واصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة لليوم الثالث، الأحد، فيما أعلن الجناح العسكري لحركة "الجهاد" الفلسطينية، أنه أطلق رشقات صاروخية باتجاه القدس بعد وقت قصير على انطلاق صافرات الإنذار في المنطقة.
وقالت "سرايا القدس" في بيان: "أطلقنا منذ وقت ليس ببعيد صواريخ باتجاه القدس".
وتصاعدت الدعوات الدولية للتهدئة ومنع التصعيد وممارسة "أقصى درجات ضبط النفس"، وسط جهود مصرية لوقف لإطلاق النار.
وانتشلت الطواقم الطبية في قطاع غزة، في ساعة مبكرة من صباح الأحد، جثامين 8 أشخاص بينهم طفل وسيدتان من تحت أنقاض منزل في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، لترتفع حصيلة الضحايا التي تقدر بالعشرات، فضلاً عن أكثر من 200 إصابة.
وفي وقت سابق الأحد، قالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد" الفلسطينية، إن خالد سعيد منصور عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الجنوبية في سرايا القدس، لقي حتفه جراء غارة إسرائيلية استهدفته مساء السبت بمدينة رفح.
وقال الجيش الإسرائيلي على لسان المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، إنه قصف 140 هدفاً لحركة الجهاد الفلسطينية، من بينها نفق في قطاع غزة، بالإضافة إلى 10 مواقع تحت الأرض لإطلاق الصواريخ.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل نحو 19 ناشطاً في حركة الجهاد في الضفة الغربية، مشيراً إلى إطلاق 580 قذيفة وصاروخ نحو إسرائيل من قطاع غزة، من بينها 470 صاروخاً عبروا إلى إسرائيل.
وأُطلقت صافرات الإنذار في مدن إسرائيلية في محيط قطاع غزة، ودفع السكان إلى الهروب إلى الملاجئ. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات خطيرة.
مواجهات في جنين
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن القوات الإسرائيلية اعتقلت، فجر الأحد، الأسير المحرر نصر عمور بعد اقتحام قرية عنزة جنوب جنين ومداهمة منزله، وسط اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة كفر راعي جنوب جنين، وداهمت منزل الأسير المحرر بسام ذياب وعبثت بمحتوياته.
وأفادت الوكالة باندلاع مواجهات مع قوات إسرائيلية عند حاجز الجلمة العسكري شمال شرق جنين بالضفة الغربية.
ونقلت الوكالة عن مصادر لم تسمها قولها إن القوات الإسرائيلية الموجودة على حاجز الجلمة أطلقت الرصاص وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع تجاه شبان خرجوا في مظاهرة منددة بالهجوم على قطاع غزة.
وذكرت أن القوات الإسرائيلية كثفت وجودها العسكري مع تسييرها آليات في محيط قرية رمانة غرب جنين وبلدة يعبد جنوب غرب المدينة.
وساطة مصرية
في غضون ذلك، تسعى مصر التي كانت وسيطاً تاريخياً بين إسرائيل والحركات الفلسطينية في غزة، إلى التوسط لوضع حد للعنف. وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الاتصالات مستمرة على مدار الساعة مع الجميع حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.
وذكر مصدران أمنيان مصريان أن وفداً من المخابرات المصرية برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق وصل إلى إسرائيل، السبت، وسيسافر إلى غزة لإجراء محادثات وساطة. وأضافا أنهما يأملان في التوصل لوقف لإطلاق النار لمدة يوم من أجل إجراء المحادثات.
إدانات دولية
على الصعيد الدولي، قال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، إنه يشعر "بقلق عميق"، محذراً من أن التصعيد "خطير جداً".
وأدانت جامعة الدول العربية "بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الشرس على غزة".
كما أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف "العدوان العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة". وشدد على "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل" لمد يد العون للمدنيين، لا سيما النساء والأطفال.
وأعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها لـ"الهجوم الذي قامت به قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة".
وأكدت الخارجية السعودية، في بيان، "وقوف السعودية إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق"، وطالبت المجتمع الدولي بـ"الاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء التصعيد، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل كافة الجهود لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده".
وقال بيتر ستانو المتحدث باسم الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن التكتل يتابع أعمال العنف في قطاع غزة "بقلق بالغ" ويدعو جميع الأطراف إلى "أقصى درجات ضبط النفس" من أجل تجنب تصعيد جديد.
وقالت الخارجية الأميركية، السبت، إن الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وحثت جميع الأطراف على تجنب مزيد من التصعيد، مضيفة أنها تشعر بقلق من التقارير التي تحدثت عن سقوط مدنيين ودعت إلى إجراء تحقيق "شامل وفي الوقت المناسب" في هذا الأمر.
وقال متحدث باسم الخارجية لوكالة "رويترز"، إن الولايات المتحدة على اتصال بمسؤولين إسرائيليين وآخرين في المنطقة لمنع حدوث مزيد من التصعيد.
وعلى نحو مماثل، دعا منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض الجانبين إلى الهدوء، لكنه قال إن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة لها الحق في الدفاع عن نفسها.
وأضاف: "نحن بالتأكيد نحض جميع الأطراف على تجنب مزيد من التصعيد.. نحن نؤيد تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات الإرهابية التي تحصد أرواح مدنيين أبرياء في إسرائيل"، على حد تعبيره.
وفي باريس، قالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن بلادها "تدين إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية وتكرر تمسكها غير المشروط بأمن إسرائيل"، مضيفة أنّ فرنسا تدعو "جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتجنب أي تصعيد آخر يكون السكان المدنيون أول ضحاياه".
وأعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، السبت، أنها تدعم حقّ إسرائيل في "الدفاع عن نفسها".
وأضافت تروس التي تسعى لخلافة بوريس جونسون لقيادة الحكومة البريطانية "ندين المجموعات الإرهابية التي تطلق النار على مدنيين، والعنف الذي أسفر عن ضحايا من الجانبين" داعيةً إلى "نهاية سريعة للعنف".
فيما أعربت روسيا عن "قلقها البالغ" ودعت الجانبين إلى إبداء "أقصى درجات ضبط النفس".
وأعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في بيان أن "الجرائم التي ارتكبها كيان الاحتلال في قطاع غزة الليلة الماضية تكشف عن طبيعته العدوانية".
وأكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن الفلسطينيين "ليسوا وحدهم" في مواجهة اسرائيل.
اجتماع مجلس الأمن
وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، السبت، إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً، الاثنين، بطلب من دولة فلسطين لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن منصور قوله إنه "تم التواصل مع رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر (الصين) وأعضاء مجلس الأمن الآخرين، بما في ذلك المندوب العربي في المجلس (الإمارات)، للاستجابة لطلب دولة فلسطين بأن يتحمل المجلس مسؤولياته بوقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة وإدانته، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".
وأضاف أن العديد من الوفود من أعضاء مجلس الأمن عبرت عن استجابتها لهذا الطلب، الذي تم عبر دولة الإمارات، وتم الاتفاق على عقد جلسة مغلقة للمجلس بعد ظهر الاثنين.
اقرأ أيضاً: