كيف استقبلت نساء تونس تعيين أول رئيسة للوزراء؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيسة وزراء تونس المكلفة نجلاء بودن خلال استقبالها في قصر قرطاج الرئاسي - 29 سبتمبر 2021  - via REUTERS
رئيسة وزراء تونس المكلفة نجلاء بودن خلال استقبالها في قصر قرطاج الرئاسي - 29 سبتمبر 2021 - via REUTERS
تونس-وكالات

منذ أن وقع اختيار الرئيس التونسي قيس سعيد، على نجلاء بودن لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تونس، تشعر الكثير من النساء التونسيات بالفخر، ويعتبرن القرار "تشريفاً للمرأة"، وسط هواجس بشأن الصلاحيات التي ستكون متاحة لها.

وطلب سعيّد من بودن، وهي أستاذة جامعية في الجيولوجيا كانت مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تشكيل حكومة على وجه السرعة، وسط أمواج أزمة سياسية.  

تفاؤل وسط النساء

وقالت الممرضة أمينة بن حمو، بمزيج من البهجة والفخر: "بالنسبة لي، أنا متفائلة بأن امرأة ستكون رئيسة للوزراء، لذلك دعونا نجربها". وأضافت في تصريح لوكالة "رويترز": "أتخيل، حسب رأيي، أن المرأة ستنجح في تونس، ذلك لأنها جادة ومقاتلة وصبورة.. هذه الأشياء الثلاثة مهمة جداً".

وكتبت الناشطة الحقوقية بشرى بالحاج حميدة، في صفحتها على موقع فيسبوك: "رمزياً امرأة رئيسة للحكومة يعد قراراً مهمّاً".

ويتعرض سعيّد لضغوط داخلية وخارجية كبيرة لتعيين حكومة، منذ أن أقال رئيس الوزراء السابق وجمد عمل البرلمان، في خطوة وصفها خصومه بأنها "انقلاب".

وكلف سعيّد بودن باقتراح تشكيلة حكومية في الساعات أو الأيام المقبلة، معتبراً أن تونس أضاعت وقتاً طويلاً. وإضافة إلى بودن، تشغل امرأة أخرى أقرب المواقع بين مستشاري سعيد، وهي مديرة مكتب الرئاسة نادية عكاشة.

مواجهة الفساد

وقال سعيّد إن أولويات الحكومة الجديدة يجب أن تتركز على مواجهة الفساد، وتلبية مطالب التونسيين في كافة المجالات، بما في ذلك الصحة والنقل والتعليم.

 وأكد سعيّد في مقطع فيديو نشرته الرئاسة على موقعها على فيسبوك على البعد "التاريخي" لخياره، وقال "لأول مرة في تاريخ تونس امرأة تتولى الرئاسة حتى نهاية التدابير الاستثنائية، وسنعمل معاً على القضاء على الفساد والفوضى التي عمّت الدولة".

لكن خطوات سعيّد تثير تساؤلات حول ما إذا كان سيتم وضع أدوات الحكم في يدي بودن، في دولة تواجه أزمة في المالية العامة بعد سنوات من الركود الاقتصادي، تفاقمت بفعل جائحة كورونا والصراع السياسي الداخلي.

وتحتاج الحكومة الجديدة بشدة إلى الدعم المالي للموازنة وتسديد الديون، بعد أن تسببت التغييرات التي أجراها سعيّد في تعليق المحادثات مع صندوق النقد الدولي.

هواجس

وأدى تعيين بودن إلى ارتفاع الروح المعنوية بعض الشيء، على الرغم من القيود التي ستواجهها.

وقالت منى سعد، التي تعمل مدرّسة: "نحن ننتظر هذه اللحظة، وأتخيل أن أي امرأة، ليس فقط في تونس، تنتظر في لحظة كهذه أن يتم تعيين امرأة في هذا المنصب". وأضافت: "يحدوني الأمل فقط في أن تقوم بعمل جيد، وأن تنفذ برنامجاً جيداً لتونس".

بدورها أبدت الطالبة ياسمين بلحسن (21 عاماً) ترحيباً بالقرار، وقالت: "أنا سعيدة بتعيين رئيسة للحكومة لأول مرة، لكن هذا لا يعني أن نفرح كثيراً، لأننا لا ندرك ماذا باستطاعتها أن تفعل".

وقالت رئيسة "الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات"، نائلة الزغلامي، في تصريح لإذاعة "موزاييك أف أم" الخاصة: "طالبنا بهذا منذ أوّل جلسة مع الرئيس، ولكن لا يكفي أن تكون رئيسة الحكومة امرأة، هل سيتم تخفيف السلطات من رئيس الجمهورية وإسنادها لبودن؟ وهل سيكون لها مطلق الصلاحيات؟". 

وستعمل بودن وفقاً للتغييرات التي أقرّها سعيّد على السلطة التشريعية والتنفيذية، وسيكون نشاطها تحت إشراف الرئيس.

وجاء في بعض فصول الأمر الرئاسي الذي أصدره سعيّد، أنه "يتمّ إصدار القوانين ذات الصبغة التشريعية في شكل مراسيم يختمها رئيس الجمهورية"، وتتحول هذه الصلاحيات إلى سعيّد عوضاً عن البرلمان المجمدة أعماله.

كما ورد في فصل آخر: "يمارس الرئيس السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس الحكومة"، و"تتكون الحكومة من رئيس وزراء، وكتّاب دولة يعيّنهم رئيس الجمهورية".