حيث كان هناك العديد من الديناصورات التي تعيش على وجه الأرض وقت أن ضرب الكويكب المكسيك؛ فإن الدراسة تؤكد أن أعداد الديناصورات كانت تتراجع قبل فترة طويلة من تأثير هذا الكويكب.

يقول كوندامين: "لذلك نعتبر أن اصطدام الكويكب كان نوعاً من الانقلاب الذي كان سينهي عهد الديناصورات. لقد كان الكويكب القشة التي قصمت ظهر تلك المخلوقات العملاقة".