
شدد ناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، على أن الأخير "لم يفقد السيطرة" على حكومته، معتبراً أن "التغيير جيد"، بعد استقالة 4 من أبرز مساعديه، فيما يواجه جونسون ضغوطاً للتنحّي، نتيجة فضيحة الحفلات التي نُظمت في مقره، خلال الإغلاق لكبح فيروس كورونا المستجد.
وكان لافتاً أن الناطق أعلن أن رئيس الوزراء ووزير المال ريشي سوناك يواصلان العمل معاً بشكل وثيق، علماً أن الأخير وجّه انتقادات لجونسون، ويُعتبر من أبرز المرشحين لخلافته، مع وزيرة الخارجية ليز تروس، إذا استقال أو أطاح به حزب المحافظين الحاكم.
ونقلت وكالة "رويترز" عن الناطق قوله إن مساعديه الذين استقالوا الخميس، فعلوا ذلك بالتراضي، معتبرين أن الوقت حان لترك مناصبهم. وأضاف أن جونسون تحدث إلى موظفي "داونينج ستريت" الجمعة، وشكر المستقيلين، مقراً بصعوبة فترة التغيير، لكنه استدرك أن "التغيير جيد".
وأكد الناطق أن جونسون "لم يفقد السيطرة" على حكومته، مضيفاً أن رئيس الوزراء ووزير المال يواصلان العمل معاً بشكل وثيق.
استقالة 4 مساعدين
يأتي ذلك بعد استقالة أربعة من أبرز مساعدي جونسون الخميس، هم سكرتيره الأول مارتن رينولدز، ومسؤول مكتبه دان روزنفيلد، ومسؤولة السياسات في "داونينج ستريت" منيرة ميرزا، ورئيس الاتصالات جاك دويل.
وأعلن ناطق باسم رئيس الوزراء أن جونسون شكر رينولدز وروزنفيلد على "مساهمتهما الكبيرة في الحكومة"، بما في ذلك عملهما بشأن مكافحة كورونا والتعافي الاقتصادي، موضحاً أنهما "سيبقيان في منصبيهما حتى تعيين من يخلفهما"، علماً أن رينولدز وجّه رسالة إلكترونية إلى مئة شخص، دعاهم فيها إلى تناول مشروب، في مايو 2020، بحسب وكالة "فرانس برس".
وأكدت رئاسة الحكومة استقالة ميرزا ودويل، معبّرة عن "امتنان" جونسون لهما على "مساهمتهما في الحكومة".
جونسون وزعيم المعارضة
وأشارت "فرانس برس" إلى أن دويل شارك كما يبدو في إحدى الحفلات المثيرة للجدل، فيما انتقدت ميرزا جونسون، لاتهامه زعيم حزب العمال المعارض، كير ستارمر، بالسماح لجيمي سافيل، النجم السابق في "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) والمُتهم بالتحرش بأطفال، بالإفلات من العدالة، عندما كان يرأس النيابة العامة البريطانية.
ميرزا التي عملت مع جونسون 14 سنة، كتبت في خطاب استقالتها، الذي نُشر على الموقع الإلكتروني لمجلة "ذي سبيكتاتور": "لم يكن هناك أساس معقول أو عادل لهذا التأكيد". وتحدثت عن "إشارة حزبية وغير لائقة لقضية مروّعة، تتعلّق باستغلال جنسي لأطفال". وتابعت أن رئيس الوزراء لم يقدّم "أي اعتذار عن الانطباع المضلّل الذي تركته".
وأسِف جونسون لرحيل ميرزا، لكنه رفض تقييمها بأن تعليقاته بشأن ستارمر لم تكن مناسبة، قائلاً لشبكة التلفزة "5 نيوز": "لا أتفق مع ذلك".
وامتنع جونسون عن الاعتذار، لكنه تراجع عن تعليقاته الخميس، قائلاً: "أنا لا أتحدث عن السجل الشخصي لزعيم المعارضة، عندما كان يرأس النيابة العامة البريطانية... وأتفهّم تماماً أن لا علاقة له شخصياً بهذه القرارات"، علماً أن ستارمر اتهم رئيس الوزراء بتكرار "نظريات المؤامرة التي يردّدها الفاشيون، من أجل تسجيل نقاط سياسية بثمن بخس".
سوناك وتروس
كذلك وبّخ وزير المال ريشي سوناك، جونسون على تعليقاته بشأن ستارمر، قائلاً: "بصراحة، لم أكن لأقول ذلك، وأنا سعيد لأن رئيس الوزراء أوضح ما قاله".
وأشارت "رويترز" إلى أن سوناك وتروس هما أبرز مرشحين لخلافة جونسون، إذا أُرغم على التنحّي، مع تصاعد الغضب في حزب المحافظين، ومطالبة نواب باستقالة رئيس الوزراء، الذي حقق في انتخابات 2019 أكبر أغلبية للمحافظين منذ رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت تاتشر. لكن وزيرة الخارجية اعتبرت الأحد الماضي أن مستقبل جونسون كرئيس للوزراء "مضمون".
"فرانس برس" اعتبرت أن فضيحة الحفلات تشكّل أكبر تهديد لمصير جونسون، مشيرة إلى أن طرح الثقة برئيس الحكومة يحتاج إلى موافقة 54 من 360 نائباً محافظاً. ولا يمكن اللجوء إلى هذا المسار، إلا مرة كل 12 شهراً. واستدركت الوكالة أن كثيرين يتريّثون في ذلك، في انتظار نتائج التحقيق الذي تجريه الشرطة، والذي قد يستغرق أشهراً.
"إخفاقات في القيادة"
وكان تقرير أعدّته أبرز الموظفين الحكوميين، سو جراي، ندّد بـ"استهلاك مفرط للكحول" في مناسبات أُقيمت في "داونينج ستريت"، خلال فترة الإغلاق. وأضاف: "حصلت إخفاقات في القيادة والتقدير من أفرقاء عدّة في داونينج ستريت ورئاسة الحكومة، في أوقات مختلفة. بعض الأحداث ما كان يجب أن يُسمح بحصولها".
ولم تُنشر سوى نسخة من التقرير، حُذفت منها أكثر المعلومات المؤذية، لئلا تمسّ التحقيق الذي تجريه الشرطة، ممّا قد يسمح لجونسون بالبقاء في منصبه، بحسب "رويترز".
وبعد نشر التقرير، أعرب رئيس الوزراء عن "أسفه للأمور التي لم نقم بها بشكل صائب، والطريقة التي تمّ بها التعامل مع هذا الأمر"، متعهّداً بـ"إصلاح الأمور". وقال أمام مجلس العموم (البرلمان) إن على الحكومة أن تتعلّم من الانتقادات، مضيفاً أنه سيجري تغييرات على عمله في "داونينج ستريت".
اقرأ أيضاً: