"استقرار تايوان" يثير توترات محتملة بين الصين واليابان

time reading iconدقائق القراءة - 7
جنود من قوات الدفاع الذاتي اليابانية في معسكر بمدينة أساكا - 14 أكتوبر 2018 - Bloomberg
جنود من قوات الدفاع الذاتي اليابانية في معسكر بمدينة أساكا - 14 أكتوبر 2018 - Bloomberg
دبي - الشرق

أشارت اليابان للمرة الأولى إلى أهمية الاستقرار حول تايوان، في تقريرها الدفاعي السنوي، في خطوة عزّزت مخاوفها بشأن الجزيرة، التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.

ورجّحت وكالة "بلومبرغ" أن تؤدي الصياغة الواردة في التقرير الصادر، الثلاثاء، بعنوان "الدفاع عن اليابان"، إلى زيادة التوترات بين أضخم اقتصادَين في آسيا، علماً بأن بكين انتقدت طوكيو، في مايو الماضي، بعد ما اعتبرته تعليقات "غير مسؤولة وخاطئة"، إثر خبر نشرته وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء، أفاد بأن التقرير الدفاعي السنوي سيتضمّن هذه اللغة بشأن تايوان، وتُعتبر سابقة.

وذكر التقرير الذي أصدرته وزارة الدفاع اليابانية، أن "استقرار الوضع حول تايوان مهم، ليس فقط لأمن بلدنا، ولكن لاستقرار المجتمع الدولي، يجب أن تولي بلادنا اهتماماً وثيقاً لهذا الأمر، مع شعور أكبر باليقظة".

وأبدت الحكومة اليابانية مخاوف بشأن تايوان، في الأشهر الماضية، ويأتي التقرير الدفاعي بعدما أثار نائب رئيس الوزراء، تارو آسو، غضباً في الصين، بقوله، الشهر الجاري، إنه على اليابان والولايات المتحدة الدفاع عن تايوان، إذا حدث أمر طارئ خطر.

تايوان والاقتصاد الياباني

وسعت اليابان بشكل عام إلى تجنّب الإساءة إلى الصين، أبرز شريك تجاري لها، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، أشارا إلى الحاجة للاستقرار في مضيق تايوان، في بيان أصدراه بعد لقائهما في واشنطن، في أبريل الماضي. كما اعتبر وزير الدفاع الياباني، نوبو كيشي، أن أمن تايوان "مرتبط بشكل مباشر" بأمن اليابان.

وذكرت "بلومبرغ" أن تايوان تُعدّ من أبرز منتجي أشباه الموصلات، اللازمة للنهوض بالاقتصاد الياباني. كذلك يُعتبر مضيق لوزون، جنوب تايوان، ممراً مهماً لشحن ناقلات النفط، التي تعتمد عليها اليابان من أجل تشغيل مصانعها وتدفئة منازلها.

لكن بكين لم تستبعد استخدام القوة لاستعادة تايوان، ووصف الرئيس الصيني شي جين بينغ، هذا الأمر بأنه "مهمة تاريخية"، في خطاب بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.

ووَرَدَ في تقرير وزارة الدفاع اليابانية، "أوضحت إدارة بايدن أنها ستدعم تايوان بالمعنى العسكري، ولكن ليس مرجّحاً أن تساوم الصين بشأن موقف الولايات المتحدة، وثمة احتمال لمواجهة بينهما".

وكرّرت حكومة سوغا دعمها لسياسة "صين واحدة"، لكنها كثفت مساندتها لتايوان، ومنحتها أكثر من مليونَي جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا، بعدما حمّلت تايبه بكين المسؤولية في صعوبات تواجهها للحصول على إمدادات من اللقاحات.

ترحيب تايواني وتنديد صيني

وتصاعد التوتر بشأن تايوان في الأشهر الماضية، إذ أرسلت الصين 28 مقاتلة، حلّقت قرب الجزيرة الشهر الماضي، في أضخم تدريب هذا العام، فيما واصلت الولايات المتحدة إرسال سفن حربية عبر مضيق تايوان. وتبعد اليابان 110 كيلومترات من تايوان، في أقرب نقطة بينهما.

ورحّبت وزارة الخارجية التايوانية بالصياغة الواردة في التقرير الدفاعي الياباني، مشددة على أن تايبه "ستواصل حضّ الدول التي لديها تفكير مماثل، على التنبّه إلى أهمية الأمن والسلام في مضيق تايوان، بالنسبة إلى الازدهار والاستقرار الإقليميين".

في المقابل، طالب الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، طوكيو بالامتناع عن التدخل في ملف تايوان، مشيراً إلى أن بكين أعربت عن "معارضة شديدة" للصياغة الواردة في التقرير.

وقال ليجيان: "تدخل الجانب الياباني بشكل صارخ في الشؤون الداخلية للصين، لافتاً بشكل غير مبرّر، إلى البناء الدفاعي الطبيعي للصين ونشاطها العسكري، وموجّهاً أصابع الاتهام إلى النشاط البحري الصيني، ومضخّماً ما يُسمى بالتهديد الصيني، وهذا أمر خاطئ وغير مسؤول".

طوكيو وسيول

على صعيد آخر، تطرّق التقرير الدفاعي السنوي لليابان إلى زيادة ضخمة في الإنفاق الدفاعي لكوريا الجنوبية، مرجّحاً أن تزيد موازنتها الدفاعية 1.5 مرة عن موازنة طوكيو، بحلول عام 2025. وتأتي هذه السياسة على خلفية رغبة الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، في استعادة السيطرة العملانية على الجيش في زمن الحرب، من الولايات المتحدة، وفقاً للتقرير.

وأنفقت كوريا الجنوبية بكثافة طيلة عقود، للدفاع عن جانبها من الحدود مع كوريا الشمالية، في وقت أطلق مون واحدة من أضخم عمليات التسلّح في البلاد منذ سنوات، ساعياً إلى امتلاك حاملة طائرات وغواصة تعمل بالطاقة النووية.

ولا تزال العلاقات فاترة بين طوكيو وتايبه، وهما حليفتان لواشنطن، نتيجة خلافات مرتبطة باستعمار اليابان لشبه الجزيرة الكورية، بين عامَي 1910 و1945، وفق "بلومبرغ".

إقرأ أيضاً: