تعرضت قاعدة "التنف" الأميركية جنوب سوريا، الأربعاء، إلى هجوم لم يؤد إلى سقوط ضحايا أميركيين، ولم تعلن أي جهة حتى الساعة مسؤوليتها عنه. فأين تقع تلك القاعدة؟ وما دورها وأهميتها بالنسبة إلى الأميركيين؟
موقع استراتيجي
تقع قاعدة "التنف" في منطقة استراتيجية قرب معبر التنف الحدودي السوري مع العراق والأردن. وتأسست بعد طرد مسلحي "داعش" من شرق سوريا (على الحدود مع العراق). وتحيط بالقاعدة منطقة عازلة بطول 35 ميلاً لمنع نشوب صراعات محتملة مع القوات الحكومية الروسية والسورية الموجودة في الجوار، إذ إنها مؤمّنة بجدار خرساني طويل بالإضافة إلى حواجز محمية للغاية، ويوجد داخلها مهبط طائرات يستخدم لنقل الجنود والإمدادات العسكرية.
تكاليف باهظة
وفقاً لمؤسسة "بروكينجز" الأميركية، هناك تكاليف ملموسة وغير ملموسة للحفاظ على الوجود الأميركي في التنف، إذ بلغت الميزانية المطلوبة لتدريب وتجهيز القوات المتمركزة في القاعدة، ومكافحة "داعش"، في عام 2020 وحده، نحو 200 مليون دولار، في حين أن التكاليف الحقيقية لصيانة القاعدة "أكثر تعقيداً".
وتتطلب حماية القاعدة قوات قادرة على حماية نفسها بقوة رد فعل سريعة، ودعماً مدفعياً، وقدرة طبية، وجهداً استخباراتياً قوياً لاكتشاف التهديدات، كما يتطلب تأمين قوة نيران قريبة أو تحت الطلب للردع.
ومن الناحية اللوجستية لا توجد طرق معبّدة إلى التنف؛ لذا تصل جميع الإمدادات جواً، أو عبر قوافل من خلال الصحراء.
الهدف من القاعدة
وفي ما يتعلق بالهدف من القاعدة، أفادت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، بأن قوات التحالف والقوات الأميركية تتمركزان في ثكنة التنف، لتدريب قوات المعارضة السورية المحلية على مواجهة مقاتلي تنظيم "داعش"، إذ تقع القاعدة على طريق يعد حلقة وصل حيوية للقوات المدعومة من إيران إلى جنوب لبنان وإسرائيل.
وأشارت إلى أن القاعدة المذكورة تعد واحدة من أولى المنشآت العسكرية التي شيدتها القوات الأميركية بعد التدخل في سوريا في سبتمبر من عام 2014، إذ تحتفظ الولايات المتحدة بحوالي 900 جندي في سوريا، مقسمين إلى حد كبير بين قاعدة "التنف" الشرقية وحقول النفط في البلاد.
إلا أن تقارير إعلامية روسية وسورية تفيد بوجود أكثر من 20 قاعدة أميركية في مناطق مثل الحسكة ودير الزور. ووفقاً لمراقبين، فإن الهدف منها حماية الوجود العسكري الأميركي، وموازنته مع النفوذ الروسي، فضلاً عن محاربة التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها "داعش".
استهداف مماثل
وقبل الهجوم الذي تعرضت له قاعدة التنف الأربعاء، سبق أن أفادت وكالة الأنباء السورية في يونيو الماضي، باستهداف قاعدة عسكرية تابعة للقوات الأميركية، في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، بقذائف صاروخية. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان في حينه إلى أن "ميليشيات إيرانية استهدفت القاعدة، وألحقت بها خسائر مادية".
وفي يوليو الماضي، قالت مجلة "بوليتيكو" إن الرئيس الأميركي جو بايدن يتعرض لضغوط من أجل الرد على الهجمات المتزايدة ضد القوات الأميركية بالعراق وسوريا، وسط اتهامات بـ"فشل نهجه" المتمثل في الردع بضربات جوية انتقامية، ومحاولات بالكونجرس لتقليص صلاحياته لشن ضربات عسكرية.
وأشارت المجلة الأميركية في تقرير إلى أن سلسلة من هجمات الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، استهدفت الأميركيين في العراق وسوريا أخيراً، أدت لزيادة الضغط على بايدن، وسط انتقادات من الجمهوريين لنهجه الانتقامي باعتباره "غير كافٍ ولا فعال".