
وصف طه عثمان إسحق، القيادي بائتلاف قوى الحرية والتغيير، الذي يتقاسم السلطة مع الجيش في السودان، خطاب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو، الأربعاء، بأنه "أخطر من الانقلاب نفسه".
وقال إسحق عبر حسابه على فيسبوك، إن الخطاب يحاول "تحميل المدنيين مسؤولية ما حدث"، في إشارة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة التي أعلن مجلس السيادة عن إحباطها، الثلاثاء، وإلقاء القبض على جميع المتهمين بالتورط فيها.
وأضاف: "ليس للمدنيين أي نية أو توجه سيئ تجاه العسكريين أو المؤسسة العسكرية".
وتابع إسحق: "إن كانت هناك أزمة بين الأطراف يجب التعامل معها بمسؤولية للوصول لحل لمصلحة البلاد، وهو ما لن يحققه خطاب التهديد والوعيد".
الإخفاق مشترك
وقال رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة القومي في السودان (أحد أحزاب ائتلاف قوى الحرية والتغيير) محمد المهدي حسن، إن الإخفاقات التي شهدتها الفترة الانتقالية ليست مسؤولية الحكومة المدنية وحدها، وإن المكون العسكري بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان يتقاسم معها المسؤولية.
وأضاف حسن لـ"الشرق"، رداً على تصريحات البرهان، أن "الإخفاق مشترك بين المدنيين والعسكريين والمسؤولية تضامنية ومشتركة، ولا حل سوى جلوس الجميع لمناقشة هذه التحديات وتجاوزها عبر الإعلاء من الأجندة الوطنية والتخلي عن أجندة المكونات والأحزاب".
واعتبر أن الحكومة المدنية حققت إنجازات عديدة خلال الفترة الماضية، تمثلت في الإصلاحات الاقتصادية، وإخراج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وكسر العزلة الدولية، مشيراً إلى أن المكون العسكري أخفق في مسؤولياته الأمنية، إذ انتشرت الخروقات الأمنية والانفلات في البلاد.
"تصريحات غير موفقة"
ووصف المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني (أحد قوى الائتلاف) نور الدين بابكر لـ"الشرق"، تصريحات رئيس المجلس السيادي ونائبه الأول، بأنها "غير موفقة"، مشيراً إلى أن تقييم الحكومة الانتقالية يتم وفق البرامج التي طرحتها، لا عبر تحميل المدنيين مسؤولية الفشل.
وأفاد بابكر بأنه إذا كان هناك أي فشل في المرحلة الانتقالية، فإن العسكريين شركاء فيه، لافتاً إلى أن تنصلهم عن المسؤولية يعد أمراً مرفوضاً.
واتهم المتحدث باسم المؤتمر السوداني العسكريين بالفشل في احتواء الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد في الآونة الأخيرة، والتهاون في الأزمة التي يشهدها شرق السودان وعدم فرض هيبة الدولة هناك.
وأشار بابكر إلى أن تبادل الاتهامات بين شركاء الفترة الانتقالية يعد أمراً غير مفيد للانتقال الديمقراطي
كان البرهان قال في وقت سابق، الأربعاء، إنه "لا يمكن لأي جهة استبعاد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من المشهد في الفترة الانتقالية الحالية بالبلاد".
وأضاف: "تركنا العمل التنفيذي للسياسيين، ولكن المسألة انحرفت عن مسارها الصحيح".
في السياق نفسه ألقى دقلو باللوم على السياسيين في تكرار محاولات الانقلاب في البلاد، واتهمهم بأنهم "أهملوا المواطن ومعاشه وخدماته الأساسية وانشغلوا بالصراع على الكراسي والمناصب ما خلق حالة من عدم الرضا وسط الشعب".
اقرأ أيضاً: