قال المُمثل التونسي ظافر العابدين، إنّ فيلمه "غدوة"، الذي يعرض للمرة الأولى عالمياً بالدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لا يحمل رسائل سياسية، إذ تدور أحداثه في إطار إنساني اجتماعي يرصد مشاكل المجتمع الذي يعيش فيه، و"ليس سياسياً كما يزعم البعض".
وأكد ظافر العابدين موقفه من السياسة قائلاً: "لا أحكي بالسياسة، وليس لدي موقف مع أي جهة".
وتدور أحداث الفيلم الذي استبعد من مهرجان قرطاج السينمائي، عن الحالة الصحية لبطل الفيلم المحامي حبيب، والتي تعيد الصلة بينه وبين ابنه من زواجه السابق أحمد، الذي يبلغ من العمر 15 عاماً، لكن الماضي السياسي لحبيب خلال السنوات التي سبقت أحداث عام 2011، يؤثر على حاضره، فيجبر الابن على العناية بأبيه.
وفيلم "غدوة"، من إخراج وتأليف ظافر العابدين الذي يشارك في الفيلم كممثل أيضاً إلى جانب نجلاء بن عبد الله، وغانم الزرلي، ورباب السرايري، وبحري الرحالي والطفل أحمد بن رحومة، وسيناريو وحوار السيناريست والمخرج المصري أحمد عامر.
ويُشارك "غدوة"، في مسابقة الأفلام الدولية، بالدورة الـ43، من مهرجان القاهرة السينمائي، إذ ينافس ضمن 13 فيلماً بالمسابقة على جائزة "الهرم الذهبي" لأفضل فيلم.
فترة التحضير
على هامش ندوة صحافية بمهرجان القاهرة السينمائي، روى ظافر العابدين، رحلته مع الفيلم، موضحاً أن المُنتجة درة بوشوشة، تحمست للمشروع منذ الوهلة الأولى، ووجهت بالبدء في تنفيذه على الفور.
وأضاف أن فريق العمل كان لديه حلم واحد، وهو خروج العمل على مستوى احترافي، كما بُذل الفريق جهوداً ضخمة لإنجاز الفيلم في وقتٍ قياسي.
وأشار ظافر إلى القصة قائلاً: "قصة الفيلم هامة جداً بالنسبة لي، والحكاية متناسقة مع بعضها، حيث أنها تحمل عمقاً كبيراً وهي غنية بشخصيات جديدة"، لافتاً إلى أن مشاركته بالفيلم كمُمثل، ترجع إلى رغبته في ذلك، باعتباره على دراية تامة بجميع تفاصيل المشروع.
إسقاط
وكشف ظافر العابدين، عن الألوان التي استخدمها في فيلم "غدوة"، موضحاً أنه كان يرغب في التعبير عن حالة المنزل الذي يعيش فيه، إذ صارت باهته مع الوقت.
ويعتبر الممثل التونسي أنّ "هذه الألوان بمثابة انعكاس على تونس التي نحبها كثيراً، وهو إسقاط عليها".
وأبدى العابدين دهشته من تساؤل البعض حول دخوله عالم الإخراج، موضحاً أنه بدأ مشواره الفني كمُساعد مخرج، وظل يحلم منذ ذلك الحين بأن يكون لديه مشروع فني يحمل توقيعه كمُخرج.
وقال: "اخترت الوقت المناسب، لأكون متواجداً بتلك الخطوة حتى تخرج بشكل رائع".
معاناة
وكشف ظافر العابدين، عن المعاناة التي تعرض لها، والتي أسهمت في خروج "غدوة" للنور، وهي إصابة شقيقه بمرض السرطان، وقال: "كانت هذه المحنة هي الدافع الرئيسي لخوض هذه التجربة الفنية".
وقال: "عندما أصيب أخي بالسرطان، ظللت أبحث عن العلاج لفترة طويلة، وفشلت في الحصول عليه من التأمين، حتى استطعت توفيره من مكان آخر، ووقتها جلست وفكرت في حال العائلات غير القادرة في تلك المواقف".
وأضاف: "معاناتي النفسية أثرت على كل لحظة في حياتي، ونهاية الفيلم كانت مكتوبة منذ البداية، لم تشهد أي تغيير".
كما أبدى المُمثل التونسي، حزنه الشديد، لوفاة والدته، بعد شهر من تنفيذ هذا العمل، قائلاً إنّ: "هذا أصعب ما واجهته خلال رحلة تصوير الفيلم".
رغبة مؤجلة
وأعرب عن سعادته البالغة بردود فعل الجمهور والنقاد، بشأن الفيلم، في مهرجان القاهرة السينمائي، لافتاً إلى رغبته في إخراج فيلم مصري خلال الفترة المقبلة، قائلاً: "يشرفني تحقيق هذه الرغبة".
وأشار ظافر العابدين، خلال حديثه لـ"الشرق"، إلى أن فيلم "غدوة" كان من المُفترض عرضه في تونس أولاً قبل القاهرة، إلى أن جرى تأجيله هناك، قائلاً إنّ "هذا لا يُمثل لي أزمة، فمصر بلدي الثاني، وأحبها كثيراً، وشرف لي عرض الفيلم في القاهرة".
وأوضح أن إدارة مهرجان أيام قرطاج السينمائية، رفضت مشاركة الفيلم في الدورة الـ32، والتي عُقدت نهاية شهر أكتوبر الماضي.
وأكد أنه لم يشعر بالقلق، طوال رحلة عمله بالفيلم، الذي يحمل توقيعه كمُمثل ومؤلف ومخرج، لأول مرة، قائلاً: "سعيد جداً بهذه التجربة، خصوصاً وأن قصة الفيلم إنسانية عن علاقة أب بابنه".
ونفى ظافر العابدين، ما يُشاع بشأن اقتباس فكرة الفيلم من أحداث حقيقية، قائلاً إن "هذا الكلام عارٍ تماماً عن الصحة".
ميزانية معقولة
وكشفت المنتجة درة بوشوشة، عن حماسها الشديد لتنفيذ فيلم "غدوة"، قائلة لـ"الشرق": "أعجبت بطاقة ظافر العابدين، وحماسه للمشروع، كما جذبني السيناريو بشكل كبير".
وأكدت أنها لم تتخوف من خوض هذه التجربة، التي تحمل التوقيع الأول لظافر العابدين كمخرج، قائلة: "أنا أعرف ظافر منذ 20 عاماً، وميزانية الفيلم معقولة جداً، إذ أن الأفلام التونسية لا تكون ميزانيتها ضخمة مقارنة بالمصرية".
وأشارت إلى طرح الفيلم، في دور العرض بالوطن العربي، اعتباراً من شهر فبراير المُقبل.