رئيس سريلانكا المخلوع يعتزم العودة إلى بلاده

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس السريلانكي السابق جوتابايا راجاباكسا لدى وصوله إلى مطار دون موينج الدولي في بانكوك. 11 أغسطس 2022 - REUTERS
الرئيس السريلانكي السابق جوتابايا راجاباكسا لدى وصوله إلى مطار دون موينج الدولي في بانكوك. 11 أغسطس 2022 - REUTERS
كولومبو - وكالات

يعتزم الرئيس المخلوع في سريلانكا، جوتابايا راجاباكسا، العودة إلى بلاده، الجمعة أو السبت، منهياً إقامته في تايلاند بعد فراره إثر احتجاجات واسعة مناهضة للحكومة في يوليو الماضي.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول بارز في وزارة الدفاع السريلانكية قوله إن راجاباكسا "يقيم في فندق تايلاندي مثل سجين، وهو مصمّم على العودة". وأضاف: "قيل لنا إنه سيعود في وقت مبكر جداً من السبت. أنشأنا فرقة أمنية جديدة لحمايته بعد عودته السبت، تضمّ عناصر من الجيش ومجموعات من الشرطة". 

وأوضح أن راجاباكسا كانت لديه تأشيرة تمكّنه من البقاء في تايلاند 90 يوماً، مستدركاً أنه اختار العودة مع زوجته وحارسه الشخصي ومساعد آخر، علماً أن الدستور السريلانكي ينصّ على تأمين حراس شخصيين وسيارة ومسكن للرؤساء السابقين.

ورجّحت "بلومبرغ" أن يقيم راجاباكسا في منزل أمّنته له الحكومة في كولومبو. وكانت وسائل إعلام محلية، بما في ذلك صحيفة "موبيما" الناطقة باللغة السنهالية، أوردت أنه سيعود إلى بلاده الجمعة.

اقتحام منزل راجاباكسا

راجاباكسا فرّ من سريلانكا في 13 يوليو، بعد 4 أيام على اقتحام متظاهرين غاضبين منزله في كولومبو، إثر احتجاجات استمرت عدة أشهر، على خلفية أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها سريلانكا منذ استقلالها، وتمثلت في نقص حاد بالغذاء والوقود والأدوية، بسبب عدم توافر العملات الأجنبية لتمويل الواردات، في ظلّ أسرع معدل تضخم في آسيا.

وغادر الرئيس السابق البلاد بطائرة عسكرية، ولجأ أولاً إلى جزر المالديف، ثم إلى سنغافورة حيث أعلن استقالته من منصبه.

وبعد انتهاء صلاحية تأشيرته التي تبلغ 28 يوماً، دون تجديدها، انتقل إلى تايلاند حيث طلبت منه السلطات الامتناع عن مغادرة فندقه لأسباب أمنية، ممّا جعله شبه محتجز، بحسب "فرانس برس".

وبعد استقالته في منتصف ولايته، فقد راجاباكسا (73 عاماً) الحصانة التي يتمتع بها بحكم منصبه، ممّا يجعل محاكمته ممكنة. وثمة عدد ضخم من قضايا فساد مرفوعة أمام محاكم سريلانكية، جُمّدت بعد توليه الرئاسة في عام 2019، ويمكن إحياؤها لدى عودته.

"تبدّل الوضع على الأرض"

تشير العودة الوشيكة لراجاباكسا إلى أن الرئيس الجديد لسريلانكا، رانيل ويكرمسينجه، واثق من الحفاظ على النظام بعد قمع الاحتجاجات التي حمّلت الرئيس المخلوع مسؤولية أخطاء سياسية أدت إلى الأزمة التي تعصف بالبلاد، بحسب "بلومبرغ".

ونقلت عن بهافاني فونسيكا، وهي باحثة بارزة في "مركز بدائل السياسة" (مقره كولومبو)، قولها: "العودة الوشيكة لجوتابايا تُظهر أن الرئاسة وعائلة راجاباكسا واثقان من تبدّل الوضع على الأرض".

واستدركت: "المتظاهرون كانوا على الأرض يدعون في المقام الأول إلى استقالة جوتابايا، وهذا ما تحقق، ولكن أيضاً لتغيير النظام. لذلك في حين أنه قد لا يكون هناك احتجاج، فإن المطالب بالتغيير مستمرة، وهذا يشمل المساءلة".

حليف للرئيس الجديد

يُعتبر ويكرمسينجه حليفاً لراجاباكسا، وانتخبه البرلمان رئيساً في يوليو. وأوردت وسائل إعلام محلية أنه فاز في الانتخابات بدعم من نواب بحزب الرئيس السابق، طالبوه بضمان عودة راجاباكسا بأمان، خلال اجتماع في 18 أغسطس.

وقال ساجارا كارياواسام، الأمين العام لحزب "سريلانكا بودوجانا بيرامونا" الذي يتزعمه راجاباكسا: "بصفته مواطناً سريلانكياً، لجوتابايا كل الحق في العودة. بصفتنا حزباً نحترم ذلك ونؤيّد حقه في العودة إلى سريلانكا".

منذ توليه منصبه، ركّز ويكرمسينجه على نيل قرض من صندوق النقد الدولي، لدعم البلاد مالياً. وتوصّلت سريلانكا الخميس إلى اتفاق مع الصندوق، للحصول على قرض بقيمة 2.9 مليار دولار.

واستبقت كولومبو الاتفاق، ورفعت ضريبة القيمة المضافة كما كشفت عن خطط لزيادة الإيرادات وخفض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، وكبح التضخم الذي تجاوز 60%.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات