مسؤولة بالخارجية الأميركية لـ"الشرق": تجب المحافظة على وحدة صفنا لوقف الغزو الروسي

time reading iconدقائق القراءة - 7
وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند أثناء لقائها مع "الشرق"، واشنطن - 11 مارس 2022. - الشرق
وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند أثناء لقائها مع "الشرق"، واشنطن - 11 مارس 2022. - الشرق
واشنطن -هبة نصر

وصفت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، التكلفة البشرية للحرب الروسية على أوكرانيا بـ"الهائلة"، لأنها "هجوم وحشي روسي لم يأتِ رداً على أي استفزاز"، مؤكدة ضرورة "المحافظة على وحدة الصف"، لوقف الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت نولاند في مقابلة مع "الشرق": "رأينا قصفاً استهدف المستشفيات وأقسام الولادة والمدارس والأبنية السكنية، على المجتمع الدولي برمّته أن يقوم بكل ما في وسعه لدعم الضحية، وإجبار روسيا على تحمّل التكلفة، والمطالبة بوضع حد لهذه الحرب، ودفع بوتين إلى إعلان وقف إطلاق النار".

"فشل المباحثات"

وأضافت نولاند: "ذهب الأوكرانيون إلى المباحثات (استضافتها بيلاروسيا) طالبين وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية، أما روسيا فقد أرادت الاستسلام التام من هذه الجارة البريئة، التي شُنَّت ضدّها هذه الضربة الوحشية، هذا ما جعل المباحثات تفشل، روسيا لم تفهم أنها تفشل الآن في غزو أوكرانيا، وأن المجتمع الدولي ماضٍ في عزلها بشكل مطرد عن العالم". 

"محاولة للقضاء على أوكرانيا"

واعتبرت، أن روسيا تحاول بشكل أساسي، وبقوة الرصاص أن تقضي على وجود أوكرانيا كدولة مستقلة، موضحة: "لكم أن تتخيلوا دولة من منطقتكم مثلاً تواجه مثل هذه المطالب، بالطبع سيناضل سكانها دفاعاً عن منازلهم وأسرهم، تنتهي هذه الحرب عندما يتعاظم الضغط على الرئيس بوتين بشكل كافٍ يجعله يفهم أنه يخسر".

"تحركات دولية"

وأشارت نولاند، إلى أن "المجتمع الدولي توّجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث نددت 141 دولة بأفعال روسيا، وتم إغلاق العديد من الشركات في روسيا، وفرض أقسى العقوبات المالية وإجراءات الحظر على الصادرات التي لم يرَ مثلها بلد بهذا الحجم، ما أدى إلى أن الروبل خسر 50% من قيمته، وخاف بوتين من فتح البورصة لمدة أسبوعين".

وتابعت: "الشعب الروسي بات يرى الخروج الملحوظ لشركات غربيّة، وتوفير المساعدة الأمنيّة لأوكرانيا لتدافع عن نفسها، هذا الدعم يأتي من كل أنحاء العالم، وأخيراً، تقديم الدعم الإنساني إلى مليوني لاجئ فرّوا من البلاد بالإضافة إلى 1.5 مليون مشرّد داخلياً، هذا ما نحاول القيام به لإنهاء الحرب، وعلى الرئيس بوتين أن يصحو ويفهم أن هجومه الوحشي الآثم لن ينجح".

"ضغط من الداخل"

ولفتت نولاند، إلى أن بلادها "لم تفرض العقوبات المالية القاسية على روسيا فحسب، بل إننا فرضناها أيضاً على المقربين والأثرياء المحيطين ببوتين، رأيتم يخوتهم وعقاراتهم تُصادَر، هؤلاء هم الذين يستفيدون من طريقة إدارة بوتين للبلاد، والغرض من استهداف هؤلاء الأشخاص هو أن يضعوا المزيد من الضغط على الرئيس بوتين".

وتابعت: "ولكن من الصحيح أن الشعب الروسي سيشعر أيضاً بالأثر، لا سيما عند رؤية الأبناء والآباء والأزواج يعودون إلى روسيا ملفوفين بالأكفان، قضى ما يقارب من 6 آلاف جندي روسي في ساحة المعركة، لكن المعاناة الإنسانيّة بالنسبة إلى الأوكرانيين أسوأ بكثير، على العالم أن يتحد في ائتلاف دولي غاضب للضغط على بوتين وروسيا لوضع حدّ لهذه الحرب الدامية التي لم تأتِ رداً على أي استفزاز".

"أزمة ثقة"

واعتبرت، أن "هناك أزمة ثقة بين كييف وموسكو نتيجة أفعال موسكو"، سواء في الماضي من خلال انتهاكها معاهدة مينسك عامي 2014 و2015، مشددة على "ضرورة وقف إطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية لتسهيل عبور المنظمات الدولية التي توفر الأدوية والأغذية، وعلاج الضحايا، مشيرة إلى أن روسيا وعدت بذلك لأيام، لكن بدلاً من فتح الممرات قامت بقصفها منذ بضعة أيام".

"شيء من الإنسانية"

وطالبت نولاند، بوتين بأن "يعرب عن شيء من الإنسانية وأن يتصرف كإنسان محترم، ثم بعد ذلك يمكن الجلوس إلى الطاولة بدعم دولي لرؤية الخيارات الممكنة، لكن بصراحة، لن تنتهي هذه الحرب إلا حين يفهم بوتين أن جيشه يخسر وأنه يُعزَل عن المجتمع الدولي وأن العالم يطالب بمعالجة الوضع الإنساني في أوكرانيا".

"الأسلحة الكيماوية"

ورداً على سؤال بشأن المخاوف من استخدام الأسلحة الكيماوية، قالت نولاند: "نحن قلقون في هذا الصدد، لأن موسكو هي التي بدأت الحديث عن هذا الأمر قبل بضعة أيام، ورأينا ما جرى في خضم الأزمة السورية حين دعمت موسكو حليفها (الرئيس بشار) الأسد وسمحت له باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري".

وأضافت نولاند: "هذا أمر سمح به بوتين في الماضي، ونحن قلقون كل القلق تجاهه، بكل تأكيد في حال أخذ هذا النزاع منحى دامياً وعنيفاً إلى هذا الحد، ستكون هناك تبعات تحدث ردَّ فعل دولياً وهذا سيكون في منتهى الخطر بالنسبة لروسيا نفسها، لأن روسيا تقع على أبواب أوكرانيا، من دون ذكر كيف يمكن لهذا النزاع أن يمتد ويتعمق، نحن نحذر الرئيس بوتين من أن ذلك يُعتبر جريمة حرب بكل تأكيد، وأن أي شخص ينخرط في هذا المسعى سيُحاسَب من قبلنا جميعاً".

"تقوية للقيم"

وتوقعت، أن يعيد هذا الصراع "تقوية بعض القيم التي تتشاركها واشنطن مع شركائها وحلفائها"، وأبرزها "السيادة ووحدة الأراضي، والإنسانية، وميثاق الأمم المتحدة"، موضحة أنه "من المهم الآن أن نحافظ على وحدة الصف في محاولة لإنهاء هذه الحرب ولضمان العمل على معالجة التبعات غير المقصودة لهذه الحرب، وعلى رأسها ارتفاع أسعار النفط، ومعدلات التضخم المتزايدة في بلداننا، وانعدام الأمن الغذائي، هذه الأمور التي يمكن العمل عليها معاً، نحن بحاجة إلى التعاون ونود التعاون، ونعوّل على التعاون المستمر مع شركائنا وحلفائنا في الشرق الأوسط في هذا الخصوص".

"العراق حالة مختلفة"

ورداً على سؤال بشأن إمكانية التدخل لردع روسيا على غرار ما حدث في العراق، قالت نونالند، إن "ما جرى في العراق جاء بعد 12 سنة من العدوان المستمر من قبل صدام حسين ضد جيرانه، وسلوكياته العدائية في المنطقة، ورفضه السماح بالتفتيش الدولي لترسانات أسلحته، وانتهاكه نحو 7 قرارات صادرة لمجلس الأمن، أما في حالة أوكرانيا، فقد شنّت الجارة الكبرى حرباً دامية لم تأتِ رداً على أي استفزاز، والسبب الوحيد وراءها هو طموحات الرئيس بوتين الإمبريالية، ورفضه الاعتراف بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها، ورغبته في إعادتها إلى الحضن الروسي، فالحالتان مختلفتان تماماً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات