
غادر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج تركيا، الخميس، في ختام زيارة رسمية استمرت يومين، هي الأولى من نوعها لرئيس إسرائيلي منذ 2008.
والتقى هرتسوج، الخميس، في ثاني أيام زيارته، أعضاء الجماعة اليهودية في مدينة إسطنبول، ومن ثم شاركهم صلاة وطقوساً دينية من أجل "تركيا والرئيس أردوغان" في كنيس "نيفي شالوم" الكبير بمنطقة "بي أوغلو" التاريخية وسط إسطنبول.
ويشكل كنيس نيفي شالوم الذي يضم متحفاً للتراث اليهودي، موقعاً ذا طابع رمزي كبير للجالية اليهودية، التي تحتفل بالأعراس وجميع الأحداث الكبرى فيه.
وتحدث الرئيس الإسرائيلي عن "كنيس خاص عانى في الماضي"، مشيراً إلى الهجمات، التي استهدفته في العام 1986 وأودت بحياة 22 شخصاً، والعام 1992 وأسفرت عن إصابة شخص واحد، والعام 2003 حين استهدفت سيارات محملة بالمتفجرات معبدين يهوديين في إسطنبول، هما نيفي شالوم وبيت إسرائيل، في 15 نوفمبر، ما أودى بحياة 30 شخصاً وتسبب بإصابة أكثر من 300 آخرين، وأعلنت خلية تركية تابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال هرتسوج لصحافيين قبل دخوله المبنى إن الزيارة "لا أوهام فيها، لكنها تعكس مصالحنا الاستراتيجية والثنائية".
وتوجه الرئيس الإسرائيلي والوفد المرافق إلى مطار أتاتورك الدولي، حيث أقلعوا بطائرتهم الخاصة إلى إسرائيل.
وكان هرتسوج وصل العاصمة أنقرة، الأربعاء، حيث زار ضريح أتاتورك ومن ثم التقى نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وفي تصريح صحافي مشترك، قال أردوغان إن تطوير وتعزيز العلاقات التركية الإسرائيلية يتمتع بأهمية كبيرة بالنسبة لبلدينا وللسلام والاستقرار الإقليمي، على حد تعبيره.
وأضاف أردوغان: "واثق أن الزيارة التاريخية للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج ستكون نقطة تحول جديدة في العلاقات بين بلدينا، وواثق من أن العلاقات التركية الإسرائيلية في الفترة القادمة ستجلب معها فرصاً جديدة من حيث التعاون الإقليمي".
"لن نتفق على كل شيء"
بدوره، أفاد الرئيس الإسرائيلي بأن "العلاقات بين شعبي البلدين لها جذور تاريخية ودينية وثقافية قديمة جداً وقوية"، متابعاً: "يمكن لإسرائيل وتركيا، بل ينبغي عليهما، الانخراط في تعاون من شأنه التأثير بشكل واضح على هذه المنطقة، التي نسميها جميعاً بيتنا".
وقال هرتسوج: "لن نتفق على كل شيء، لكننا نتطلع إلى حل خلافاتنا باحترام متبادل وحسن نية".
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، الخميس، عن الرئيس الإسرائيلي قوله إن أردوغان كان "منفتحاً على حوار حقيقي" حول العديد من القضايا وإنهما تطرقا بالتفصيل لأمور مهمة للجانبين.
وأضاف هرتسوج أن عملية إحياء العلاقات مع أنقرة تتم "دون أوهام"، لكنها تعكس المصالح الثنائية، معبراً عن أمله في أن يكون أرسى قواعد العمل من أجل تطوير العلاقات بين البلدين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بأنه من الدائرة المقربة من الرئيس الإسرائيلي، قوله إن قضايا مثل "نشاط حماس في تركيا، والعلاقات مع الفلسطينيين وأمور سياسية أخرى" جرت مناقشتها خلال لقاء الرئيسين.
ورحب تحالف حاخامات دول إسلامية في بيان، بزيارة الرئيس الإسرائيلي إلى تركيا ولقائه أردوغان، معتبراً أنها "وسيلة للحفاظ على السلام الإقليمي وتعزيز التسامح والتفاهم المتبادل".
وتعمل أنقرة منذ 2020 على إصلاح علاقاتها مع تل أبيب التي تأزمت إثر مداهمة قافلة بحرية تركية كانت متجهة إلى قطاع غزة في عام 2010، فأودت بحياة 10 مدنيين، ثم طردت تركيا سفير إسرائيل، واستدعت سفيرها، وانسحبت من مناورات حربية مشتركة مع تل أبيب.
ويعيش في تركيا اليوم نحو 15 ألف يهودي، معظمهم في إسطنبول، مقابل مئتي ألف في بداية القرن العشرين.
اقرأ أيضاً: