الصراع في إثيوبيا.. اتهامات متبادلة وتحذير من مجاعة تطال ملايين

time reading iconدقائق القراءة - 6
دبابة متضررة على الطريق إلى إقليم تيجراي - إثيوبيا -  22 نوفمبر 2020 - AFP
دبابة متضررة على الطريق إلى إقليم تيجراي - إثيوبيا - 22 نوفمبر 2020 - AFP
نيروبي (كينيا)-أ ف برويترز

تبادلت الحكومة الإثيوبية ومتمردو تيجراي الاتهامات بالوقوف خلف استئناف المعارك التي أسقطت هدنة "هشّة" استمرت خمسة أشهر، وتهدد بإغراق شمال البلاد مجدداً في العنف، وسط مخاوف من أزمة إنسانية، بعد تحذير برنامج الأغذية العالمي من تعرض الملايين للجوع، بعد سرقة صهاريح وقود يستخدم لإيصال الطعام.

واندلعت المعارك، الأربعاء، في منطقتي أمهرة وعفر المحاذيتين للطرف الجنوبي الشرقي لإقليم تيجراي. وتبادل الطرفان الاتهامات بتحمل مسؤولية خرق الهدنة التي تم الاتفاق عليها في نهاية مارس.

وأعلن المتمردون أن الجيش الاتحادي الإثيوبي شن "هجوماً واسعاً"، مؤكدين "الدفاع عن مواقعهم"، فيما اتهمت الحكومة قوات "جبهة تحرير شعب تيجراي" بـ"خرق الهدنة" بشنها هجوماً.

ووفق وكالة "فرانس برس"، فإنه من المستحيل التثبت من هذه الاتهامات بصورة مستقلة، لتعذر الوصول إلى مناطق شمال إثيوبي، وفي ظل إمكانيات الاتصال المحدودة.

وأعلن الجيش الإثيوبي، الأربعاء، إسقاط طائرة تحمل أسلحة موجهة إلى متمردي تيجراي "خرقت المجال الجوي الإثيوبي عبر السودان"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الوطنية نقلاً عن جنرال في الجيش.

ولم يورد المصدر أي تفاصيل سواء حول تاريخ الحادث أو مصدر الطائرة. من جهته أكد الجيش أنه "يعتقد أن (الطائرة) مملوكة لأعداء تاريخيين، يريدون إضعاف إثيوبيا ويدعمون جبهة تحرير شعب تيجراي منذ سنوات". في المقابل، نددت سلطات تيجراي بما وصفته بـ"كذبة فاضحة".

من جانبها، أعربت الولايات المتحدة، الأربعاء، عن قلقها بشأن التقارير عن تجدد القتال في ثيوبيا، ودعت الحكومة وجبهة تحرير تيجريا، إلى مضاعفة جهودهما لتحقيق وقف مستدام لإطلاق النار، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

مفاوضات "مستحيلة"

وخلال الهندنة التي بدأت مارس الماضي، سعت الأسرة الدولية لإقناع طرفي النزاع بالدخول في مفاوضات.

وضاعف الاتحاد الإفريقي الاتصالات من خلال موفده الخاص، رئيس نيجيريا السابق أولوسيجون أوباسانجو. كما زار موفدون أميركي وأوروبي ودولي مطلع أغسطس ميكيلي عاصمة تيجراي.

وإن كانت الحكومة وجبهة تحرير شعب تيجراي أبدتا على الدوام استعدادهما لإجراء مفاوضات من أجل وضع حد للنزاع، فلا تزال هناك نقاط خلاف عدة.

وتطالب أديس أبابا بأن تكون المحادثات برعاية الاتحاد الإفريقي، وبأن تبدأ "بدون شرط مسبق"، ولكن متمردي تيجراي يرفضون  وساطة يتولاها أوباسانجو، مشككين في حياده، ويطالبون قبل بدء أي مفاوضات بإعادة الخدمات الأساسية إلى تيجراي، من كهرباء واتصالات ومصارف ووقود وغيرها.

وأقرت سلطات تيجراي بأن اتصالات مباشرة جرت بدون أن تحدد تاريخها، خلال "سلسلتي مفاوضات سرية وجهاً لوجه مع عدد من  كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين" من الحكومة، ما أتاح "التفاهم على وقف الأعمال الحربية ورفع الحصار عن الخدمات الأساسية".

غير أن كونور فاسي من مركز "أوراسيا" للدراسات رأى أنه "في وسط تصعيد المعارك، لن يكون أي طرف على استعداد للحد من وزنه في مفاوضات مقبلة من خلال تقديم تنازلات حول مواضيع أساسية".

وتابع في تصريحات لـ"فرانس برس"، أنه "عوضاً عن ذلك، سيسعيان على الأرجح لاستخدام الجولة المقبلة من المعارك لتعزيز موقعيهما التفاوضيين".

عواقب بشأن الوضع الإنساني

أتاحت الهدنة التي تقررت في نهاية مارس، وتم احترامها بصورة إجمالية منذ ذلك الحين، استئناف إرسال قوافل المساعدات إلى تيجراي بعد توقف استمر ثلاثة أشهر.

وتشهد المنطقة وضعاً كارثياً في ظل المعارك وغياب الخدمات الأساسية. وحذّر برنامج الأغذية العالمي بأنه في يونيو كان 89% من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي وحوالى نصفهم (47%) يعانون من "انعدام الأمن الغذائي الحاد".

وأكدت المنظمات الإنسانية أن المساعدة التي أرسلت إلى تيجراي في الأشهر الأخيرة، غير كافية إطلاقاً.

وأعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أن قوات تيجراي استولت على 12 شاحنة صهريج تابعة لبرنامج الأغذية العالمي تحتوي على 570 ألف لتر من الوقود كانت متوقفة في ميكيلي.

وحذر مدير البرنامج ديفيد بيسلي في تغريدة بأن "ملايين الأشخاص سيموتون من الجوع إذا لم نكن نملك الوقود لتسليم الطعام. هذا مشين ومعيب. نطالب بإعادة الوقود حالاً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات