قالت الصين، الأربعاء، إن تايوان "لا تملك الحق" في المشاركة في الأمم المتحدة، رداً على دعوة أميركية لـ"دعم مشاركة كبرى وقوية لتايوان" في مؤسسات الأمم المتحدة، وهو ما ترفضه الصين التي تعهد رئيسها الشهر الجاري بإعادة توحيد تايوان مع البر الرئيسي.
وقال ما شياوجوانج، الناطق باسم مكتب شؤون تايوان في بكين خلال إيجاز إعلامي، إن "الأمم المتحدة منظمة حكومية دولية تتألف من دول تتمتع بسيادة"، مشدداً على أن "تايوان جزء من الصين".
وأضاف الناطق أن جمهورية الصين الشعبية هي "الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها"، وحض السياسيين في تايبيه على التخلي عن فكرة الاعتماد على واشنطن من أجل الاستقلال.
الثلاثاء، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تايوان بأنها "شريك أساسي للولايات المتحدة وتشكل نجاحاً ديمقراطياً"، وذلك على خلفية توتر متزايد مع بكين حول مصير الجزيرة، مؤكداً أن مشاركتها ضرورية لمواجهة "عدد غير مسبوق من التحديات العالمية".
وقال بلينكن في بيان إن مشاركة تايوان في نظام الأمم المتحدة "ليس مسألة سياسية وانما مسألة براجماتية"، مضيفاً أن "استثناء تايوان يقوّض العمل المهم للأمم المتحدة ووكالاتها".
تصعيد متسارع
وتصعّد التصريحات الأميركية التوتر بين بكين واشنطن حول تايوان، والذي اتخذ وتيرة متسارعة منذ تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أسبوع بأن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا هاجمتها الصين.
وأشار بايدن في لقاء مع محطة "سي.إن.إن" رداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستهبّ للدفاع عن تايوان: "نعم، لدينا التزام بفعل ذلك"، في تصريحات تشكل على ما يبدو ابتعاداً عن السياسة الرسمية، رغم أن البيت الأبيض قال لاحقاً إنه لا يوجد تغيير في السياسة تجاه تايوان.
وردّت الصين على تصريحات بايدن بتحذير واشنطن من أن بكين "لا مجال لديها للتنازلات" في ما يتعلق بمصالحها الأساسية، وحث المتحدث باسم الخارجية الصينية، وانج وينبين، في إحاطة صحافية، الولايات المتحدة على تجنب إرسال أي "إشارات خاطئة" إلى قوى الاستقلال التايوانية، داعياً واشنطن إلى "التصرف بحذر"، ومشدداً على أنه "لا مجال للمساومة".
الاتحاد مع الصين
وأتت تصريحات بايدن بعد أسبوعين من تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج، في التاسع من أكتوبر، بـ"إعادة الاتحاد" مع تايوان، قائلاً إن ذلك الاتحاد "يجب أن يتحقق وسيتحقق"، معتبراً أن ذلك يتفق مع المصالح الأساسية للشعب التايواني، في وقت دعت تايبيه الصين إلى وقف "الاستفزازات".
وتعهد الرئيس الصيني بتطبيق ذلك، من دون أن يشير بشكل مباشر إلى استخدام القوة، وذلك بعد أسبوع من التوتر مع الجزيرة التي تطالب بكين بالسيطرة عليها.
وتعتبر بكين أن تايوان التي يبلغ عدد سكانها نحو 23 مليون نسمة جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية.
ويدير تايوان منذ 75 عاماً نظام لجأ إلى الجزيرة بعد سيطرة الشيوعيين على الحكم في الصين القارية إبان الحرب الأهلية الصينية.
قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه في 1979 للاعتراف ببكين ممثلاً رسمياً ووحيداً للصين، لكن واشنطن لا تزال أقوى حليف لتايوان ومزوّدها الأول بالأسلحة، لا بل إن الإدارة الأميركية ملزمة من الكونجرس ببيع الجزيرة أسلحة لتمكينها من الدفاع عن نفسها.