عُمان في جولة وساطة حاسمة لوقف النار في اليمن

time reading iconدقائق القراءة - 4
لحظة وصول القياديين الحوثيين برفقة مسؤولين عمانيين إلى العاصمة اليمنية صنعاء - 5 يونيو 2021
لحظة وصول القياديين الحوثيين برفقة مسؤولين عمانيين إلى العاصمة اليمنية صنعاء - 5 يونيو 2021
دبيالشرق

قالت مصادر مطّلعة لـ"الشرق"، إن "السماح لقياديين حوثيين بالسفر إلى صنعاء برفقة وفد عماني، أتى كبادرة حسن نيّة عمانية لتعزيز فرص نجاح الوساطة العمانية للتوصل إلى وقف للنار في اليمن"، وإن عودة الحوثيين من مسقط إلى صنعاء جاءت بعلم دولي و"تسهيل مهمة" من قبل "التحالف العربي" لدعم الجهد العماني الحاسم والرامي إلى وقف النار في اليمن.

وأشارت مصادر خليجية "للشرق" إلى أن "ما جرى السبت، يهدف إلى إعطاء دفعة قوية للجهود الدبلوماسية لوقف النار في اليمن، بجهد عماني منسق مع الأطراف الإقليمية ذات العلاقة".

وكشفت المصادر أن "هذه الخطوة تمت بعلم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وهي تأتي بعد زيارته الأخيرة إلى صنعاء، (الأولى له منذ عام)، وبعلم الإدارة الأميركية أيضاً، وكذلك باطلاع الرياض والتحالف العربي، الذي سهّل الرحلة من مسقط إلى صنعاء".

مصادر في "التحالف العربي"، بدت حذرة وأشارت إلى أن "الموقف الفعلي للحوثيين على الأرض، بشأن إدارة ميناء الحديدة واستخدامات مطار صنعاء، وكذلك موقفها من "الحل المستعجل" للسفينة "صافر" ومخاطر انفجارها، "مؤشرات رئيسة على جدية موقف الحوثيين".

جهود أميركية

رئيس "مركز الخليج للأبحاث" الدكتور عبد العزيز بن صقر، رأى أن عودة قياديين من جماعة الحوثي برفقة وفد عماني إلى صنعاء، تأتي ترجمة لجهود المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركنغ والاتصالات الأخيرة التي أجراها بخصوص التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والتي كانت موضع ترحيب من قبل المملكة العربية السعودية.

وأشار بن صقر في اتصال مع "الشرق"، إلى أن "المواقف الأخيرة للمبعوث الأميركي، توحي بأن هناك استياءً أميركياً ودولياً كبيراً من التعنّت الحوثي".

وقال إن "جماعة الحوثي تريد وقف النار ورفع العقوبات من دون تفاوض سياسي، في حين أن السعودية تريد وقفاً للنار يليه تفاوض سياسي ومن ثم رفع العقوبات".

واعتبر بن صقر أن "مرافقة الوفد العماني، للقياديين الحوثيين العائدين، تترجم مطلباً دولياً، من مسقط، بالتحرك في هذا إطار لإيجاد حلّ للأزمة".

ولم يستبعد الدكتور عبد العزيز بن صقر، رئيس "مركز الخليج للأبحاث" أن يؤدي تقدم المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني في فيينا  إلى "حلحلة" ملفات وقضايا أخرى في المنطقة، لافتاً إلى أن المفاوضات "تتضمن أجندة إقليمية". لكنه أشار إلى أن أي تطور "سيكون مرهوناً بتطورات الموقف الإيراني، والمدى الذي يمكن أن يصل إليه، وما إذا كانت "المراوغة" الإيرانية ستنتهي في هذه اللحظة، أم أنها ستستمر بمواقف وأشكال جديدة.

تقدم محتمل

وكان قياديون حوثيون (موجودون في مسقط منذ سنوات)، من بينهم المتحدث باسم "الجماعة" محمد عبد السلام، وصلوا إلى صنعاء برفقة وفد دبلوماسي عُماني، وذلك في مؤشر على "تقدم محتمل للجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في البلد الغارق بالحرب" وفقاً لما ذكرته "وكالة الصحافة الفرنسية".

وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تصريحات صحافية: "وصلنا إلى صنعاء برفقة مسؤولين عمانيين، للتباحث حول الوضع في اليمن، ومحاولة الدفع بعملية ترتيبات الوضع الإنساني والسلام، لما له من مصلحة على مستوى الوطن، وكذلك على مستوى دول المنطقة، ووفقاً لمبدأ حسن الجوار في التعاون والمصالح المشتركة".

وقال مسؤول حوثي طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة "فرانس برس" إن "المسؤولين العمانيين والقياديين في صفوف جماعة الحوثي، سيجتمعون بزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي لحلحلة الأزمة". وأضاف: "يبدو أن زيارة الوفد العماني، هي لإقناع (قيادة) الحوثي بوقف إطلاق النار، والدخول في مفاوضات سلام".