استهداف سفينة قبالة عمان.. قتيلان واتهامات لإيران وإسرائيل تبحث الرد

time reading iconدقائق القراءة - 5
السفينة ميرسر ستريت التي استهدفت في الهجوم. (أرشيفية) - https://www.marinetraffic.com/
السفينة ميرسر ستريت التي استهدفت في الهجوم. (أرشيفية) - https://www.marinetraffic.com/
دبي- الشرقرويترز

قالت مصادر أوروبية وأميركية مطلعة على تقارير استخباراتية، الجمعة، إن إيران المشتبه به الرئيسي في هجوم على ناقلة منتجات نفطية تشغلها إسرائيل قبالة سواحل سلطنة عُمان.

ونقلت وكالة "رويترز" عن المصادر قولهم إن "حكوماتنا لا تزال تحاول الحصول على أدّلة دامغة بشأن المسؤول عن الهجوم". وأضافت المصادر ذاتها: "الناقلة التي تشغلها إسرائيل تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة فيما يبدو".

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، عن مصادر، قولها إن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، اجتمع بوزير الدفاع بيني جانتس، لإجراء مشاورات عسكرية على خلفية استهداف السفينة الإسرائيلية. 

وقالت إن المسؤولين الأمنيين على تواصل مع مسؤولي وزارة الخارجية، لبحث الخطوات التي يجب اتخاذها على المستوى السياسي.

وفي السياق ذاته، نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مسؤول حكومي أن "تل أبيب قد ترد على استهداف إيران السفينة الإسرائيلية قبالة بحر عُمان". وأضاف الموقع على لسان المسؤول ذاته: "لم نحدد بعد كيف ومتى سنرد على استهداف إيران للسفينة الإسرائيلية".

وعبرت الخارجية الأميركية عن قلقها من الهجوم على الناقلة التي تشغلها إسرائيل قبالة سواحل سلطنة عمان، مشيرة في بيان إلى أنه "تراقب الوضع عن كثب".

على الجانب الآخر، قالت قناة العالم التلفزيونية التي تبث من العاصمة الإيرانية طهران، إن الهجوم على السفينة الإسرائيلية جاء رداً على هجوم سابق لإسرائيل، فجر الخميس الماضي، على مطار الضبعة في سوريا. 

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ "الضربات الإسرائيلية طالت مواقع عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني في منطقة مطار الضبعة العسكري والقصير" في ريف حمص الغربي.

السفينة تعود للإبحار

بدورها، شركة "زودياك مانجمنت" ومقرها لندن، وهي جزء من "زودياك جروب" المملوكة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، قالت إن السفينة "ميرسر ستريت" عادت إلى الإبحار، في وقت اتهم مسؤول إسرائيلي إيران بالوقوف وراء الهجوم. 

وبيّنت الشركة في تغريدة على حسابها في "تويتر" أن السفينة تبحر بقيادة طاقمها نحو مكان آمن بسرعة 14 عقدة وبمواكبة البحرية الأميركية. 

ونقلت القناة "13" الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله إن "ما حدث هو عمل إرهابي إيراني قُتل خلاله اثنان بريئان. هذا هجوم استهدف السفن الدولية، القتيل الروماني كان قبطان السفينة والبريطاني هو أحد أفراد الأمن. الإيرانيون استهدفوا جسم السفينة باستخدام طائرة بدون طيار. سفينة بريئة وقتلى أبرياء".

عملية قرصنة ثم هجوم

وكانت الشركة أعلنت أن الهجوم الذي استهدفها أودى بحياة شخصين، لافتة إلى أن الضحيتين تحملان الجنسية البريطانية والرومانية، من دون أن تحدد سبب الوفاة أو أي تفاصيل إضافية عن الحادث الذي تعرّضت له ناقلة النفط التي تحمل علم ليبيريا ومملوكة ليابانيين، والذي اشتبهت الشركة في تغريدتها الأولى بأنه "عملية قرصنة". 

وقال البيان: "بعميق الحزن، علمنا أن الحادث الذي وقع على متن الحاوية ميرسر ستريت في 29 يوليو 2021 أسفر عن وفاة اثنين من أفراد الطاقم، هما مواطن روماني ومواطن بريطاني. ولم يصل إلى علمنا وقوع ضرر لأي فرد آخر".

وأضاف: "تظل سلامة وعافية كل شخص على متن السفينة وكل من تأثروا بهذا الموقف شاغلنا الرئيسي. التفاصيل بشأن الحادث ما برحت تتبلور، ولا تزال التحقيقات في الحادث جارية".

بيانات أولية

وكانت الشركة لفتت في البيان الأول إلى أنه "وقت الحادث كانت السفينة شمال المحيط الهندي، متجهة من دار السلام في تنزانيا إلى الفجيرة في الإمارات، ولم يكن على متنها أي حمولة".

وكانت وزارة الدفاع البريطانية أعلنت، الجمعة، أن سفينة تجارية مرتبطة بإسرائيل تعرّضت لهجوم في بحر العرب قبالة سواحل عُمان، غير أنها لم تقدم سوى القليل من التفاصيل حول الحادث، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

وقالت الوزارة في بيان أوّلي مقتضب، صادر عن هيئة عمليات التجارة البحرية التابعة للجيش البريطاني، إن التحقيق جارٍ في الحادث الذي ذكرت أنه حصل في وقت متأخر ليل الخميس شمال شرقي جزيرة "مصيرة" العُمانية، والتي تقع على بعد أكثر من 300 كيلومتر (185 ميلاً) جنوب شرقي العاصمة العُمانية مسقط.

هجمات متكررة

تجدر الإشارة إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة اتهم مسؤولون إسرائيليون طهران بالوقوف وراء هجمات استهدفت سفنهم في المنطقة أو سفناً مملوكة لإسرائيليين، في حين تنفي طهران هذا الأمر، كما استهدفت هجمات أخرى سفناً إيرانية، اتهمت طهران إسرائيل بالوقوف وراءها. 

ويأتي الحادث وسط تصاعد التوترات بشأن الاتفاق النووي مع إيران، وجمود في مفاوضات فيينا بخصوص العودة إلى الاتفاق النووي بانتظار تسلّم الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي منصبه.