"تحسين البيئة الصوتية في الحياة اليومية" مبادرة لعلاج مشكلات السمع

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة تعبيرية لشخص يتعرض لضجيج عال - CANVA
صورة تعبيرية لشخص يتعرض لضجيج عال - CANVA
باريس -أ ف ب

من الإذاعات إلى الأغنيات مروراً بألعاب الفيديو والندوات الإلكترونية، تتعرض مسامع البشر يومياً لمصادر أصوات قد لا تكون عالية الجودة دائماً، وفي هذا الإطار دعا باحثون وخبراء إلى البحث عن مصادر سمعية "جيدة" بدلاً من تلك "العالية" للحد من اضطرابات السمع.

وقال كريستيان أوجونيه، مهندس الصوتيات والرئيس المؤسس لجمعية "لا سومين دو سون" التي تقوم بحملات لتوعية المجتمع بأهمية البيئة السمعية: "نعيش في حضارة ملأنا فيها الفضاء بضوضاء لا تنتهي أبداً".

وإضافة إلى الضوضاء المحيطة في الحياة اليومية، هناك العديد من الأصوات الأخرى، كالموسيقى، والتلفزيون، والراديو، والبودكاست، وألعاب الفيديو، والمحادثات الهاتفية أو مؤتمرات الفيديو في المجال المهني، والتي يتم التقاطها بواسطة الأذنين وغالباً ما يتم تضخيمها بواسطة سماعات الأذن أو خوذات الرأس.

لكن المشكلة تكمن في أن "معظم الأصوات المسجلة كثيفة للغاية، بحيث يمكن سماعها فوق مستوى ضوضاء الخلفية في المدينة"، بحسب أوجونيه.

وهذه التقنية المعروفة باسم "ضغط الصوت"، والتي راجت خصوصاً مع انتشار نسق "إم بي 3"، تُتيح على وجه الخصوص خلط الأصوات الضعيفة مع تلك المرتفعة، ويُجنّب ذلك، على التلفزيون مثلاً، الاضطرار إلى رفع مستوى الصوت عندما يهمس الممثلون أو خفضه عند سماع دوي انفجار.

جودة الصوت

مهندس الصوتيات كريستيان أوجونيه، الذي تعمل جمعيته على إنشاء علامة "جودة الصوت" لمكافحة الضغط الزائد للصوت، أكد أن هذا الأمر "يعطي الانطباع بأن الصوت أفضل بكثير، لم نعد نسمع الضجيج المحيط، لكنه يؤدي إلى سماعنا الأصوات بدرجة أعلى بكثير مما هي"، مع "اختفاء وقفات صامتة" يتخللها الصوت في وضعه الطبيعي.

وفي فرنسا، أقرّ أكثر من 7 ملايين شخص بأنهم يُعانون من مشكلة سمعية واحدة على الأقل، أي 11.2% من الفرنسيين، بحسب تقديرات دراسة استقصائية أجرتها عام 2014 مديرية البحوث والدراسات والتقييم والإحصاء.

وفيما يعود جزء من حالات الصمم لأسباب وراثية "هناك مظاهر للشيخوخة السمعية يُمكن أن تظهر في وقت مبكر بعمر 30 أو 40 أو 50 عاماً. وفي هذه الحالات، تكون الضوضاء من أكثر الأسباب البديهية"، بحسب ما قال البروفيسور بول أفان الذي يرأس مركز البحوث والابتكار في علم السمع البشري.

وأضاف: "نُدرك أن جودة الأصوات المستخدمة غالباً ما تكون متواضعة، لكن الجهاز السمعي لا يستسيغ اللجوء إليه باستمرار. يجب حدوث صمت، حتى في حده الأدنى، والاستماع إلى أصوات طبيعية لإعطاء أذننا الداخلية بعض الراحة على الأقل من وقت لآخر".

صعوبة في التوعية

البروفيسور أفان قال أيضاً "نجد صعوبة في الإقناع بما نقوله نظراً إلى أن حصول مشكلات سمعية يتطلب التعرض إلى الأصوات لفترة طويلة، ولذلك يمكن لأي شخص أن يذهب إلى ملهى ليلي، ويستمع إلى موسيقى تفوق قوتها 100 ديسيبل دون أن يعاني أي مشكلة في اليوم التالي، لكن بعض الناس يكتشفون إصابتهم بالصمم في سن الـ60 بينما كان من الممكن تفادي ذلك".

وأشار إلى أن "رفع مستوى الوعي حول ماهيّة الصوت الجيد عمل شاق يجب أن يبدأ في المدرسة".

كما يمكن أن يتسبب التعرض المفرط للأصوات ذات النوعية الرديئة أو ذات الكثافة المفرطة في حدوث ضرر دائم في الأذن، أو قد يُؤثر حتى على الجهاز الدماغي من خلال التسبب بتدهور الخلايا العصبية السمعية.

ويحذر الأخصائيون من أن كثيرين يفقدون سمعهم مع تقدم العمر والتعرض المفرط للضوضاء، مشيرين إلى أن فقدان السمع في منتصف العمر يُشكل أبرز العوامل القابلة للتصحيح المسببة للخرف.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات