أعلن التحالف العربي في اليمن، الأحد، بدء عملية عسكرية بضربات جوية ضد جماعة الحوثي في عدد من المحافظات اليمنية، منها العاصمة صنعاء.
وقال التحالف في بيان إن "هذه العملية النوعية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني"، مؤكداً أنه ستتم محاسبة قيادات الجماعة التي "تحاول استهداف المدنيين والأعيان المدنية".
وكشف التحالف عن "تدمير دفاع جوي معادي من نوع (سام-6) يتبع للجماعة في مأرب"، مؤكداً أنه يدعم "عمليات الجيش الوطني اليمني، والقبائل في مأرب للتقدم وحماية المدنيين".
استهداف المدنيين في السعودية
وأشار إلى أن الحوثيين حاولوا استهداف المدنيين بـ 12 طائرة بدون طيار مفخخة، الأحد، وأنه تم اعتراضها وتدميرها.
وأكد التحالف أن "الاعتداءات الحوثية بالتصعيد ضد المدنيين لن تقود إلى فرض تسوية سياسية"، لافتاً إلى أن العملية العسكرية "مستمرة بالتعامل مع مصادر التهديد وتدمير القدرات النوعية حتى تحقق أهدافها".
وكان التحالف العربي أكد،في وقت سابق الأحد، أن جماعة الحوثي فسّرت رفعها من قائمة الإرهاب الأميركية "بطريقة عدائية".
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن استمرار هجمات الحوثيين على المدنيين والأعيان المدنية في السعودية "باستخدام الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة إيرانية الصنع، يؤكد استمرار تهريب الأسلحة الإيرانية"، معتبراً أن "المليشيا مجرد أداة لزعزعة أمن واستقرار اليمن ودول المنطقة".
وأضاف الإرياني في تغريدة على تويتر، أن تلك الهجمات "تؤكد مضي النظام الايراني في تقويض جهود إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن"، مشدداً على أن "الهجمات الإرهابية تؤكد تحدي مليشيا الحوثي التي تعد أداة لتنفيذ أجندة إيران، لإرادة المجتمع الدولي".
ودعا وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي إلى دعم جهود الحكومة لـ"استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل التراب الوطني، وعدم ترك ثلاثين مليون يمني رهينة لمليشيا إرهابية يستخدمها النظام الإيراني لنشر الفوضى".
ويواصل الحوثيون القتال بهدف السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالغاز، تزامناً مع تصعيد هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيّرة على المملكة العربية السعودية، خصوصاً مناطقها الجنوبية المحاذية.
والسبت، أعلن التحالف العربي اعتراض وتدمير ما مجموعه 8 طائرات مسيّرة مفخخة، أطلقتها جماعة الحوثي باتجاه الأراضي السعودية خلال 24 ساعة.
وفي فبراير الماضي، شطبت الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب، مع إبقاء العقوبات المفروضة على أبرز قادة الجماعة، عبدالملك الحوثي، وعبدالخالق بدر الدين الحوثي، وعبدالله يحيى الحكيم.
وأتى هذا الإجراء لينقض قراراً اتخذه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قبل يوم من مغادرة منصبه، قضى بإدراج الجماعة اليمنية في قائمة وزارة الخارجية لـ"الجماعات الإرهابية الأجنبية".
وبررت إدارة بايدن قرارها بأن تصنيف جماعة الحوثي في قوائم الإرهاب سيُحدث "تأثيراً كارثياً على وصول السلع الأساسية إلى اليمنيين" الذين يعانون "حالة إنسانية متردية"، وفق قولها.
وأكدت إدارة بايدن أنه مقابل إلغاء تصنيف الحوثي في قوائم الإرهاب، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة شركائها في منطقة الخليج للدفاع عن أنفسهم ضد التهديدات القادمة من اليمن.
وإزاء تصاعد الهجمات الحوثية تجاه السعودية، دعا مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي مجلس الأمن إلى "تحمل مسؤوليته تجاه ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، لوقف تهديداتها للسلم والأمن الدوليين ومحاسبتها".
وقال المعلمي في رسالة وجهها إلى المجلس، الثلاثاء الماضي، إن "هذا (التصعيد) رد واضح من ميليشيات الحوثي على دعوات ومناشدات مجلس الأمن والمجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن، ويثبت مجدداً أن هذه الميليشيات لا تؤمن إلا بالسلوك الإرهابي لتصل إلى أهدافها السياسية الضيقة".