إسرائيل تشكل مجموعة عمل لتحضير خارطة حدودها البحرية مع لبنان

time reading iconدقائق القراءة - 4
مقر الأمم المتحدة بمنطقة رأس الناقورة - REUTERS
مقر الأمم المتحدة بمنطقة رأس الناقورة - REUTERS
القدس -الشرق

قالت مصادر في مكتب وزير الطاقة الإسرائيلي لـ"الشرق"، إن تل أبيب شكلت مجموعة عمل لتحضير خارطة إسرائيلية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، بعد خطوة لبنانية مماثلة.

وأوضحت المصادر أن "إعلان لبنان عزمه تقديم خارطة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل لاعتمادها في الأمم المتحدة، تشمل نقل خط الحدود جنوباً إلى داخل الحدود الإسرائيلية، جعلنا نشكل مجموعة عمل لتحضير خارطة إسرائيلية".

وأضافت أن الخارطة الإسرائيلية "تشكل اقتراحاً بترسيم الحدود البحرية مع لبنان حيث يمتد الخط الحدودي نحو الشمال"، مشيرةً إلى أن "إعلان لبنان تجميد توجهه للأمم المتحدة، جمدنا نحن أيضاً طلبناً"، ومؤكدةً أن "موقفنا ما زال ثابتاً، والمفاوضات هي على المثلث الخلافي فقط".

خبراء دوليون

يأتي ذلك بعد أسبوعين من تشديد الرئيس اللبناني ميشال عون، خلال محادثاته مع مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، في منتصف الشهر الجاري، على "أهمية الاستمرار في مفاوضات ترسيم الحدود، واستكمال الدور الأميركي من موقع الوسيط النزيه والعادل".

وقال المستشار السياسي والإعلامي للرئيس اللبناني، أنطوان قسطنطين، في بيان صادر عن الرئاسة: "الرئيس عون، ومع التأكيد على أسس انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود، شدّد على أنه يحق للبنان أن يطوّر موقفه، وفقاً لمصلحته، وبما يتناسب مع القانون الدولي، ووفقاً للأصول الدستورية".

ولفت إلى أن "عون طالب باعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط، وفقاً للقانون الدولي، والالتزام بعدم القيام بأعمال نفطية أو غازية، وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل كاريش، وفي المياه المحاذية".

الخطوات الموازية

وكان وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ميشال نجار أعلن، في 12 أبريل،  توقيع مرسوم لتوسيع المنطقة التي يطالب بها لبنان في خلافه بشأن الحدود البحرية مع إسرائيل، في الوقت الذي هددت فيه الحكومة الإسرائيلية بـ"خطوات موازية" في مقابل الخطوات اللبنانية. 

وأكد وزير الأشغال في مؤتمر صحافي، على توقيع المرسوم رقم 6433، الصادر عام 2011 والمتعلق بترسيم الحدود البحرية اللبنانية، والمطلوب تعديله بإضافة مساحة 1430 كيلومتراً مربعاً إضافية إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة على الحدود مع إسرائيل بهدف إرساله إلى الأمم المتحدة.

وفي المقابل، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتز، الذي يقود المفاوضات مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية: "يبدو أن لبنان يفضل نسف المحادثات بدلاً من القيام بمحاولة للتوصل إلى حلول متفق عليها".

أعرب يوفال عن "أسفه الشديد لأنه هذه ليست المرة الأولى على مدار الـ20 عاماً الماضية التي يغير اللبنانيون فيها خرائطهم البحرية لأغراض دعائية ولإبداء موقف وطني، وبهذا هم يعرقلون أنفسهم مرة تلو الأخرى"، مشيراً إلى أن "خطوات لبنانية أحادية الجانب ستقابل بخطوات إسرائيلية موازية".

انطلاق المفاوضات

وبدأت المفاوضات بين لبنان وإسرائيل في أكتوبر الماضي، في محاولة لحل النزاع على الحدود البحرية بينهما وهو ما عطّل اكتشاف موارد في المنطقة التي قد تكون غنية بالغاز، والمحادثات متوقفة منذ ذلك الحين.

وتأجلت الجولة الخامسة من المفاوضات التي كانت مقرّرة في ديسمبر الماضي، في مقر الأمم المتحدة بمنطقة رأس الناقورة في جنوب لبنان، بطلب أميركي بسبب الخلافات التي ظهرت على الخرائط بين الطرفين.

وتدور مفاوضات على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والتي تمتد لنحو 860 كيلومتراً، بناءً على خريطة أرسلت عام 2011 إلى الأمم المتحدة، اعتبرها لبنان "خاطئة"، ويطالب في هذه المفاوضات بمساحة 2290 كيلومتراً مربعاً، بناء على ما يمتلكه من خرائط.