وزيرة الخارجية البريطانية تتولى ملفات "بريكست" بعد استقالة فروست

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس تسير خارج مقر الحكومة، لندن، بريطانيا. 16 نوفمبر 2021 - REUTERS
وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس تسير خارج مقر الحكومة، لندن، بريطانيا. 16 نوفمبر 2021 - REUTERS
لندن -أ ف ب

كلّف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأحد، وزيرة الخارجية ليز تروس بإدارة المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، بعد استقالة وزير "بريكست" ديفيد فروست.

وأورد بيان لمكتب رئيس الوزراء أن تروس "ستتولى المسؤولية الوزارية على صعيد العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بشكل فوري"، مضيفاً أن "وزيرة الخارجية ستقود المفاوضات بشأن بروتوكول أيرلندا الشمالية، لحل المشاكل الناجمة عن التطبيق الحالي، بعد مغادرة اللورد فروست".

وجاء هذا التكليف غداة تقديم فروست الحليف المقرب من رئيس الوزراء، والمفاوض السابق في ملف "بريكست"، استقالته لرئيس الحكومة السبت.

وأعرب فروست في كتاب استقالته عن "هواجس إزاء التوجهات الحالية"، في ما يتعلق بالقيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا وزيادة الضرائب.

نقطة تحوّل

وقاد فروست منذ أسابيع محادثات بشأن بروتوكول أيرلندا الشمالية، الذي ينظم العلاقات التجارية بين إنجلترا واسكتلندا وويلز من جهة، وأيرلندا الشمالية والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى. 

وينص هذا البروتوكول على إنشاء نظام جمركي جديد لهذه المقاطعة البريطانية، يبقيها بحكم الأمر الواقع في السوق والاتحاد الجمركي الأوروبي.

وتجري المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي محادثات شاقة منذ أشهر، لحل خلافاتهما بشأن تنفيذ النص الساري المفعول منذ بداية العام الجاري. 

وبينما اتخذ ديفيد فروست موقفاً صارماً في المطالبة باستبعاد أي إمكانية للّجوء إلى القضاء الأوروبي لتسوية النزاعات، بدا أن الحكومة أخيراً تتبنى موقفاً أكثر مرونة بشأن هذه المسألة.

تغييرات محتملة بقيادة المحافظين

وعززت خسارة الانتخابات الفرعية التكهنات بشأن تغيير في قيادة حزب المحافظين، وحل فروست مؤخراً ثانياً في استطلاع حول شعبية الوزراء أجرته مدونة تابعة للحزب المحافظ، تتابعها القاعدة الشعبية للحزب التي قد تقرر في نهاية المطاف اختيار بديل لجونسون.

وأبدى وزير الصحة ساجد جاويد لشبكة "سكاي نيوز" الأحد، تفهمه للأسباب التي دفعت ديفيد فروست الذي وصفه بـ"رجل المبادئ" إلى مغادرة الحكومة.

ورأى النائب أندرو بريدجن أنها "لحظة حاسمة" لبوريس جونسون، في حديثه لإذاعة "تايمز راديو" وقال إنه "على رئيس الوزراء أن يتغير أو يرحل"، وذكر في تغريدة على تويتر، وهو المدافع الشرس عن "بريكست" إن رئيس الحكومة "لم يعد لديه الوقت الكافي والأصدقاء للوفاء بوعود وانضباط حكومة محافظة حقيقية".

أما الرئيسة السابقة لحكومة أيرلندا الشمالية أرلين فوستر، التي دُفعت إلى الاستقالة في أبريل،  والتي توصف بأنها "تبالغ في اعتدالها"، فاعتبرت أن رحيل فروست، "أمر هائل بالنسبة إلينا، نحن الذين كنا نعتقد أنه سيحافظ على التزاماته تجاه أيرلندا الشمالية".

وأقر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة، بتحمله "المسؤولية الشخصية" في هزيمة حزبه في انتخابات فرعية تزيد من ضعف موقفه، في خضم موجة إصابات جديدة بفيروس كورونا.

وباتت نهاية السنة أشبه بكابوس لرئيس الوزراء المحافظ، بعد سنتين على فوزه الانتخابي إثر وعوده بإنجاز خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وكان يتمتع حتى فترة قصيرة بشعبية واسعة، إلا أن سلطته باتت محط شك حتى بين صفوف حزبه، بسبب تراكم الفضائح وتصاعد التضخم وتزايد الإصابات الهائلة بفيروس كورونا.