رئيس كوريا الجنوبية يلغي زيارته لليابان بعد توتر بين الدولتين

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن خلال لقائه نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في واشنطن - 21 مايو 2021 - Bloomberg
الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن خلال لقائه نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في واشنطن - 21 مايو 2021 - Bloomberg
دبي-الشرق

ألغى الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، رحلة محتملة إلى طوكيو هذا الأسبوع، لحضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، بعد إدلاء دبلوماسي ياباني بتصريحات مثيرة للجدل، بشأن سياسات الرئيس الكوري الجنوبي، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

ووَرَدَ في بيان أصدره مكتب مون الاثنين، أن الرئيس لن يتوجه إلى طوكيو. وأوردت صحيفة "يوميوري" اليابانية أن الرحلة كانت مقررة الجمعة، وتتضمّن قمة مع رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، في أول محادثات رسمية بين البلدين، وأول قمة بينهما، منذ ديسمبر 2019.

وقال بارك سو هيون السكرتير الرئاسي للاتصالات العامة في كوريا الجنوبية، إن سيول وطوكيو "أجرتا مناقشات هادفة بشأن المسائل التاريخية الثنائية، فضلاً عن تدابير التعاون الموجّهة نحو المستقبل".

وأضاف سو هيون: "رغم أن المناقشات بين الجانبين أُجريت في مناخ ودي، وكان هناك مقدار كبير من التفاهم، إلا أنه لا يزال غير كافٍ كي يُعتبر نتيجة لما ستنتهي إليها القمة".

واشنطن ونزاع سيول وطوكيو

واعتبرت "بلومبرغ" أن الخلاف بين الدولتين اللتين تستضيفان الجزء الأكبر من القوات الأميركية في آسيا، يُظهر الصعوبات التي يواجهها الرئيس الأميركي جو بايدن، في إصلاح علاقاتهما المتوترة، علماً أن لليابان وكوريا الجنوبية دوراً جوهرياً في تأمين سلاسل التوريد لسلع في المعركة الاستراتيجية التي تخوضها الولايات المتحدة ضد الصين.

كما سعى بايدن إلى نيل مساعدة الطرفين، فيما ينتهج استراتيجية جديدة لإنهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية، والذي اعتبره تهديداً خطراً لواشنطن والعالم.

وأشارت "يوميوري" إلى أن مون وسوغا كانا يتطلّعان إلى مناقشة ملفات، مثل إرغام كوريين على العمل في مصانع يابانية، خلال الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية، بين عامَي 1910 و1945، وتشغيل كوريات في بيوت دعارة تابعة للجيش الإمبراطوري.

تعليقات "غير لائقة"

وتأتي خطوة مون بعدما وبّخ السفير الياباني في سيول كويشي أيبوشي، نائبه هيروهيزا سوما، بسبب تعليقات "غير لائقة إلى أبعد حدّ"، أدلى بها في ما يتعلّق بالرئيس الكوري الجنوبي، كما ذكرت السفارة اليابانية.

وأفادت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء، بأن سوما قال لصحافيين محليين، إن مون في معركة مع نفسه بشأن العلاقات مع طوكيو، مستخدماً تعبيراً فاضحاً.

ومارست حكومة مون ضغوطاً على طوكيو، كي تبدي ما تعتقد بأنه ندم مناسب بشأن المسائل التاريخية، ودعمت قرارات أصدرتها محاكم كورية جنوبية خلال السنوات الأخيرة، أمرت من خلالها بتعويض الأفراد الذين أُرغموا على العمل، خلال الاستعمار الياباني.

في المقابل، اعتبرت اليابان أن كل المطالبات "سُوّيت بشكل كامل ونهائي"، في إطار معاهدة أُبرمت في عام 1965، وأقامت علاقات دبلوماسية بين البلدين، ووصفت بعض الإجراءات القانونية بأنها انتهاك للقانون الدولي.

وأشارت "بلومبرغ"، إلى أن سوغا لم يُظهر حماسة شديدة للقاء مون، مكتفياً بتبادل التحيات معه، على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، في بريطانيا الشهر الماضي، بعد تكهنات بأنهما سيجريان حواراً رسمياً.

وقال رئيس الوزراء الياباني لاحقاً إن تحقيق تقدّم ليس ممكناً، إن لم تبدّل سيول أساليبها في ملف تشغيل الكوريين خلال الحرب العالمية الثانية.

لافتات تذكّر بحرب

وذكرت "يوميوري" الشهر الماضي، أن مون كان يسعى إلى أن يتزامن اجتماعه بسوغا، مع الألعاب الأولمبية، مضيفة أنه يتطلّع إلى إثارة ملفات تاريخية، قبل انتهاء ولايته رئيساً، خلال أقل من سنة.

كذلك شهدت العلاقات بين سيول وطوكيو توتراً في الأيام الأخيرة، بعدما دعا مسؤولون أولمبيون كوريا الجنوبية إلى إزالة لافتات مرفوعة في القرية الأولمبية بطوكيو، تشير إلى حرب خاضتها اليابان وكوريا في القرن السادس عشر، معتبرين أنها تنتهك حظراً على الرسائل السياسية خلال الأولمبياد.

ورغم الصعوبات، ستلتقي نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، نظيرَيها الياباني والكوري الجنوبي، لإجراء مناقشات ثلاثية في طوكيو الثلاثاء.

اقرأ أيضاً: